أبوالغالي: نجاحاتنا الجماعية خلال المؤتمر الوطني الخامس يجب ألا تنسينا مسؤوليتنا في ربح باقي الرهانات وتنزيل باقي الالتزامات
أكد؛ عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، صلاح الدين أبوالغالي، يوم السبت 11 ماي 2024 بسلا، على أن النجاحات الجماعية التي حققها الحزب خلال المؤتمر الوطني الخامس، يجب ألا تنسينا مسؤوليتنا الجماعية في ربح باقي الرهانات وتنزيل باقي الالتزامات.
وأبرز السيد أبوالغالي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة ال 28 للمجلس الوطني للحزب، أن على رأس هذه الرهانات والالتزامات، “تأسيس هياكل ومؤسسات للحزب، قوية وديمقراطية وفاعلة، وكذلك الالتزام بقيم التأسيس النبيلة، والوفاء بتعاقداتنا وتعهداتنا التي قطعناها أمام المواطنين، والتحلي باليقظة السياسية في مواجهة التحديات التي يواجهها الحزب، بل ومجابهة التحديات الدولية والداخلية الجمة المطروحة على بلادنا والتي علينا الوعي أكثر بجسامتها وخطورتها، وتملك إرادة إصلاحية ونضالية عالية للانخراط في الجهد الوطني العام لمواجهتها.”
وأضاف عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، أن الدورة 28 للمجلس الوطني للحزب تنعقد وبلادنا تواجه وضعا دوليا جد متقلب يتجه نحو المجهول، بسبب أزمة دولية لم تعد تنحصر في حروب علنية فتاكة في مناطق من الغرب وفي الشرق الأوسط فقط، بل انتقلت إلى الصراع الحاد على الاقتصاد، وعلى التحكم في الموارد الأولية وفي المعلومة داخل هذا العالم الصغير، بواسطة حروب باردة حادة، وأخرى علنية قذرة استباحت المس بكل القيم الإنسانية المشتركة، وهدم كل المواثيق والقيم الإنسانية التي بنتها البشرية لعقود من الزمن.
وأشار السيد ابوالغالي، إلى أننا نعيش أبشع مرحلة إنسانية عرفتها البشرية، مجسدة في صور الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على مسمع ومرأى من القوى العظمى ومن كل المنظمات الأممية، وضدا في كل المواثيق والعهود، في وضع دولي مفتوح على كل الاحتمالات، وشظايا صراعاته وصلت كل الأمم والشعوب. مضيفا أن هذا الوضع لم يعد يقف عند حد السباق نحو المزيد من التسلح، أو التوجه الشرس نحو احتكار الطاقة، بل إلى التحكم في الموارد المائية وفي ثورة الذكاء الاصطناعي، وفي كل موارد العيش والحياة، في مقابل انهيار تام لأخلاقيات وأعراف العلاقات الدولية، ولقيم الحوار والتعاون بين الحضارات، ولمعنى الصداقات التاريخية، ولاعتبارات العيش الإنساني المشترك.
وأمام هذا الوضع الدولي المعقد والساخن الذي يتطلب قيادات عظيمة وكاريزمات وعبقريات تاريخية فذة، يضيف السيد أبوالغالي، “لا يسعنا في حزب الأصالة والمعاصرة سوى الإشادة بحكمة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره في تحصين بلادنا ضد هذه المخاطر، وتوجهه المبكر حفظه الله نحو إعادة بناء دور الدولة الديمقراطية والدولة الاجتماعية، وتقوية وحدتها الوطنية والتنموية، وتمتين قيم تضامن وتآزر شعبها، كخير سلاح لحماية نفسها، وللمقاومة الذاتية من أجل البقاء، وهي السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة التي أكدت فاعليتها وأظهرت للعالم بلادنا كأمة عظيمة وعريقة أثناء معركة كوفيد 19 حين أحكم العالم إغلاق الأبواب والحدود، كما أظهرت نجاعتها أثناء مجابهة قدر زلزال الحوز العنيف الذي ضرب بلادنا”.
وأكد المتحدث على وعي حزب الأصالة والمعاصرة جيدا بحجم هذه التحديات الدولية المتحولة، والتي تتطلب المزيد من اليقظة ومن الالتفاف بقوة وراء جلالة الملك نصره الله حول الوحدة الوطنية، باعتبار هذه الأخيرة صمام أمان استقرار وتقدم بلادنا، وسببا مباشرا للمكانة الاعتبارية والثقة الدولية غير المسبوقة التي تحظى بها، وأساس مراكمة انتصاراتنا الدبلوماسية.
وسجل السيد أبوالغالي، بارتياح كبير التفهم المتزايد الذي بات يحظى به الموقف الوطني على مستوى قضية وحدتنا الترابية، وسط الرأي العام الدولي، واقتناع العالم بعدالة قضيتنا، مبرزا أن ما تحققه القضية الوطنية من مكتسبات يجسده واقع التنمية التي تعيشها أقاليمنا الجنوبية، كما أن المشاركة السياسية المكثفة لأهالينا في الصحراء المغربية، هو خير استفتاء أنهى كل الادعاءات وزاد من هجوم الأعداء.
سلا- تحرير: ابراهيم الصبار/ تصوير: ياسين الزهراوي