الخطاب الديني والأمن الروحي محور مائدة مستديرة نظمها مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة
نظم مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، اليوم الخميس 15 يونيو 2023، مائدة مستديرة حول موضوع «الخطاب الديني والأمن الروحي.. المعادلة الكبرى»، وذلك بقاعة المحاضرات التابعة للمكتبة الوطنية.
وشارك في هذه المائدة المستديرة كل من الأستاذ سعيد ناشد، رئيس مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، والأستاذ محمد عبد الوهاب رفيقي، مفكر وباحث في الدراسات الإسلامية، والأستاذ زكرياء أقنوش، رئيس المركز المغربي للدراسات الأمنية والأبحاث الدينية، والأستاذ حميد المصباحي، باحث في الفكر الإسلامي.
وتطرق المشاركون في الندوة، كل في مجال تخصصه، إلى مساءلة الخطاب الديني الشائع على أرضية الغاية المثلى للإسلام، والمتمثلة اختصارا في الرحمة والسلام، حيث أجمعوا على أن المقصود بالأمن الروحي هو أحد المشاعر الأكثر تجذرا في وجدان الإنسان والأكثر غموضا أيضا، مؤكدين أن معنى أن يشعر الإنسان بالسلام الروحي، سؤال فلسفة الدين تتفرع عنه مختلف الأسئلة في مختلف مجالات المعرفة الدينية الممكنة، سوسيولوجية الأديان، علوم الدين، التراث الديني، علم الأديان المقارن، ومناهج التعليم الديني.
وفي مداخلة له خلال الندوة، قال سعيد ناشيد، رئيس مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، إن المغرب أحرز خطوات كبيرة في مجال التنمية وتحديث القوانين، بما في ذلك إصلاح قانون الأسرة، وسائر المجالات المتعلقة بتمكين المرأة، كما أن هناك نقاش إيجابي لغاية إحراز بعض التقدم في مجال الحريات الفردية، متسائلا إلى أي حد استطاع الخطاب الديني الشائع أن يساير تلك التطورات وبالتالي يحصنها.
وأضاف ناشيد أن الواقع المجتمعي في تفاعلاته وتطوراته أثبت أن الشروط المادية لوحدها غير كافية لاستقرار المجتمع، حيث ظهر على الساحة مفهوم جديد مرتبط بشكل وثيق بمفهوم الاستقرار من الناحية اللامادية، وهو تحقيق الاستقرار الروحي للمجتمع عبر تحقيق “الأمن الروحي” المجتمعي، مشددا على دور هذا الأخير ومحوريته في استقرار المجتمعات.
وتابع رئيس المركز قائلا “إن الحديث عن الأمن الروحي شأنه شأن الحديث عن السياسات الأمنية القطاعية (الأمن الغذائي، الأمن المائي، الأمن البيئي،…)، التي تعتمدها الدولة من خلال استراتيجيات وآليات ومؤسسات غايتها توفير وضمان استمرارية هذه المواد الحيوية المادية، التي تعتبر من المتطلبات الأساسية للمجتمع للحفاظ على استقراره المادي.
وختم المتحدث ذاته مداخلته بالقول ” إن رواج مفهوم الأمن الروحي في الخطاب السياسي والديني والإعلامي المغربي، يحمل بين طياته الكثير من الدلالات التي توحي بأننا في المغرب على الطريق الصحيح، الذي نسعى من خلاله إلى بناء خصوصيتنا الروحية، في إطار وحدة الأمة الإسلامية دون السماح بزعزعة هذه الخصوصية”.
[arve url=” https://youtu.be/KZEVZRW_g1Q” /]
– تحرير: سارة الرمشي/ تصوير: عبد الرفيع لقصيصر والمصطفى جوار