عيون الكلام
بقلم: عضو المجلس الوطني، المهدي ليمينة
يستقبل المغرب الاستحقاق الانتخابي والأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية والصحية والتعليمية لمعظم المغاربة عنوان للتردي والتقهقر باعتراف كل الأطراف حتى الرسمية منها، وضع بلغ معه الشك واليأس مبلغا، تشرذمت على جنباته أحلام المغاربة وانكسرت أمانيهم، فغرقت الشمس في بحور الغيوم، وخيم الظلام، وتولد العنف واستحكم، وسادت الفوضى، وتمكن الخوف من قلوب المغاربة على أطفالهم وعلى مستقبلهم، فتعالت أصوات تدعو للمقاطعة والنأي بالنفس اتجاه لعبة سياسية فاسدة…
أما تتمة الحكاية، فأراهن ألا أحد من المغاربة يجهلها، سيستجيب قسم منهم حتما لهذه الدعوات، فيما لن يحتاج القسم الأكبر لذلك، فقد شل اليأس حركته منذ زمن وانكسرت روح المبادرة لديه واستكان لمصيره، وبالمحصلة لن يقبل على مكاتب التصويت إلا أعدادا قليلة من المغاربة، لكن قلتها لن تمنع من إفراز مجالس منتخبة ستشرف على تدبير الشأن العام وإدارة مليارات الدراهم، وستحل من جديد ولاية أخرى وسيتكرر المشهد إلى ما لا نهاية كما هو الأمر منذ سنوات.
ألم يحن الوقت للاتعاظ؟!
ينبغي على المغاربة/المغربيات المقاطعين/ات بالعادة، أن يعوا/ين بمقولة أن ما حك جلدك مثل ظفرك وأن استمرارهم/هن في العزوف لم يحل مشاكلهم/هن فيما مضى، ولن يحل شيئا لا الآن ولا مستقبلا.
أما المقاطعين/ات بالموقف، فنذكرهم أنه في السياسة، الموقف الذي لا يحدث تغييرا ولا يوفر بالحد الأدنى شروطا لذلك، يعد موقفا عقيما لا يهم وجوده من عدمه.
أقول لكلا الفريقين إن الاستمرار في العزوف والمقاطعة يبعث برسالة طمأنة للفاسدين، بأن لا محاسبة في الأفق وأن بإمكانهم الاستمرار في فسادهم.
خلاصة القول، وبناء على ما سبق، وانطلاقا من تجربة شخصية، استطعنا من خلالها، وبإمكانيات متواضعة، تحقيق عدد من المكتسبات لصالح الساكنة، وحتى لا تضيع نضالات وتضحيات الشعب المغربي سدى، لاسيما تضحيات شبابه التي توجت في 2011 بإصلاحات دستورية وتشريعية مهمة، أصبح معها، هامش المناورة متاحا وإمكانيات الفعل السياسي الجاد لا بأس بها، إن كان على المستوى الوطني أو الترابي.
فإنني وبكل مسؤولية أدعو كل المواطنات والمواطنين إلى الإمساك بزمام هذه اللحظة الديمقراطية، وجعلها سوطا مسلطا على رقاب الفاسدين/ات والمفسدين/ات والعابثين/ات بحقوق الشعب المغربي ومصالحه.
أربع خطوات مهمة في هذا الصدد:
– أولا تكثيف عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية.
– ثانيا اختيار الأشخاص المناسبين لهذه المرحلة، فالأخلاق والصلاح لا يولدان بين عشية وضحاها، وليس على المواطنات والمواطنين إلا الإمعان في محيطهم/هن حتى يهتدوا/ين للأصلح والأقدر على صيانة الأمانة.
– ثالثا تفادي التفويض المطلق، فينبغي، حتى وإن تم اختيار أناس أخيار، الاستمرار في مراقبتهم ومساءلتهم، فلكل فاسد/ة مفسد/ة، والتسيب هو البيئة المفضلة للفاسدين/ات والمفسدين/ات.
– أخيرا لا ينبغي الكف عن المحاولة، لأن لا بديل لنا ولأطفالنا عن هذا الوطن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، أن يكون الهروب أو الهجرة حلا لكل المغاربة/المغربيات، ولابد أن يستجيب القدر يوما.
فلنجعل عيون الكلام دليلنا.
وبالتوفيق لكل ذي/ذات نية حسنة اتجاه مغربنا الحبيب.