شباب درعة تافيلالت ورهان التغيير

0 1٬023

رضوان لحميدي

تفاعلا مع النداءات الرامية إلى مشاركة الشباب في العمل السياسي، والقطع مع كل أشكال الريع السياسي واحتكار العملية السياسية لدى عناصر تمتهن الفعل الانتخابي . وتحاول تبخيس هذه العملية ،لغاية في نفسها وافساح المجال لمزيد من الشعبوية من شيوخ السياسة بجهة درعة تافيلالت. أجد نفسي كشاب من المغرب العميق بالجنوب الشرقي أمام أزمة خطاب سياسي يعيد إنتاج نفس الاسطوانات بمنطق الولاءات ومول الشكارة، نتيجة رداءة الخطاب السياسي بشكل عام ، وعدم قدرة الأحزاب السياسية على تجديد النخب وإعطاء الفرصة للشباب في زمن الردة والنكوص .

وما زاد قلقي بخصوص هذه البنية السياسية المتآكلة بجهة درعة تافيلالت، هو محاولة نفس الوجوه التي عمرت ردحا من الزمن تصول وتجول بين الأحزاب في غياب أية رؤية واضحة المعالم حول مستقبل الفعل السياسي بجهة درعة تافيلالت. لأن همها هو تحصين الريع و تقزيم دور الشباب داخل الأوساط السياسية. واحتدام الصراع حول الزعامات الانتهازية . والتي تظهر في الآونة الأخيرة تلبس ثوب المنقد لساكنة الجنوب الشرقي. متناسية انها جزء كبير من الازمات التي توالت على هذه الجهة . حيث سقطت في أول اختبار جهوي بمجلس جهة درعة تافيلالت ، والتي أزهقت الزمن التنموي وضياع انصاف الفرص على ساكنة تعيش تحث خط الفقر .

إن الرهان اليوم على شباب جهة درعة تافيلالت لنفض الغبار على واقع الفعل السياسي ،وانخراطهم الفعال و الإيجابي في مختلف المؤسسات المنتخبة، وتجويد الخطاب السياسي بصفة عامة. من داخل المؤسسات الحزبية .رغم كل الصعوبات والعراقيل التي تواجههم حاليا ومستقبلا. لأن طبيعة النخب المتواجدة تعيد انتاج نفس الخطاب المبني على العاطفة والغير واقعي .

وهذا ما يفسر أن موسمية العملية السياسية بجهة درعة تافيلالت أصبحت من الطقوس السياسية ومكون يتماهى مع هؤلاء، والتي لا تتبنى خطاب التجديد ومتطلبات العصر وفق متغيرات في البناء المجتمعي. حتى أصبحنا أمام كائنات انتخابية تنشط كل دورة انتخابية وتختفي إلى حين .

لذالك أدعو كل الشباب والشابات بجهة درعة تافيلالت إلى الانخراط بشكل أوسع داخل الأحزاب السياسية، وفرض قوتهم في هياكلها، وإعطاء نفس جديد لروح المسؤولية التاريخية التي تنتظرها ساكنة جهة درعة تافيلالت. وأن التغيير بيد شباب الجهة، ما دون ذالك ستبقى الوضعية كما هي عليه، ونردد خطاب التباكي والانتظارية القاتلة لمستقبل الجنوب الشرقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.