جيل 2030… أنا منهم

0 248

حين نتكلم عن “جيل 2030″، لا نتحدث فقط عن سنة في المستقبل، بل عن وعد… عن حلم… عن مسؤولية. أنا لا أراه مجرد رقم أو استراتيجية، بل أراه نبضاً في داخلي، أراه في أعين الأطفال الذين ألتقيهم كل يوم، في خطوات النساء المناضلات في أحيائنا الشعبية، وفي آهات المرضى الذين نحمل همهم في صمت.

جيل 2030 هو أنا، وأنت، وكل من اختار أن يحلم ويحارب من أجل واقع أفضل. هو كل شابة رفضت أن تُختزل في الهامش، وكل شاب قرر أن يصنع الفرصة بدل انتظارها. جيل 2030 هو صوتنا الجماعي ضد الصمت، وضد الاستسلام، وضد “ماعندنا مايدار”.

ما يجعل هذا الحلم أقرب إلى الحقيقة، هو أن وراءه فكرة سياسية جادة وواضحة: مبادرة “جيل 2030” التي أطلقها حزب الأصالة والمعاصرة، والتي لا نعتبرها فقط شعاراً حزبياً، بل مشروعا مجتمعياً مفتوحاً على جميع الطاقات. فرحانين بهاد الفكرة لأنها كتخلينا نحسّو أننا ماشي وحدنا فهاذ المعركة، وأن هناك من يؤمن بنا ويستثمر في المستقبل ديالنا.

أنا شخصياً، كمنشطة في برنامج مكافحة داء السل، وكواحدة من النساء اللي ختارو ينزلو للواقع بلا خوف، كنعيش كل يوم التحديات ديال الصحة، التهميش، الفقر، واللامساواة. ولكن كنعيش كذلك الأمل، والتضامن، والقدرة على التغيير. وخا الإمكانيات محدودة، عندي إيمان ما يتزعزع أن خدمتي اليوم، في الحي، في الميدان، هي لبنة فبناء مغرب جديد.
نحن لا ننتظر سنة 2030 لنبدأ. نحن بدأنا منذ الآن. نزرع الأمل في الأحياء المنسية، نوزع التوعية مع كل حملة صحية، نرفع الصوت في وجه التهميش، ونحمل شعلة التغيير ولو بأيدينا العارية.
قد لا نملك كل الإمكانيات، ولكن نملك الإيمان، والإرادة، والقدرة على الحلم. هذا الجيل هو فرصة لأن نعيد تعريف معنى التنمية، ليس فقط في المشاريع والمخططات، بل في الوجوه التي تبتسم من جديد، في الطفولة التي تُنقذ، في المرأة التي تُحترم، وفي الكرامة التي تُسترجع.

جيل 2030؟ نعم، أنا منهم. لأنني أؤمن أن المستقبل لا يُنتظر… بل يُصنع، وأنا كنصنعو اليوم، من قلبي، من خدمتي، ومن إيماني ببلادي.

* نزهة الونان “جهة فاس مكناس “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.