اليوم الوطني للمهاجر يسائل الحكومة عن حجم التقصير اتجاه مغاربة العالم

0 1٬305

الحسين أغشان من أمريكا

10 غشت من كل سنة،
يعود اليوم الوطني للمهاجر وتعود الأسئلة ذاتها حول وضعية المهاجر المغربي في مختلف دول العامل، وحول إنجازات الحكومة المغربية فيما يتعلق بهذه الفئة ذات الأهمية الاقتصادية والدبلوماسية بالنسبة للوطن.

لا تكفي عبارات الترحيب الطنانة التي يعج بها الاعلام الرسمي واللافتات التي تزين المطارات والموانئ، لأن مطالب مغاربة العالم ليست هي الترحيب كل موسم عودة، فهم قادمون إلى وطنهم في نهاية المطاف وليسوا سياحا أجانب، وإنما مطالبهم هي الاهتمام باحتياجاتهم سواء في بلدان المهجر أو في أرض الوطن، احتياجات تمتد فيما هو إداري وتأطيري وغيرهما.

رغم تأكيد الملك في مختلف خطاباته على ضرورة الاهتمام لمغاربة العالم إلا أن المجهودات المبذولة في هذا الشأن ماتزال ضعيفة حتى الآن، ومازالت الجالية المغربية في مختلف دول المعمور تعاني من سوء الادارة مع بعض الإستتناءات في القنصليات والسفارات، وتعاني من تعقد المساطر الادارية في مختلف الجوانب المتعلقة بالعقار وغيره، ومشاكل تسجيل الابناء، مما يلتهم جزءا كبيرا من عطلتهم السنوية، دون أن ننسى الارتفاع المهول لتذاكر الطيران في الخطوط الجوية الملكية المغربية، والتي تستنزف ميزانية كبيرة جدا، خصوصا بالنسبة البلدان البعيدة مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية، واللتين تعرفان تواجدا مهما لمغاربة العالم.

لقد سبق أن تحدثت عن العديد من المشاكل التي يعاني منها مغاربة العالم في مقالات سابقة، ولكن يبقى مشكل التأطير ودعم جمعيات الجالية ومساعدتها معنويا ونهج مقاربة تشاركية هو المشكلة الكبرى لحدود الساعة، وذلك نظرا للدور المهم الذي تضطلع به هذه الجمعيات في معالجة مشاكل الجالية والعمل على الاستجابة لمتطلباتهم، دون أن نغفل دورها الاساس المتمثل في ترسيخ قيم الهوية المغربية الأصيلة لدى أبناء الجالية ممن لم ولدوا في بلدان الاقامة، ويحتاجون إلى توثيق العرى وتمتين الارتباط بينهم وبين وطنهم الأصل، كما أن ذلك يحميهم من السقوط في براثن التطرف أمام انتشار مختلف التيارات والنزعات في بلدان الاقامة، نظرا لمناخ الانفتاح الكبير فيها وحرية التعبير والتأطير التي تتمتع بها مختلف التيارات وذات المرجعيات البعيدة عن المرجعية المغربية الوسطية والمتسمة بالتسامح والانفتاح وتقبل الآخر.

من الواجب ألا يكون اليوم الوطني للمهاجر مجرد يوم عادي تتخلله بعض البهرجات التي تتلاشى في اليوم الذي يليه، وإنما يجبأن يكون محطة تقييمية للمنجزات المتعلقة بمغاربة العالم والوقوف عند احتياجاتهم وتسطير برامج الاشتغال السنوية بتظافر جهود كل الفاعلين والمسؤولين، من الوزارة الوصية ومجلس الجالية والسفارات والقنصليات وصولا إلى جمعيات الجالية في كل بلدان المهجر. وهذه الوقفة ليست مسؤولية المؤسسات الرسمية وحدها وإنما مسؤولية الجميع بما فيها نحن أفراد الجالية دون استثناء، لأن الذي يجمعنا هو أداء واجبنا تجاه وطننا بكل تفان وأداء أدوارنا المنوطة بنا.
لهذا نقترح تنظيم مناظرة وطنية كبرى في المغرب، بمشاركة الجميع، بما فيها الأحزاب السياسية، لجرد مختلف العوائق والمتطلبات وتسيطير برنامج سنوي شامل، مع وضع آليات واضحة للتقييم، تماشيا مع المبدأ الدستوري المتمثل في ربط المسؤولية بالمحاسبة، لأن دور الجالية ليس إضافيا، ولا ينحصر فقط فيما هو اقتصادي، بل يمتد في جميع الجوانب ويرتبط بمختلف القطاعات وعلى رأسها الدبلوماسية الموازية والدفاع عن القضايا الوطنية وتشجيع السياحة والاستثمار.
إننا كفاعلين جمعويين في إطار مؤسسة المغاربة الامريكين للدمقراطية واعون بأهمية وضع مخطط محكم وتسطير رؤية منظمة من أجل تجويد العمل الجمعوي لمغاربة العالم، وعدم ترك هذا العمل المهم مرهونا بالمجهودات الخاصة وتبعا للظروف والامكانات، وإنما يجب ربطه بتصور كلي يشارك في الجميع وكل حسب موقعه، ونحن مستعدون للاسهام الفعال في صياغة التصور والعمل على تنفيذه، نظرا لما راكمناه من تجربة في هذا الشأن وميلنا إلى العمل التشاركي مع مختلف الجمعيات والمؤسسات والهيئات.

الحسين اغشان عضو المجلس الوطني سابقا
عضو مؤسسة المغاربة الأمريكين للدمقراطية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.