رشيد بوكطاية: صناعة الهيدروجين تحتاج إلى بنية تحتية متطورة لتخزينه ونقله

0 90

دعا النائب البرلماني رشيد بوكطاية؛ الحكومة إلى تكثيف الجهود وتوسيع نطاق استراتيجياتها الطاقية لتبني هذا التحول الطاقي بشكل شامل، وتحقيق رؤية المغرب في أن يكون رائدًا في صناعة الهيدروجين الأخضر على المستوى الإقليمي والدولي، بما يعزز من مكانته كداعم رئيسي للتنمية المستدامة وضمان مستقبل بيئي للأجيال القادمة.

وأعرب النائب البرلماني في مداخلة قدمها اليوم الثلاثاء 21 يناير 2025، بلجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة والتنمية المستدامة، عن تثمين فريق البام للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، التي كانت وراء اعتماد بلادنا لاستراتيجية طاقية تحسبا للتحديات التي تواجهها في هذا المجال.

وأوضح النائب أن هذه الاستراتيجية تندرج في إطار الاستراتيجيات التنموية الشاملة التي اعتمدتها المملكة للارتقاء نحو مصاف الدول المتقدمة وتوفير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تؤمن العيش الكريم للمواطنين، خاصة وأن بلدنا يمتلك ثالث أكبر قدرة للطاقة الشمسية في إفريقيا (734 ميغاوات)، وثاني أكبر قدرة لطاقة الرياح في القارة (1.4 جيغاوات)، وهي ميزة كبيرة بالنظر إلى الكميات الكبيرة من الطاقة المتجددة اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وحسب النائب البرلماني؛ تشمل استراتيجية بلادنا لتطوير قطاع الهيدروجين تعزيز البحث والتطوير في تقنيات الإنتاج النظيفة وتوسيع البنية التحتية للهيدروجين، بما في ذلك الشبكات ومحطات التعبئة، كما تشمل أيضا دعم الشراكات مع القطاع الخاص والعمل على تطوير السياسات والتشريعات لتعزيز استخدام الهيدروجين كوسيلة نظيفة للطاقة.

ونوه النائب البرلماني بعمل الوزيرة الجاد والمتواصل بغاية تحيين مضامين الاستراتيجيات الطاقية وصياغة جيل جديد من السياسات العمومية؛ سطرت من خلالها أهدافا واضحة قصد توفير الطاقة بأحسن كلفة وخفض البصمة الكربونية للاقتصاد الوطني وضمان الأمن الطاقي بما يستجيب لتطلعات المواطنات والمواطنين.

وذكر النائب بوكطاية بعـدد من مشـاريع تطويـر الطاقـات المتجـددة لبلــوغ مــا يناهــز نســبة 62% مــن الطاقــات المتجــددة فـي القـدرة الكهربائيـة المنشـأة فـي أفـق 2030، وهـو ما يفـوق الهـدف الأصلـي المحـدد فـي نسـبة 52%؛ وبالتالي ترقى ببلادنا إلى مصاف الدول الرائدة في مجال الطاقات المتجددة.

وأفاد النائب البرلماني أنه في إطار التزام بلادنا بتحقيق الطاقة المستدامة والحد من الانبعاثات الكربونية، فإن الحكومـة بذلت جهودا كبيرة لأجل التحفيز على الاقتصاد في الطاقة وتعزيـز الاندمـاج الإقليمـي لبـلادنا فـي المجـال الطاقـي والارتقاء بها إلــى مصاف الــدول ذات المؤهــلات القويــة فــي هــذا القطــاع المســتقبلي، وذلك عن طريق تسريع وتيرة تطوير مشاريع الطاقات الشمسية والريحية، والتموقع في الاقتصاد الخالي من الكربون، وكذا التركيز على القطاع الواعد للهيدروجين الأخضر واستخداماته.

وأوضح بوكطاية أنه على الرغم من الإمكانات الهائلة التي يمتلكها المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر بفضل موارده الوفيرة من الطاقة الشمسية والريحية، إلا أن هناك العديد من التحديات لاتزال تواجه هذا القطاع الواعد وتستدعي التغلب عليها لتحقيق النجاح المستدام في هذا المجال.

وأبرز النائب البرلماني أن إنتاج الهيدروجين الأخضر لا يزال يعتمد على تقنيات غالية الثمن، وهو ما يشكل عائقا في تحقيق قدرة تنافسية عالية لهذه الصناعة مقارنة بالهيدروجين الرمادي (المصنوع من الوقود الأحفوري).

وأشار النائب البرلماني إلى أن صناعة الهيدروجين تحتاج إلى بنية تحتية متطورة لتخزينه ونقله، وبالتالي فهي تتطلب استثمارات ضخمة في بناء محطات التحليل الكهربائي وشبكات النقل والتخزين.

وبخصوص الاعتماد على التقنيات الحديثة؛ قال بوكطاية إن صناعة الهيدروجين الأخضر تتطلب خبرات عالية وتكنولوجيا متقدمة، مما يستدعي استثمارات كبيرة في التعليم والبحث العلمي لتطوير تقنيات جديدة وتقليل التكاليف.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.