منصف السلاوي.. قناص الفيروسات المغربي الذي يعول عليه ترامب

1 4٬124

إذا كان الفرنسيون أضحوا يفتخرون بعالمهم البروفيسور رراوول مطور دواء الـ”كلوروكين” المضاد لفيروس كورونا المثير للجدل، فإن المغاربة بدورهم من حقهم الافتخار بإبن مدينة سلا البروفيسور منصف السلاوي.

كيف لا وهذا العالم المغربي المختص في علم المناعة والفيروسات يشرف بمعية كوكبة من العلماء والباحثين المختصين في علوم الفيروسات من شتى بقاع العالم على اللجنة التي أوكل إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبتوصية من لجنة تضم كبار علماء الطب في بلاد العم سام على إيجاد لقاح فعال للحد من انتشار فيروس التاجي القاتل المعروف اختصارا بـ” كوفيد 19”.

اليوم العالم بأسره ينتظر ما ستسفر عنه الأبحاث العلمية لهذه اللجنة، خصوصا وان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما فتئ يثني على عملهم ويبشر العالم في تصريحاته الإعلامية عن قرب إيجاد عقار يخلص سكان الأرض من التوجس والخوف الذي أحدثه هذا الفيروس التاجي الفتاك الذي يحصد الأرواح بالمئات كل يوم. لذلك أضحى ابن المغرب منصف السلاوي مفخرة للمغاربة ومن حقنا أن نتعرف عليه أكثر وعن مساره العملي والمهني الحافل بالإنجازات.

من سلا إلى هارفارد

باحث مشهور في مجال اللقاحات حمل حقيبة سفره طالبا للعلم والمعرفة وهو في سنة الـ 17 عشرة من عمره إلى فرنسا، لكن هفوة في بروتوكول التسجيل بالجامعات الفرنسية سيقوده للديار البليجكية. هناك حيث كان يتوقع أن يدرس لمدة عام واحد فقط، ليستقر به الحال بأرض الملك فيليب 27 سنة، فترة كانت كافية ليتسلق مراتب العلم والطب والتعمق في بحور علم الأحياء.

هذه المسيرة العلمية ستتوج بدكتوراه في علم المناعة ، ليتحق الرجل برفقة رفيقة عمره المختصة بدورها في علم الفيروسات إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا بالجامعة الذائعة الصيت هارفاد، ولن يبرح حتى يحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة هارفاد. عندما اكتشفوا الإيدز في عام 1984 ، عرض عليه الباحثون الانضمام إلى شركة لقاحات في بلجيكا ، سميث كلاين-ريت ، التي ستصبح جلاكسو سميث كلاين “، يقول سلوي في تصريح صحفي سابق. وهكذا استقر المقام بالباحث الشاب المغربي آنذاك بالمؤسسة الشهيرة GSK (علامة تجارية عالمية في عالم اللقاحات) حيث تم تعيينه كمستشار للمناعة. “لقد كانت فكرتي دائمًا أن أفعل أشياءً يمكن أن تؤثر على العالم. في GSK ، أدركت على الفور أن ظروف العمل داخل الشركة والامكانيات المتوفرة سيسمح لي تحقيق مبتغاي، أكثر بكثير من البيئة الأكاديمية يقول البروفيسور منصف السلاوي”.

في عام 1988، انضم إلى مجموعة من الباحثين المسؤولين عن تطوير لقاحات ضد الملاريا. في غضون 15 عامًا ، سيشارك بشكل مباشر في اكتشاف غالبية لقاحات GSK (الملاريا ، سرطان عنق الرحم ، الفيروسة العجلية ، المكورات الرئوية ، إلخ).

منذ عام 2003 ، أصبح مسؤولاً عن تطوير منتجات هذه الشركة العملاقة في مجال الأدوية. بعد ثلاث سنوات ، تولى مسؤولية البحث والتطوير وانضم إلى مجلس الإدارة ليصبح الرجل الثاني في المجموعة. ليواصل بحوثه العملية إذ وظفت الشركة من عام 16000 باحث لتطوير آداءها.

اليوم، مازال عالمنا المغربي يشغل رئيس لمؤسسة جالفاني Galvani ، هي شركة تابعة لشركة GSK متخصصة في الإلكترونيات الحيوية ، تم إنشاؤها بالتعاون مع Google.

الإلكترونيات الحيوية..بحر جديد يقتفي أثره

لا شك أن مستقبل الطب سيحدث ثورة في علم الأحياء الحيوية ، وفي هذا المجال اختار منصف السلاوي الاستثمار بعد رحيله من شركة GSK. وفي هذا الصدد يفيد منصف السلاوي في تصريح إعلامي سابق “لقد أظهرنا أنه من خلال زرع شرائح صغيرة على الأعصاب يؤدي إلى أحشاء معينة ، مثل الكبد أو البنكرياس أو الطحال ، يمكننا علاج الكثير من الأمراض المتعلقة بهذه الأعضاء. مثل مرض السكري أو السمنة أو أمراض المناعة الذاتية. وهذا ما يوضح مبدأ الإلكترونيات الحيوية “. ويضيف “النتائج على الحيوانات مذهلة. يمكننا ، على سبيل المثال ، أن نجعل من الفئران العقيمة خصبة ، وهذه التقنيات الحديثة يمكن نقلها إلى البشر. من الممكن أيضًا جعل الشخص المصاب بالسكري سليمًا تمامًا، من خلال منعه من تناول الدواء كل يوم ، ”.

الاحتمالات أتبتث فعاليتها في مجال الالكترونيات الحيوية، ولكن في مجال البحث الطبي ، هناك حاجة لسنوات عديدة قبل أن تتمكن من التحقق من صحة المنتج. ليبقى البروفيسور المغربي منصف السلاوي سفيرنا فوق العادة لعموم المغاربة وهامة علمية يحق لنا ان فتخر بها وكفاءة علمية وجب الاقتداء بها.

 

تحرير وترجمة بتصرف : يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. azuar يقول

    ولد بأكادير وتقولون سلاوي المهم مغربي ..كفى من الجهوية الفارغة ..فهو مفخرة لكل المغاربة والسلام .