أبو الغالي ل “موعد للنقاش”: القيادة الجماعية تتقاسم كل الحس والوعي بأهمية اللحظة وستتخذ القرارات بمسؤولية كبيرة جدا وسنجدد البناء الحزبي تجاوباً مع طموحات مناضلاتنا ومناضلينا والانتظارات والتحديات التي تعيشها بلادنا
جدد؛ عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة؛ صلاح الدين أبوالغالي؛ التأكيد على أن خيار القيادة الجماعية الذي كان من خلاصات المؤتمر الوطني الخامس المنعقد ببوزنيقة يومي 09 و10 فبراير الجاري؛ (الخيار) يحيل على نمط تدبير جديد في التدبير والتفكير جاء بعد نقاش مستفيض حول مستقبل الحزب في إطار تدبير البيت الداخلي للبام.
واعتبر السيد أبو الغالي خلال حلوله ضيفا على برنامج موعد للنقاش (الإذاعة الوطنية) في حلقة جديدة بثت مساء اليوم الإثنين 19 فبراير الجاري، أن القيادة الجماعية للأمانة العامة آلية حداثية متفردة والمؤتمرون والمؤتمرات أجمعوا وصادقوا عليها. هذه القيادة تضم 3 أسماء من أبناء المشروع البامي يتزامن انطلاق عملها في هذا الشكل الجديد مع التحولات التي يشهدها العالم أجمع وما يفرضه من تحديات وضرورة ابتكار أساليب جديدة في التعاطي معها؛ دون إغفال؛ ما يعرفه السياق الحزبي الوطني أيضا من نقاش وأسئلة تحتاج إلى إجابات عاجلة.
السيد أبو الغالي؛ أشار إلى أن الجيل الجديد المتمثل في القيادة الجماعية -بعد مرور 15 عاما على التأسيس- نشأ وترعرع في صفوف الحزب وتدرج في مختلف المسؤوليات؛ وسلم مشعل القيادة في العام 2024 وفي جعبته أفكار ومقاربة جديدة وتوجه نحو إعادة تجديد البام. مضيفا بالقول: “التوجه الجديد ليس حلا لأزمة تنظيمية هذا حديث غير صحيح؛ ولا وجود لأزمة من هذا القبيل؛ البام أمضى 12 عام في المعارضة؛ والأحزاب السياسية وخاصة البام معروف عنه تدبير الأزمة”.
واسترسل أبوالغالي بالقول: “القيادة الجماعية من الخلاصات الهامة للمؤتمر الوطني الخامس؛ انتخبت لولاية كاملة ويقودها 3 شخاص يتقاسمون نفس التفكير ونمط وأفق وأهداف الاشتغال من داخل حزب الأصالة والمعاصرة”.
وأوضح المتحدث في نفس السياق؛ على أن القيادة الجماعية تعني الحكمة والحكامة في التدبير؛ والقوة والمكانة السياسية للحزب على المستوى الوطني (ثاني قوة سياسية + المشاركة في تسيير الأغلبية) فرضت التفكير في نمط تدبير جديد.
وعدَّدَ أبوالغالي إيجابيات القيادة الجماعية والمتمثلة في وضع حد لمفهوم “الزعيم السياسي” والقطع مع الشخصنة؛ كما أن الجيل الجديد الذي يقود التجربة يشتغل وفق مقاربة وأفكار جديدة والبام كان دائما نحو خلق النقاش (تجديد النخب) وهذا التجديد تجلى بشكل آخر في تناوب 6 أمناء عامين على قيادة البام خلال 15 عاما وهذا دليل واضح على تميز وتفرد التجربة البامية في الساحة السياسية الوطنية.
وأضاف قائلا: “القيادة الجماعية مرآة لارتياح كبير فيما يخص اتخاذ القرار؛ هي منعطف جديد في تاريخ الحزب؛ ومرحلة جديدة لتنزيل روح المشروع الحزبي؛ الروح المستمدة من مسار وتجربة حركة لكل الديمقراطيين مع وجود نظرة مستقبلية لإحياء تلك الروح في تناغم تام مع الرهانات والمتغيرات”.
وأشار أبوالغالي إلى أن القيادة الجماعية تروم تحقيق النجاح المشترك وليس الفردي؛ مع التأكيد على أهمية تنزيل القوة التأطيرية والتواصلية للأمانة الجماعية؛ حيث أن هذه الأخيرة تؤمن بضرورة وجود قوة تأطير وتواصل لإيصال أفكار الحزب ومقترحاته .. تؤمن ب”الأصالة والمعاصرة” وضرورة تنزيلها على أرض الواقع؛ بمشاركة الشباب والنساء من بنات وأبناء الحزب وعموم المواطنات والمواطنين المغاربة؛ ذلك أن بلادنا تنتظرها العديد من التحديات والمحطات المستقبلية من بينها استحقاقات 2026 وموعد المغرب 2030 الذي ليس فقط لحظة عالمية للعب كرة القدم؛ بل هو استراتيجية يحملها جلالة الملك وتنبني على حكمة ملكية وتبصر لمستقبل الشباب المغربي والارتقاء به إلى أعلى المستويات في مختلف المجالات.
وأضاف أبو الغالي في نفس الإطار قائلا: “القيادة الجماعية تتقاسم نفس المسؤوليات والأهداف؛ تضم ثلاثي ترعرع في نفس الحزب واكتسب الشرعية الانتخابية المحلية خلال محطات: 2009- 2011- 2015- 2016- 2021”.
وتطرق عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لبعض من أوجه المسار السياسي- الانتخابي؛ لكل من أعضاء القيادة بداية بشخصه؛ مرورا إلى السيدة فاطمة الوهراء المنصوري -منسقة القيادة-؛ ثم السيد محمد المهدي بنسعيد؛ مشيرا إلى أن كل واحد منهم وقع على مسار نجاح وازن في مراحل اشتغاله في ارتباط بالحزب. وأكد المتحدث مرة ثانية على أن القيادة الجماعية تتقاسم كل الحس والوعي بأهمية اللحظة وستتخذ القرارات بمسؤولية كبيرة جدا؛ وأنه حان الوقت لإعادة البناء الحزبي؛ ذلك أن روح المشروع ما تزال ثابتة مع التوجه نحو مرحلة جديدة من التدبير بمرجعية سياسية وفكرية قائمة على الأصالة والمعاصرة وتعزيز دعائم الدولة الاجتماعية التي أرسى دعائمها وأهدافها جلالة الملك محمد السادس نصره الله مع إشراك النساء والشباب وتفعيل أدوارهم في المجتمع وتدبير المؤسسات وغيرها؛ كما أن هناك عدة برامج ومشاريع يطمح البام إلى تنزيلها.
وفي سؤال عن اقتراح اسمه ضمن القيادة الجماعية؛ أجاب أبو الغالي بالقول: “اقتراح اسمي كان شرف لي وليس من عادتي التهرب من المسؤولية؛ خصوصا وأن تحديات بلادنا وانتظارات المواطنين كبيرة وكثيرة.. ونأمل في أن نوفق على مستوى إرادتنا الجماعية في التدبير الذي نرجو أن يكون في مستوى انتظارات مناضلات ومناضلي البام وعموم المواطنات والمواطنين المغاربة”.
ولم يفت أبوالغالي التنويه بالعمل الذي قام به كل من السيد سمير كودار على مستوى رئاسة قطب التنظيم واللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس؛ والسيد عبد اللطيف وهبي الأمين العام السابق (2020- 2024) الذي تولى زمام المسؤولية في مرحلة طبعتها تحديات ثقيلة جدا تعامل معها الحزب بالاشتغال الجماعي لإنجاح التجربة حينها وخدمة الوطن.
وفي المقابل؛ أوضح أبوالغالي أن المرحلة الجديدة تؤسس لفكر وجيل جديد و “سنتخذ قرارات جريئة وصعبة وسنتحمل المسؤولية الجماعية”. مبرزا
أن التحولات ببلادنا خلال العشرينية الأخيرة وهذه الطفرة النوعية المسجلة على مستوى مستقبل المغرب؛ يفرض بشكل أكبر فسح المجال أمام المرأة والشباب والتداول على المسؤوليات على المستوى الوطني؛ وكل ذلك من أجل أن يستعيد الشباب ثقته ورغبته في العمل السياسي والحزبي.
وقال عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة: “نؤمن بالمشروع الحزبي؛ ونؤمن بحسن تنزيله وإعادة البناء كضرورة؛ ولتحقيق الأهداف المتوخاة لدينا استراتيجية ورؤية مع تأكيدنا على أهمية التأطير والتكوين (أكاديمية البام للفكر والتأطير برئاسة الدكتور أحمد اخشيشن)، مع عدم إغفالنا بتاتا للترافع المستمر عن العناصر المكونة لأصالتنا ومعاصرتنا”.
وتطرق أبوالغالي؛ إلى تحمل البام للمسؤولية كشريك ومكون أساسي في الأغلبية الحكومية؛ حيث أنه يدبر 7 قطاعات لها وزنها وأهميتها؛ مبرزا بالقول: “وزراء ووزيرات البام يشتغلون بجد واجتهاد؛ نحن راضون عن أدائنا ومنجزاتنا والحصيلة مشرفة جدا (العدل والترسانة القانونية المغربية؛ السكن؛ الشغل؛ الطاقة؛ إصلاح الإدارة والانتقال الرقمي؛ التعليم العالي؛ الثقافة والشباب)”.
مراد بنعلي