البرلمانية خديجة حجوبي: المغرب يسير نحو المناصفة السياسية لكن التحديات لا تزال قائمة
أكدت السيدة خديجة حجوبي، البرلمانية عن دائرة فاس الشمالية ونائب رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، أن المغرب حقق تقدما ملموسا في تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية بفضل الإصلاحات الدستورية والسياسات العمومية التي تدعم تمكين النساء، لكن لا تزال هناك تحديات تحول دون تحقيق المناصفة الكاملة في مختلف المؤسسات.
وفي حديثها إلى فاس 24، شددت حجوبي على أن الإرادة الملكية كانت دائما داعمة للمساواة بين الجنسين، وهو ما انعكس على القوانين والتشريعات التي عززت مكانة المرأة في البرلمان والهيئات التمثيلية.
وأشارت إلى أن الوصول إلى المناصفة الحقيقية يتطلب المزيد من الجهود والإصلاحات لضمان مشاركة أوسع للمرأة في مراكز القرار.
وقالت حجوبي التي تشغل مهام رئيسة المجلس الجهوي للحزب بجهة فاس- مكناس: “المناصفة ليست مجرد أرقام في البرلمان، بل يجب أن تمتد إلى المواقع التنفيذية والقيادية في الحكومة والإدارة والأحزاب السياسية.”
*المرأة في الحياة السياسية: تحديات وآفاق*
أوضحت حجوبي أن تمثيل النساء في البرلمان المغربي تطور بشكل ملحوظ، حيث ارتفع عدد البرلمانيات بفضل نظام الكوتا المعتمد، لكن هذا التقدم لا يترجم دائمًا إلى تأثير حقيقي في السياسات العامة.
وأضافت: “ما نحتاجه اليوم ليس فقط زيادة عدد المقاعد المخصصة للنساء، بل تعزيز أدوارهن داخل المؤسسات، سواء كوزيرات أو رئيسات جهات أو مسؤولات في مراكز القرار الاستراتيجي”.
وأشارت إلى أن النساء يواجهن عراقيل متعددة، من بينها العقلية الذكورية التي لا تزال تسيطر على المشهد السياسي، بالإضافة إلى غياب الدعم الحزبي الكافي لتمكين المرأة من تولي مناصب قيادية.
وشددت على أن الأحزاب السياسية تتحمل مسؤولية كبيرة في تأهيل النساء للعب أدوار محورية داخل الهياكل التنظيمية، قائلة: “إذا لم تؤمن الأحزاب بأهمية تمكين المرأة، فسيظل التغيير بطيئا، لذلك نحن بحاجة إلى سياسات داخلية تعزز وصول النساء إلى مواقع اتخاذ القرار”.
*حزب الأصالة والمعاصرة ورهانات المستقبل*
وحول استعدادات حزب الأصالة والمعاصرة للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أكدت حجوبي أن الحزب يعمل بجد لتعزيز مكانته في المشهد السياسي المغربي، مشيرة إلى أن استراتيجية الحزب تعتمد على القرب من المواطنين، والاستماع لمشاكلهم، وتقديم حلول عملية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت: “نحن في حزب الأصالة والمعاصرة نؤمن بأن المستقبل يتطلب قيادات سياسية قادرة على الاستجابة لتطلعات المواطنين.
وأضافت: “نركز على إعادة هيكلة الحزب وتقوية حضوره في الجهات، خاصة في فاس-مكناس، باعتبارها منطقة استراتيجية تحتاج إلى نهضة تنموية حقيقية”.
وفيما يتعلق بحظوظ الحزب في الانتخابات المقبلة، أبدت حجوبي ثقتها في قدرة الأصالة والمعاصرة على تحقيق نتائج قوية، مؤكدة أن الحزب يمتلك قاعدة شعبية مهمة وبرنامجا طموحا يستهدف التنمية الشاملة.
كما دعت إلى تعزيز حضور المرأة داخل الحزب، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لأن تتولى امرأة رئاسة الحكومة المغربية، وقالت: “لدينا قيادات نسائية كفؤة مثل فاطمة الزهراء المنصوري، التي أثبتت قدرتها على القيادة، لماذا لا نرى امرأة على رأس الحكومة في المستقبل؟”.
*تحديات المرأة المغربية في السياسة والمجتمع*
عند الحديث عن العراقيل التي تعيق تمكين المرأة سياسيا، سلطت حجوبي الضوء على مجموعة من التحديات، منها:
1- العقلية المجتمعية التقليدية: التي لا تزال ترى في السياسة مجالا ذكوريا.
2- ضعف الدعم الحزبي للنساء: حيث لا يتم ترشيحهن بشكل كافٍ في الدوائر الانتخابية القوية.
3- التمييز في تقلد المناصب الوزارية: إذ لا تزال المناصب الوزارية السيادية تمنح للرجال في معظم الأحيان.
4- العوائق الاقتصادية: حيث تواجه النساء صعوبات في تمويل حملاتهن الانتخابية مقارنة بالرجال.
وأضافت: “لكي نحقق تحولا حقيقيا، يجب أن نبدأ من القاعدة: دعم تعليم الفتيات، وتعزيز استقلالية المرأة اقتصاديًا، وتوفير بيئة سياسية أكثر إنصافا”.
وأكدت أن تعديل مدونة الأسرة سيكون خطوة أساسية في دعم حقوق المرأة، مشيرة إلى أن المغرب بحاجة إلى قوانين أكثر إنصافًا تحمي حقوق النساء وتعزز مكانتهن في المجتمع.
*خديجة حجوبي البرلمانية والتفاعل مع المواطنين*
أما عن دورها كبرلمانية عن دائرة فاس الشمالية، فقد أوضحت حجوبي أنها تسعى لنقل هموم المواطنين إلى مجلس النواب، حيث تشتغل على ملفات اجتماعية واقتصادية حساسة، من بينها:
– تحسين البنية التحتية في الأحياء المهمشة.
– توفير فرص العمل للشباب وتقوية الاقتصاد المحلي.
– تطوير الخدمات الصحية والتعليمية في الجهة.
وقالت: “أنا أؤمن بأن العمل البرلماني يجب أن يكون قريبا من المواطنين، وليس مجرد نشاط داخل قبة البرلمان، وأحرص على الاستماع لمشاكل الناس والمساهمة في إيجاد حلول حقيقية لهم”.
وأشارت إلى أن دور البرلماني لا يقتصر على التشريع فقط، بل يشمل الترافع عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على حياة المواطنين، مؤكدة أنها ستواصل العمل من أجل تحسين أوضاع ساكنة فاس-مكناس ودعم النساء لتحقيق حقوقهن السياسية والاجتماعية.
*نحو مستقبل أكثر إنصافًا للمرأة المغربية*
وفي ختام حديثها، أكدت حجوبي أن المغرب أمام فرصة تاريخية لتحقيق قفزة نوعية في مجال المناصفة والمساواة، لكن ذلك لن يتم إلا من خلال إرادة سياسية حقيقية وإصلاحات جذرية تشمل جميع المجالات.
وقالت: “لقد قطعنا شوطا مهما، لكن لا يزال أمامنا الكثير لننجزه. علينا جميعا، نساء ورجالا، أن نعمل من أجل مغرب أكثر عدالة، حيث تكون المرأة شريكا حقيقياً في صناعة القرار”.
وأضافت: “أنا متفائلة بالمستقبل، وأؤمن بأن المرأة المغربية قادرة على تحقيق المزيد، فقط إذا أعطيت لها الفرصة الحقيقية لإثبات قدراتها”.
–
أعده للنشر: مراد بنعلي