في إطار المشاورات التي أطلقتها اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، استقبلت اللجنة، برئاسة السيد شكيب بنموسى، صباح اليوم الخميس 26 نونبر 2020، بالرباط ، وفداً عن حزب الأصالة والمعاصرة، للاستماع لمساهمتهم وتصورهم حول النموذج التنموي الجديد .
وقدم أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، برئاسة الأمين العام، السيد عبد اللطيف وهبي، تقريراً يتضمن جميع مقترحات الحزب التي ستساهم في صياغة نموذج تنموي يستجيب لتطلعات المواطنين والمواطنات لـــ15 أو 20 سنة المقبلة، والاسهام في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعرفها المغرب.
وفي تصريح له على هامش اللقاء، أفاد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي، بأن الحزب هيأ تقريراً حول تصوره للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، قدمه أمام اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، وأجاب على مجموعة من تسائلات أعضاء اللجنة .
وبعدما نوه الأمين العام بالعمل الذي قام به أعضاء اللجنة نساءً ورجالاً الذين اشتغلوا على إعداد التقرير، أكد وهبي أن حزب الأصالة والمعاصرة أكد مرة أخرى بأنه يتوفر على طاقات كبيرة ومهمة ، متطلعا أن يساهم الحزب على غرار باقي القوى الحية الوطنية، في وضع تصور لمغرب أفضل .
من جهته، أوضح السيد أحمد اخشيشن، عضو المكتب السياسي، أن وفد البام حرص على بسط أسس ومنطلقات تصور الحزب للنموذج التنموي والتي تتمثل أساسا في التصور السياسي ونظرة المجتمع، مشددا على راهنية استعادة الدولة لأدوارها المحورية في العملية التنموية والدفع بمخططات الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي بشكل عام.
وفي هذا السياق، ربط رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، نجاح الدولة في الاطلاع بالأدوار الاستراتيجية الجديدة بتركيزها على الفعل الاستراتيجي ذي النفس الإجرائي، ما يعني، بحسب السيد اخشيشن، تركيزها على المحددات الكبرى التي تسمح لها بترسيم حدود تدخلها وباقي الفاعلين في عملية تسريع الاقلاع الاقتصادي والمواكبة الاجتماعية.
إلى ذلك شدد عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، على أن الدولة مطالبة بالقيام بدور التحكيم وتقنين أدوار ومستويات ومجالات تدخل مختلف الفاعلين، من المركز وإلى أصغر جماعة ترابية، مرورا بالمتدخلين المباشرين وغير المباشرين في بنية الاقتصاد الوطني، ما يضمن التنافسية والشفافية.
ويرى السيد اخشيشن أن عملية إعادة توصيف أدوار الدولة في ظل الإعداد للنموذج التنموي المرتقب، والذي يعد المدخل الأساسي لإنجاحه، ينطلق من التوافق على تصور واضح المعالم ومحدد الأهداف والغايات في ارتباط بالوظائف الأساسية للدولة، وما يتطلبه ذلك من تحديث للإدارة وإعادة تعريف علاقتها مركزيا بالبنيات الترابية المختلفة والتي على رأسها الجهات ومختلف المجالات الترابية التي تعاني من مشاكل حقيقية تعكسها بشكل جلي نسب ومعدلات الهشاشة المسجلة.
كما عرج السيد أحمد خشيشن على الضوابط التي تتحكم في العمل السياسي، والتي لا ترتكز كلها، بحسبه، على الأسس القانونية، وما يتطلب العمل على إعادة تحديد أدوار مختلف المتدخلين في الحقل السياسي، بما يعزز الانتصار المبدئي للقانون وسمو الممارسات السياسية، وما يعنيه ذلك من ضرورة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة من جهة، وتوفير ظروف أنسب للفعل السياسي الجاد والمسؤول.
وفي ذات السياق، أكد السيد جواد الشامي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن لقاء وفد الحزب بلجنة النموذج التنموي كان فرصة للتأكيد على أن التصور الجديد للنموذج التنموي المرتقب ينبغي أن يجيب على رزنامة من التساؤلات التي تشغل بال فئات عريضة من الشعب المغربي والتي تتعلق أساسا بمدى قدرة النموذج المرتقب على خلق القطيعة من سياسات وممارسات الماضي، وتوفير حلول عملية للإشكالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية.
وأشاد المتحدث بالأجواء الايجابية التي مر فيها اللقاء، مؤكدا أن “تبادل وجهات النظر والأفكار والتصورات بين وفدي الحزب واللجنة، أكد أن نفس الهواجس والتحديات تسكننا جميعا، ما سيمكننا من توضيح الرؤى أكثر وخلق مساحات أوسع في فضاءات النقاش من داخل البنيات التنظيمية للحزب، بهدف تجويد وتحيين الأفكار والتصورات”.
ومن جانبه أوضح المهدي بنسعيد، عضو المكتب السياسي، أن لقاء اليوم يعتبر ثاني لقاء لحزب الأصالة والمعاصرة مع لجنة النموذج التنموي، حيث تم تقديم مقترحات مهمة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والصحة والتعليم.
وأبرز بنسعيد، بأن المقترحات التي تضمنها التقرير سيفتح فيها نقاشاً موسعا مع جميع مناضلات ومناضلي الحزب وسيصاغ منها البرنامج الانتخابي المقبل الذي سيقدمه الحزب للمواطنات والمواطنين، مشيرا إلى أنه سيكون برنامجاً انتخابياً يأخذ بعين الاعتبار الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المغرب، والمرتبطة بالأزمة الصحية العالمية التي عاشها هذه السنة.
أما لطيفة لبليح، عضوة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، فأفادت بأن لقاء البام مع اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي تطرق كذلك لنقطة مهمة لطالما اَمن بها ودافع عنها منذ التأسيس وهي رفع تمثيلية النساء بالبرلمان وكل المؤسسات العمومية، معبرة عن فخرها بالانتماء لحزب الذي ظل ملتزما بمواقفه الثابتة والمبدئية من قضايا المرأة والرفع من نسبة تمثيليتها داخل المؤسسات المنتخبة.
خديجة الرحالي/ المصطفى جوار