(بورتريه) عبد الرحيم بوعزة .. كفاءة إدارية وخبرة طويلة في التدبير الجيد للمجال الترابي تؤهلان وكيل لائحة البام بشفشاون للظفر بمقعد برلماني

0 1٬850

يجيد أدبيات التواصل مع الخصوم قبل الأصدقاء والأحبة ورفاق درب السياسة، يشتغل كثيرا في الميدان على أساس أن التدبير هو ممارسة سياسة القرب في أقصى تجلياتها، خاصة عندما يتعلق الأمر بتحقيق انتظارات مواطنين يسكنون في أعالي الجبال ويجاور الكثير منهم حدود المغرب العميق، بينما يتعايش آخرون مع الهشاشة والعزلة التي تحتاج للفك باستمرار كلما استحال الوصول وتمردت أحوال وتغيرات الفصول.

عبد الرحيم بوعزة، ابن بيئته القريب جدا منها، تشبع بهواء الجبل ونهل من ماءها البارد الذي لا ينقطع جريانه إلا للحظات كلما اشتد القيظ صيفا، ظل مرتبطا ببني سميح والجبهة، يجول في الجماعات الترابية ويصول في مختلف مناطق إقليم شفشاون، يتواصل مع الساكنة ويسأل عن أحوالهم وظروف معيشهم، وهو سلوك اجتماعي اعتاد بوعزة ممارسته ويصر محافظا عليه حتى تظل أواصر الارتباط مع التربة والأرض والأصول ثابتة لا متغيرة ولا تشوبها عوامل تعرية محتملة.

بوعزة الوجه المألوف جدا على امتداد تراب شفشاون بلكنته “السميحية”، ومرشح حزب الأصالة والمعاصرة للانتخابات التشريعية عن دائرة شفشاون، ولد في العام 1974 ببني سميح وهي جماعة ترابية صغيرة تدخل ضمن نطاق إقليم شفشاون. انطلق مساره التعلمي بحاضرة الألف عام عاصمة الجهة الشرقية مدينة وجدة، هناك استكمل رحلة الدراسة الابتدائية، وشد الرحال في وقت لاحق إلى الحمامة البيضاء “تطوان” حيث وبعد مسار الإعدادي والثانوي، سيتوج تحصيله بالحصول على شهادة الباكالوريا في الآداب العصرية.

وبظهر المهراز حيث كلية الحقوق التابعة لجامعة محمد بن عبد الله (فاس)، سيواصل بوعزة مشوار الدراسة حيث سيحصل على الإجازة في الدراسات القانونية (القانون الخاص) خلال العام 1998. بعد ذلك ستكون انطلاقة المسار الوظيفي بولوج هيئة متصرفي وزارة الداخلية، حيث اشتغل إطارا بالقسم الإداري والحالة المدنية، ثم رئيسا لمصلحة التكوين بقسم الموارد البشرية بعمالة إقليم شفشاون.


ظل هاجس خدمة الساكنة وأهالي جماعة بني سميح أمرا يضعه بوعزة نصب عينيه باستمرار، ولهذا السبب سيقرر في العام 2003 دخول تجربة الانتخابات الجماعية وسيكون الفوز حليفه برئاسة مجلس الجماعة، ويجد بالتالي الآلية المواتية لخدمة هذا المنطقة التي لها مكانة خاصة جدا في نفسه ووجدانه.

حزب الأصالة والمعاصرة سيثير انتباه وإعجاب بوعزة، وسيلتحق هذا الأخير بركب الجرار، وسيترشح في الانتخابات الجماعية للعام 2009 محققا نتائج إيجابية ستتيح له رئاسة مجلس جماعة بني سميح بالأغلبية المطلقة -للمرة الثانية على التوالي-، وهذا من أجل أن يستكمل ما بدأه من عمل للقرب وأوراش تنموية ومشاريع (الماء الشروب، الكهربة، البنية التحتية، الشباب، المرأة، قطاع الصحة، وقطاع التعليم …) في الولاية الانتدابية الأولى.

وبهذا الخصوص يقول بوعزة: “أنا من بني سميح، كنت معها وسأظل إلى جانبها دائما مترافعا عنها”.

وفي شتنبر 2015، سيسجــــــل المناضل البامـي “الهاتريك” باكتساحه القوي لانتخابات مجلس الجماعة الترابية لبني سميح، حيث سيظفر برئاستها بعدما حصل على 21 صوتا من مجموع 27. وبنفس المناسبة، حظي بوعزة بثقة قيادة الحزب في الترشح لرئاسة المجلس الإقليمي لشفشاون، وهو ما سيتأتى له فعليا خلال الانتخابات التي جرت يوم 17 شتنبر 2015.

وسيسهر طيلة الولاية الانتدابية على تدبير شؤون المجلس وفق مقاربة “تشاركية” بمعية باقي الفرقاء السياسيين المسهمين في تسيير المجلس، وبذات النفس التشاركي قام المجلس بتنفيذ العديد من المشاريع والأوراش في كل تراب إقليم شفشاون، وعقد بهذا الصدد العديد من اتفاقيات الشراكة (مجالس الجماعات، مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، مؤسسات أخرى ..). وأسهمت تدخلات المجلس في تحسين مظهر الجماعات الترابية التابعة لإقليم شفشاون بشكل واضح، عبر تنزيل برنامج “تأهيل مراكز الجماعات” مما كان له صدى جد طيب لدى ساكنة هاته الجماعات.

وعموما بصم حزب الأصالة والمعاصرة على نتائج جيدة جدا خلال استحقاقات شتنبر 2015، أهلته لرئاسة 8 جماعات ترابية من مجموع 28 جماعة بالإقليم، والتوفر على 147 مستشارا جماعيا والمشاركة في تسيير جماعة ترابية واحدة.

شغل بوعزة أيضا عضوية مجلس مجموعة الجماعات الترابية “الساحل” منذ العام 2018، بالإضافة إلى مهمة مقرر الميزانية وعضو بمجلس مجموعة الجماعات الترابية “التعاون” ما بين 2003 و2015.
كما يشغل بوعزة منذ العام 2019 مهمة نائب رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم ممثلا لجهة طنجة تطوان الحسيمة.

وارتباطا بالمسار الحزبي لعبد الرحيم بوعزة، فقد حظي هذا الأخير بعضوية “برلمان” البام ل 3 ولايات، وفي دجنبر من العام 2014 انتخب أمينا عاما محليا للحزب بدائرة الجبهة التي تضم خمس جماعات قروية: بني سميح، أمتار، بني رزين، متيوة، ووزكان. كما شغل عضوية الأمانة العامة الجهوية للبام بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ويشغل حاليا عضوية الأمانة الإقليمية بشفشاون.

عبد الرحيم بوعزة، متزوج وأب لطفلين، يعتبر زوجته بمثابة السند الكبير في مساره المهني كما مشواره السياسي- الحزبي، ذلك أن طبيعة العمل في مجال السياسة تأخذ حيزا من الوقت والجهد وهو ما قد يحول أحيانا دون التجاوب بالشكل المطلوب مع التزامات البيت والأبناء. ويوضح بالقول هذا الأمر: “وجود زوجتي بمعية أبنائي يمنحني جرعات متواصلة من الطاقة الإيجابية التي أجيب بها عنها عن تساؤلات المواطنين في اتجاه إيجاد الأجوبة والحلول .. وأجابه بها متطلبات السياسة ومستلزمات الحياة ككل”.

مـــراد بنعلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.