الحجر الصحي شيء آخر غير الذي نعيشه
أعرف أنها ملاحظة لن تعجب الكثيرين و لكن الحجر الصحي شيء آخر وليس ما نعيشه.
الشوارع والحدائق والأحياء الشعبية والمداشر والدواوير و بعض الأسواق تعرف حركية منقطعة النظير، و جحافل من الناس بدون حماية أو وقاية، لتدوم النهار بأكمله…
و بالرجوع إلى الأرقام المسجلة إلى حدود الساعة، والتي تمثل فقط الحالات التي تم تأكيدها مخبريا مع العلم أننا أصلا نجري أقل من خمسين تحليلا يوميا، وفي ظل هذا الوضع، ستكون الأيام القادمة مخيفة وحبلى بالأرقام الصادمة والغير مسبوقة.
هناك من يشكر الجهات الرسمية في شكل طوابير من الناس ملتصق الفرد بالفرد مع أن الشكر الحقيقي، يكون من خلال المكوث بالبيوت واحترام التوصيات وأوامر الجهات الرسمية. وما دون ذلك إخراج سينمائي لمأساة شعب بأكمله.
دول تفوقنا بسنوات ضوئية من الوعي والتربية و التعليم والرقمنة و التواصل والاتصال، وجدت نفسها في قعر بئر ولم تصل بعد، حده.
بلدان بأنظمة طبية عالية الجودة وعدة بأضعاف، أضعاف ما عندنا وبأعداد مهمة من الأطقم الطبية،
وصلت عيون مسؤوليها إلى الإبحار بالدموع.
أخاف من غد ضبابي وإطالة أمد الأزمة الذي سيولد لا محالة، أزمات جانبية.
لا أظن أننا وبامكاناتنا البسيطة سنستطيع التغلب عليها.
نذرة المواد الغذائية، والتي نستورد أربعة أخماس منها من الخارج، والاعداد المهولة من المعوزين الذين رفعتم التقارير الرسمية في الحالة العادية والذين انضاف إليهم الكثيرون، وغدا الكل دون حفنة من لم يستطيعوا الهروب إلى الشمال المريض.
مواجهة الوضع تتطلب أقصى درجة من المسؤولية والتعبئة، لكن حالة الطوارئ وحظر التجول يتعارضان كلية مع ما تعرفه مدننا، وأحياؤنا، وشوارعنا، وأزقتنا من حركة وتنقل وتجمع….
تبدو فيه الأمور وكأننا لسنا في حالة طوارئ و لكن في بهرجة أو “إستعراض آليات و عساكر من أيام زمان”
مع الأسف، إنها الحقيقة.
ياسر اليعقوبي
عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة