محطــة التأسيس..حنان أتركين تحكي عن موعد الآمال وذكرى الدروس وميلاد الدلالات
بقلم: دة.حنان أتركين
تحل اليوم ذكرى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة…مرت على هذه اللحظة أربعة عشر سنة خلت، يبدو الزمن خلالها غير قادر على احتواء الرجة التي أحدثها في المشهد السياسي والحزبي، ولا تأطير المنجز المحقق…في هذه السنوات المعدودة في حياة التنظيمات والمؤسسات الحزبية، تبوأ الحزب مراتب مهمة في كل الاستحقاقات التي عرفها، وجرب فيها الحزب مواقع مختلفة من المعارضة إلى الأغلبية، ليتوج مسيره هذا بالدخول لأول مرة في الأغلبية المشكلة للحكومة…وفي كل هذه اللحظات، ظل الحزب وفيا لمنهجه، لرسالته، لفكرته المؤسسة…عكسها توهجه وقدرته على الاستقطاب لا سيما في صفوف الشباب والنساء…في أربعة عشر سنة شهد الحزب دورانا كبيرا للنخب، ويكفي ان نقدم مثالا على ذلك يتمثل في عدد الأمناء العامون الذين تعاقبوا على رئاسته والذي وصل إلى رقم ستة…في وقت تشهد فيه الزعامات الحزبية خلودا وديمومة.
في هذه السنوات التي مرت، تغيرت نظرة الأحزاب إلى حزب الأصالة والمعاصرة وإلى مشروعه السياسي، توقف العداء والعناوين الجاهزة، بعدما جربوا صدق خطابه وطموح نخبته…في هذه السنوات كان الحزب حاضرا في كل معارك الوطن الداخلية والخارجية، يعبئ هياكله الوطنية والمحلية وفريقيه في البرلمان، لنصرة القضايا العادلة للوطن، وللتعبير عن انتظارات المواطنات والمواطنين الذي طوقوا الحزب بأمانة ومسؤولية تمثيلهم…وبعد تجربة في المعارضة البناءة المسؤولة والمواطنة، معارضة البديل، اختارت قواعد الحزب الانضمام إلى مشروع الأغلبية الحالية، وشاركت فيها بحقائب ذات رهانات كبرى من العدل، والتعمير ،والتعليم العالي، والثقافة والمقاولة والطاقة إلى تحديث الإدارة وعصرنتها…طموح كبير يحذو وزراء الحزب لتقديم نموذج جديد للتدبير، للانصات، لتجاوز الزمن الضائع وفرصه.
الحزب اليوم بقيادة الأخ الأستاذ عبد اللطيف وهبي…يخوض تحديات جديدة، نذكر منها الهيكلة الجديدة للتنظيم، وتأطير المنتخبين، ووفاء الحزب بوعده ومشروع السياسي، وانخراط التنظيمات في الديناميات المحلية المواكبة لعمل المنتخبين، فتأطير أكبر لفريقي الحزب في مجلسي البرلمان، هذا بالإضافة إلى الحفاظ على ديمومة وانتظامية عمل الأجهزة المركزية لا سيما المكتب السياسي الذي يترقف المناضلات والمناضلين باستمرار توجيهه السياسي ومواقفه من القضايا الراهنة.
حزب الأصالة والمعاصرة وجد ليواجه الفراغ السياسي، وخطاب العدمية، ودعوات النكوص والارتداد، سلاحه في ذلك خيرة نساء وشباب الوطن، ومشروعه في ذلك الانصات والقرب من المواطنين وممارسة السياسة بأخلاق ومسؤولية…هذه المسؤولية تتعاظم اليوم، والحزب يتحمل المسؤولية الحكومية…لكن الحزب الذي خرج منتصرا في كل المعارك الماضية، له من المناعة والشرعية والقدرة على تخطي كل الصعاب.
عمر مديد لحزب الأصالة والمعاصرة…ونجاح أكيد لمكوناته، وعاش حزب الأصالة والمعاصرة، وعاشت معه كل الآمال التي تؤمن بمغرب ممكن يتسع لكل أبنائه، مغرب التضامن الاجتماعي والتكافل، مغرب الجهات المحرر للطاقات، مغرب الإبداع والتسامح والمساواة.
– عضو الفريق النيابي لحزب الاصالة والمعاصرة