“فاطمة الزهراء المنصوري والجمهور، والتعبير الصادق ب “بنت الصالحين” سوء فهم عابر”

0 370

بعد حدث الجامعة الصيفية المنظم من طرف حزب الأصالة والمعاصرة طيلة أيام 19،20،21 من شهر شتتبر 2024 بمركب الأمير مولاي رشيد للشباب ببوزنيقة، وهي الفعاليات التي عرفت نجاحا بارزا ولاقت استحسانا من طرف المشاركات والمشاركين قيادة ، وقواعد ، إعلاميين ، أكاديميين ، خبراء ، و متتبعين ومهتمين بالشؤون الحزبية وبقضايا الشباب والشأن العام ببلادنا، بعد هذا الحدث البارز والذي يصادف الدخول السياسي وقرب افتتاح دورة البرلمان، مكن هذا الحدث المتمثل في الجامعة الصيفية من إنتاج زخم مهم من الأفكار والرؤى والاقتراحات، والتعبيرات والسلوكات والأفعال السياسية لأننا في حقل سياسي مفتوح على كل ردود الأفعال وذي أبعاد مجتمعية يختلط فيها الذاتي بالموضوعي والانفعالي في أحيان كثيرة، حين التعليق على بعض ما ينتجه القادة السياسيون ببلادنا خلال ما ينظمونه من أنشطة وبمحطات تنظيمية، إشعاعية، تواصلية وتكوينية مختلفة.

أريد اليوم وباختصار شديد واقتضاب في التعبير أن أساهم ببعض الملاحظات حول كل ردود الأفعال، والانفعالات التي رافقت ما صرحت به الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة في معرض حديثها بكلمتها الافتتاحية بالجامعة الصيفية بمدينة بوزنيقة حين قالت : ” ونا راه بنت الصالحين” فأقول وأرجو من الله سدادا في القول إن المغاربة بشكل عام والمراكشيين بشكل خاص دأبوا منذ القدم في ارتباطهم أنطروبولوجيا وسوسيولوجيا ودينيا بظاهرة رجالات صالحين ونساك أتقياء وعبادا ورعين، ورجالات علم وصلاح، دأب المراكشيون مثلا على الحرص بتأكيد الانتماء لسبعة رجال : أبي العباس السبتي ، ابن سليمان الجزولي ، القاضي عياض ، عبد العزيز التياع ، الغزواني مول القصور ، سيدي يوسف بن علي ، الإمام السهيلي (مثلا) محاولين إظهار أن هذه الأرض مراكش عرفت بأرجائها وفضاءاتها ، مدارسها ، معاهدها ، مساجدها ، قببها ، ومنابرها، تواجد رجال صالحين علماء أتقياء أنقياء زهادا ورعين، يجد كل مغربي مراكشي الفخر في أن يؤكد انتماءه للصالحين وأهل الصلاح فيقول على رأس الأشهاد وبكل فخر كما قالت الأستاذة فاطمة الزهراء بكل تمغربيت: أنا راه بنت الصالحين” ولا ضير في ذلك ، وبكل ثقة ! فمن منا لا يريد أن يكون صالحا؟ وأن يعرف بالصلاح؟ وأن يساهم في الإصلاح؟ سأجزم وأقول الجميع يسعى لذلك ويريده.

وإذا كانت الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري سليلة أسرة كريمة من أب مثقف ( الأستاذ عبد الرحمان المنصوري رحمه الله) وأم مثقفة ( الأستاذة عائشة ميدرا رحمها الله) ربوها ضمن تنشئة أسرية جعلت الجميع ، حتى ممن لاحظ بانفعال وسجل بعنف اعتراضه على الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري تصريحها ببنت الصالحين، كانوا جميعهم أمس يقولون ويعترفون لها بالنزاهة والشفافية وأنها “ماشفاراش” بتعبير المغاربة و “مامخاراش” بتعبير المراكشيين ، نعم فاطمة الزهراء المنصوري “ما شفاراش” وتحترم الجميع وتدافع كما جل المراكشيات والمراكشيين عن مصلحة مراكش والمراكشيين كعمدة لهذه المدينة.

إن تعبير الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري ووصفها لنفسها “ببنت الصالحين” لم يكن بالبت والمطلق والجميع يعرفها امرأة صادقة لطيفة وحنونة وتريد الخير للجميع ، لم يكن البتة لنقابله كما قابله عديدات وعديدون ” واش حنا ولاد الفاسدين المفسدين” يا أختي ، يا أخي: موضوعيا لقد تفاعلتم للأسف بشكل ذاتي مع الموضوع ، فحين عبرت الأستاذة فاطمة الزهراء بتلك العبارة لم تك تبغ أن تصف الآخرين من باقي المواطنين المتفاعلين معها ومع عبارتها بانفعال كبير ، أنهم أبناء الفاسدين، حاشا وألف حاشا،
لا بل ، هي تحترمهم وتقدرهم، وبعيدا عن بعض الشركيات والممارسات التي ارتبطت بأضرحة بعض الصالحين، أرادت الأستاذة فاطمة الزهراء بعيدا عن هذا أن تؤكد ما يتقاسمه المراكشيون حين يريدون وصفها أنها “امرأة نقية وماشفاراش وماجاياش باش تمخر” .

من جهة أخرى أردت من خلال تفاعلي مع انفعالية وحنق أخواتي وإخواني المهتمين بعبارة الأستاذة المنصوري ” راه أنا بنت الصالحين ” أن ألفت انتباهم ، بل وأذكرهم أن بلادنا اليوم غير محتاجة للانفعال أكثر منها حاجة للحكمة وحسن النية والكفاءة في الذهاب رأسا للنقد والنقد البناء لكل المسؤولات والمسؤولين ترابيا ومركزيا عن شؤون المغاربة جميعا متسلحين بأدوات المعرفة والخبرة والعلم لا أن يبحثوا في سرائر الناس ، فمن وصف نفسه بالصلاح ويبتغي شرف أن يكون صالحا له ذلك ونشجعه على صلاحه وعلى طموحه ، وإن كان على رأس مسؤولية ما ، يدبر شؤون المغاربة تدبيرا لا يرقى لطموحاتهم ولا يتماشى مع توجيهات جلالة الملك المبثوثة في خطبه كخارطات طريق، وجب أن ننتقده وأن نبين كل سلوكاته وما يقوم به من اختلالات فيما يرتبط بشؤووننا العامة ارتباطا بتعاقد اختياراتنا الانتخابية معه، وبعيدا عن الانفعال الذاتي الفردي سيكون الأمر جميلا.

إننا اليوم فيما يتعلق بالمسؤول وسلوكياته ، أفعاله و مقرراته، وما يرتبط بالتدبير العمومي وتسيير شؤون المواطنين محتاجون جميعا وبدون استثناء لقدر عال من المعرفة والخبرة والعلم بالدولة والإدارة والشأن العام والجماعة والميزانيات، والتخطيط، والمشاريع، والاتفاقيات، والبرامج ،وكل الملفات التي تعالج شؤون التنمية الشاملة ببلادنا وفق رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وليس أشياء أخرى ( انفعالات، تصفية حسابات، وسوء فهم…)

* محمد الفايجي
مناضل الأصالة والمعاصرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.