الوزير عبد اللطيف ميراوي: نطمح إلى جعل منظومة التعليم العالي قادرة على مواكبة التحولات الهيكلية الدولية
أكد، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي؛ أن برنامج عمل الوزارة يندرج ضمن رؤية استراتيجية متجددة، تستمد أولوياتها من البرنامج الحكومي، في انسجام تام مع التوجهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد، خصوصا تلك المتعلقة بتعزيز قدرات الرأسمال البشري لبلادنا، وتطوير البحث العلمي والابتكار، بغية جعلهم رافعة أساسية للتنمية الشاملة.
وأوضح ميراوي، في معرض رده على أسئلة السيدات والسادة المستشارين، خلال جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة اليوم الثلاثاء 14 دجنبر 2021، أن برنامج عمل الوزارة يرتكز على جيل جديد من الإصلاحات، من شأنه أن يساهم في الارتقاء بمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجعلها قادرة على الاستجابة بشكل أمثل لمتطلبات التنمية، ومواكبة التحولات الهيكلية المتسارعة للسياق الدولي في عدة ميادين.
وأبرز وزير التعليم العالي، أن هذه الإصلاحات تشمل أربعة محاور رئيسية، أهمها إصلاح بيداغوجي شامل ومندمج، يضع الرقمنة في صلب أولوياته ويدعم اكتساب المهارات الذاتية والحياتية، وإرساء أسس بحث علمي بمعايير دولية، يرتكز على الأولويات التنموية الوطنية ويستمد ديناميته من جيل جديد من طلبة الدكتوراه، وكذا منظومة مندمجة للابتكار تستند على شراكة قوية بين الجامعة ومحيطها الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى نظام حكامة متجدد، يدعم استقلالية مؤسسات التعليم العالي، ضمن إطار تعاقدي يحفز على المسؤولية ويكرس ثقافة النتائج والأداء.
وقال ميراوي، إن الوزارة تنكب حاليا على إعداد دراسة معمقة، وفق مقاربة تشاركية ومندمجة، تهدف إلى وضع مخطط مديري في أفق 2035، يرتكز على برمجة استراتيجية لعرض التكوينات، عبر استشراف حاجيات القطاعات الانتاجية من حيث الكفاءات، على المستوي الوطني والجهوي.
وفيما يخص الدعم الاجتماعي لفائدة الطلبة، يضيف ميراوي، اتخذت الوزارة، في انسجام مع رؤيتها الاستراتيجية الجديدة، مجموعة من الإجراءات تتعلق بالرفع من جودة الخدمات المقدمة سواء في مجال السكن الجامعي والإطعام أو فيما يخص الخدمات الصحية، مبرزا أن الوزارة تولي كذلك أهمية قصوى لدعم الحركية الدولية عبر تعزيز برامج المنح بالخارج وتنويع الوجهات الاكاديمية، كما تعتزم أيضا تشجيع الحركية الداخلية لتمكين الطلبة من الانفتاح على مناطق أخرى داخل التراب الوطني، وهو ما من شأنه أن يغني تجربتهم ويعزز روح الانتماء للوطن.
وشدد المتحدث ذاته، أن وزارة التعليم العالي تعمل جاهدة لجعل السنة الجامعية الحالية، محطة أساسية لإطلاق مرحلة جديد من الإصلاح قوامها الرفع من جودة التكوينات وملاءمتها، عبر الارتكاز على الإمكانات التي تتيحها الرقميات من حيت التأطير البيداغوجي، وتعزيز الخدمات المتاحة للطالب، قصد جعل الجامعة فضاء يوفر إطارا للعيش متكاملا وذا جاذبية، كما يستند التوجه المنشود على إرساء نظام حكاماتي رقمي شامل ومندمج للمنظومة، لتعزيز قدرات الضبط والتقييم في إطار محفز على المسؤولية واتخاد المبادرة.
وبالنسبة الدخول الجامعي للموسم الحالي، قال ميراوي، إن هذا الأخير يندرج ضمن الدينامية الإصلاحية الجديدة للوزارة، موضحا أنه تم اتخاد مجموعة من الإجراءات الأولية همت الرفع من قدرة المنظومة على استيعاب الإقبال المتزايد على التعليم العالي، الذي يشكل في حد ذاته مؤشر ايجابي على الرغبة في التحصيل العلمي والأكاديمي لدى الشباب.
سارة الرمشي