الإدريسي يستعرض بترينتو المحطات التاريخية للتعاون المغربي-الإيطالي ويدعو الإيطاليين لزيارة الأقاليم الجنوبية والوقوف على تاريخها وحاضرها التنموي

0 121

استعرض النائب البرلماني سيدي صالح الإدريسي؛ وعضو المجلس الإقليمي مولاي البشير الشرفي، المحطات التاريخية للتعاون الإيطالي المغربي، وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين.

واعتبر الإدريسي في كلمة ألقاها خلال المناظرة التي نظمتها القنصلية العامة للمملكة المغربية بفيرونا بمدينة ترينتو التابعة لدائرة نفوذها، يوم السبت 30 نونبر 2024، ومثل فيها البرلمان المغربي، أن هذا اللقاء هو محطة من محطات التعاون المشترك بين بلدينا، مشيرا إلى أن العلاقات المغربية الإيطالية إنبنت على أهمية الموقع الإستراتيجي للبلدين في البحر المتوسط، وعلى المشترك القديم الذي يعود لفترة الوجود الروماني بالمغرب، كما تشهد على ذلك أطلال وليلي.

وحسب الإدريسي؛ فقد ازدهرت هذه العلاقات خلال القرن الثامن عشر مستفيدة من سياسة انفتاح السلطان محمد الثالث، والتي تكللت بتوقيع اتفاقية صداقة وتجارة مع البندقية سنة 1765.

وأفاد النائب البرلماني أن الاستعانة المغربية بإيطاليا بلغت أوجها عام 1891، عندما طلب المغرب منها صناعة سفينة حربية له سميت “بشير الإسلام بخوافق الأعلام”، فضلاً عن سك عملة نحاسية بفاس وتحقيق مشروع بنك وإنجاز مشروع سكة حديدية، إضافة إلى مشاريع أخرى تخص الهاتف، إنارة القصر السلطاني، لتكون الدبلوماسية الإيطالية نجحت في كل مبادراتها تجاه المغرب.

وأبرز النائب البرلماني أن الدولتين لهما تاريخ مشترك ولهما حاضر مزدهر ولهما مستقبل يحمل الكثير من التحديات، مشددا على ضرورة حمل هذا التاريخ وتثمين ما تحقق من إنجازات في الحاضر للسير معا نحو مستقبل قائم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك

وتطرق الإدريسي بصفته كممثل للبرلمان المغربي منتخب عن إقليم السمارة المتواجدة بعمق الصحراء المغربية على بعد 1086 كيلومتر عن العاصمة الرباط، مدينة السمارة التي كانت صلة ربط بين شمال المملكة وجنوبها ومدخل للمملكة المغربية نحو العمق الافريقي، وهي مدينة لها دلالات ورمزية روحية لطالما تجسدت عبر ظهائر سلطانية ومراسلات تاريخية بين شيوخ قبائل هذه المدينة وسلاطين الدولة العلوية المغربية منذ قرون.

وأوضح الإدريسي أنه يتحدث كابن المنطقة وأحد أبناء أكبر القبائل الصحراوية التي يربطها بالعرش العلوي عقد البيعة المتجدد منذ قرون خلت، ويحمل عمق التاريخ كما يحمل هم المستقبل.

وبهذه المناسبة دعا الإدريسي الحاضرين للمناظرة لزيارة هذه الأقاليم للوقوف جميعا على تاريخ هذه المنطقة وحاضرها التنموي الذي تعيش على وقعه بفضل الرؤية الملكية السامية التي حدد معالمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي اختار لها نموذج تنموي متكامل يشتغل كمنظومة محلية منتخبة وممثلة شرعية للساكنة الإقليم على تنزيل معالمه بكل جدية، في جو من الامن والأمان.

واعتبرها الإدريسي كذلك فرصة أيضا من أجل بحث سبل إحياء طرق تجارية قديمة متجهة نحو العمق الإفريقي، وهي فرصة أيضا للبحث جميعا عن طرق لكبح جماح الهجرة غير الشرعية القادمة من العمق الإفريقي نحو بلادنا ثم نحو أوروبا، ومعالجة مكامن الخلل إنسانيا قبل كل شيء.

واقترح النائب البرلماني ضرورة الاشتغال معا على تجارب نموذجية للمجتمع المدني، وبحث سبل تبادل الزيارة السياحية، وتوقيع اتفاقيات توأمة، داعيا كذلك الشعب الإيطالي المعروف بأناقته لزيارة أقاليم الصحراء المغربية للاطلاع على ثقافتهم وملابسهم المتميزة وهويتهم المازجة بين شمال إفريقيا وجنوبه.

 
خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.