المغاربة العالقين بالخارج.. عنوان لفشل حكومي رهيب

0 1٬941
 عبد الله عيد نزار
يعيش 31 ألف مواطن مغربي وضعا غير طبيعي خارج أرض الوطن، منهم من ذهب في مهمة.. ومنهم من ذهب في برنامج تبادل وتم إلغاءه بفعل الجائحة، ومنهم من ذهب فقط سياحة أسبوع، ومنهم من كان عائدا من بلد بعيد فلقي طائرة العودة في الطرانزيت ألغيت.. كلهم ذهبوا لأغراض مختلفة على أساس العودة بعد أيام قليلة حتى لقوا أنفسهم بعيدا عن وطنهم لمدة ثلاثة أشهر كاملة!
إن المغاربة العالقين في الخارج يعيشون الجحيم بطرق متعددة.. مُحجر عليهم بدون أموال بعيدا عن عائلاتهم وأحبابهم وآباءهم وأبناءهم.. عدد منهم هو المعيل الوحيد لهم.. منهم من انتهت أدويته التي يجب أن يتناولها ومنهم من له حصص الشيميو التي تغيب عنها لمدة ليست بالقصيرة.. ومنهم من يمكن أن يخسر عمله بسبب التغيب.
تصوروا معي أن تقارير أجنبية تناولت خلاصاتها الكونفيدينسيال الإسبانية صنفتنا كالدولة الوحيدة في العالم التي بذلت صفر مجهود في إجلاء مواطنيها.. إلى جانب دولة البوروندي العظيمة..! ورئيس حكومتنا خلال تقديم عرضه بالبرلمان تحدث عن كل شيء إلا عنهم.. وبوريطة يتبرأ منهم ويرمي الكرة في ملعب وزير الصحة الذي لا نسمع له قولا سوى مرة في الشهر دون حتى أن نفهم ماذا يقول لنا أو يطلب منا.. وبالتالي زيادة على معاناتهم تضيفهم الحكومة معاناة أخرى متعلقة بغياب الرؤية والأمل في عودة قريبة بسبب ضبابية الموقف.
إن الأصداء التي وصلتني من تركيا كارثية.. مغاربة يتخاطفون على فطور من عند المحسنين مع سوريين لاجئين، وقنصلية توفر لهم نصف ’كوميرة’ وبضع خضروات كل سحور وفطور.. لا تغركم الوجبة التي وفرتها قنصليتنا ببلغاريا ولا تظنوا أن ذلك هو ما يتمتع به جميع المغاربة العالقين بالخارج.. إنه مجرد استثناء ولا يخص سوى العشرات العالقين هناك.. أما الغالبية العظمى تحس بالقهر والعياء.. في باريس بات العديد منهم في العراء أمام سفارتنا في غياب أي تدخل حكومي يحمي كرامتهم أو يجنبهم غرامات الأمن الفرنسي.. بل الأسوء، تُحدثنا الحكومة عن إنقاذها للمغاربة من كورونا عبر فرضها كل التدابير الاحترازية في الوقت الذي تعرض فيه هؤلاء إلى خطر الفيروس بتجاهلها التام لهم كأنهم ليسوا مغاربة !
ستبقى قضية المواطنين العالقين بالخارج نقطة سوداء في تدبير الجائحة، ’حشومة’ وعيب وعار ما فعلته الحكومة بهؤلاء.. ولا أرى أن للحكومة شرعية تسمح لها أن تُحدثهم عن إنجازها في حماية المغاربة من الوباء.. فما الذي كانت ستخسره هاته الحكومة لإجلاء مواطنينا ؟ 100 طائرة ؟ توفير 30 ألف اختبار ؟ وضع الايجابيين في المستشفى والمسافرين المخالطين تحت المراقبة ؟ هل يصعب عليها هذا الشيء ؟! أبدا ! وإن كان يصعب عليها فهذا قمة اللاكفاءة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.