وهبي.. المحامي الذي حمل نصوص القانون ليروض بهم السياسة

2 2٬468

 
أعــده لـ”الجريدة24″: أنـس شريد
 
بخطى حثيثة يمضي عبد اللطيف وهبي، القائد الجديد لحزب الجرار، نحو وضع حزب البام في مساره الصحيح ويضفي عليه لمسة خاصة من توقيعه.
قبل مدة قليلة من انتخابه على رأس الحزب، ظل خصومه، من تيار الشرعية، يرددون بأن الرجل يفتقد لكاريزما قيادة حزب من حجم البام وأن مرافعاته المجلجلة بمحاكم المملكة لن تنفعه لتدبير حزب يحفل بالعديد من المتناقضات. غير أن الأيام الاولى التي أمضاها على رأس الحزب، أظهرت أن الرجل لم يأت لهذا الحزب من أجل يكون مجرد إسم عابر ضمن كوكبة الأمناء العامين الذين تعاقبوا على الحزب.

في بداية توليه المسؤولية بدأت الكثير من التعليقات تواكب مسألة اختياره لأعضاء المكتب السياسي ولعل أكثرها هو ما تردد من تغييب لواحد من أكبر عرابي الحزب وهو العربي المحرشي عن فريق العمل الذي سيشتغل معه وهبي.

وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن يخرج وهبي ليفند أو يؤكد هذه الاخبار، انشغل الرجل بما هو أهم حيث عمل على أن يكون لحزب البام مقر خاص به وفي ملكيته بأحد أكبر شوارع العاصمة الرباط، حيث لجأ لمؤسسات بنكية من أجل تمويل قرض شراء المقر.

مقابل ذلك خرج العربي المحرشي في تصريح لإحدى المواقع الإلكترونية بما مفاده بأنه لن يكون عضوا للمكتب السياسي بعد أن شكك فيه أصدقائه كونه أبرم “صفقة” مع وهبي قبل المؤتمر. وحين سأل وهبي عن مضمون تصريح المحرشي لم يرد واكتفى بالتعليق بأنه لم يشرع لحد الساعة في تشكيل المكتب السياسي وأنه مهتم بأمور أخرى.

غير أن ما خفي في تصريح وهبي، يقول مصدر مطلع، هو أن المحرشي قصد منزل وهبي من أجل ضمان مكان له في المكتب السياسي لكن وهبي رفض طلب المحرشي طولا وعرضا، يقول المصدر. هل رفض وهبي لعضوية المحرشي مرده لكون هذا الأخير كان من أنصار تيار الشرعية المعادي لوهبي؟ نسأل مصدرا مقربا من وهبي.

هذا الاخير يرد “كلا أبدا، كل ما في الأمر هو أن الأمين العام للحزب أراد أن يتم اختيار أعضاء المكتب السياسي بمبدأ الكفاءة والنزاهة وليس شيئا آخر، وأن الرجل عاهد المؤتمرين على تخليق الحزب وأنه ماض في هذه الطريق بكل مسؤولية وتجرد” يؤكد المصدر دائما.

شعار التخليق الذي رفعه وهبي كان يلزمه إشارات قوية من طرفه لتأكيد كلامه، أياما قليلة قدم عزيز بنعزوز، الرئيس السابق لفريق البام بمجلس المستشارين، استقالته من الحزب.

وهي الاستقالة التي ربطها كثيرون بالفضيحة المالية لبنعزوز بعد أن استولى على أموال مساهمات الفريق البرلماني وضخها في حسابه الخاص حيث كان وهبي وراء دفع بنعزوز لاستقالته في انتظار تسوية أموره المالية مع الفريق.

معركة التخليق لم تقتصر على ضرب الفاسدين في الحزب وإبعادهم عن مراكز القرار، بل تقوية الحزب بأسماء لها من الكفاءة والنزاهة للدفع بها لواجهة القرار الحزبي.

على إثر ذلك تم انتداب جواد الشامي المندوب العام للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس لعضوية المكتب السياسي وتكليفه بالشؤون الفلاحية بالحزب.
هل يستحق هذا الانتداب بوصفه بالضربة نسأل مصدرا مقربا من وهبي؟ “هي ليست ضربة بالمعنى المباشر للكلمة وإنما رسالة أراد من خلالها الأمين العام الجديد للحزب توجيهها، لمن يهمهم الأمر، كون الهياكل المقررة داخل الحزب محفوظة لذوي الكفاءة والنزاهة، كما أن قبول الشامي لهذا العرض يكشف الكاريزما التي يتمتع بها قائد الحزب الجديد، على اعتبار أن القيادة السابقة للحزب حاولت جاهدة أن تقرب الشامي إليها وتمنحه مكانة في الحزب غير أنه ظل متواريا إلى الوراء”، يقول المصدر دائما. مصادر حزبية تتحدث عن وجوه جديدة سيلحقها وهبي بالمكتب السياسي ضمنهم المهدي بن سعيد وسمير كودار ومحمد الحموثي.
انتداب هذا الأخير وضع حدا لجدل كبير رافق انتخاب وهبي على رأس البام، حيث ردد خصومه غير ما مرة بأنه يكن عداء مستبطنا لريافة ويساريي الحزب، وأنه سيقوم ب “تصفيتهم” من الحزب.

غير أن واقع الأمر يكشف عكس ذلك، فالمتصفح للموقع الرسمي للحزب يجد عددا من الأنشطة والمقالات لبعض أعضاء الحزب كانوا أعضاء في تيار الشرعية المناوئ لوهبي. حيث أصبح موقع الحزب منفتحا على كل الحساسيات الحزبية سواء الداخلية أو الخارجية.
إعلام الحزب كان أحد الأوراش المهمة التي شرع وهبي في هيكلتها بدأت بتسوية الوضعية الاجتماعية لإعلاميي الحزب وموظفيه وكذا وضع خط تحريري جديد أكثر انفتاحا.
هذا “الانفتاح” جر على وهبي بعض الانتقادات، خاصة بعد نشر بوابة الحزب تصريحات لقياديين بحزب العدالة والتنمية، رد عليها زعيم “البـام” بطريقة مقتضبة “نحن نحترم جميع الاحزاب بما فيهم العدالة والتنمية” مضيفا “لقد انتهى الزمن الذي كنا فيه حطب نار تستفيد أحزاب أخرى من صراعنا مع البيجيدي..” هكذا رد وهبي، باقتضاب، بمناسبة مشاركته في ندوة رقمية نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني.
وهي الندوة التي كشفت عن شكل أمين عام جديد بين الأمناء العامين للأحزاب السياسية، لديه قدرة كبيرة على التواصل، حتى في ذروة الازمات، حيث عبر، خلال مشاركته، عن رأيه في العديد من القضايا والاشكاليات بكل شفافية ووضوح تشي أن القائد الجديد للبام يحمل جينات أخرى ليس مثل سابقيه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

2 تعليقات
  1. السباعي مصطفى يقول

    مقال جميل يدافع صاحبه عن الأمين العام الجديد بشكل جيد لكن عندما نتكلم عن التواصل فعليه أولا ان يتواصل مع ابناء الحزب في جهته هذا من جهة و من جهة أخرى هو لم يعد المؤتمرين بل وعد أنصار تيار المستقبل و للحد الساعة لأزلنا نرى ان الأمين العام لم يظهر أو بالأحرى لا زال يحتفظ بالسوء النية اتجاه ابناء الحزب الحقيقيين أما بالنسبة للنقطة الكفاءة فعلى صاحب هذا المقال ان يأتي السوس ماسة جهة التي ينتمي لها السيد الأمين العام لكي يعرف من يسير الحزب و ستظهر له الكفاءة التي يتكلم عليها ذاك المصدر المقرب

  2. المناضل يقول

    الواقع واقع واغلب ماقيل من الواقع لذلك الامين العام كامل الصلاحيات في اختيار فريق عمله وتيار اصدقاء بنشماش يجب ان يقبلوا بان السياسة يوم لك ويوم عليك واما ان ينخرطوا في انجاح خط الامين العام الجديد او ينسحبوا ويجمدوا عضويتهم الى ما بعد المؤتمر 5.