دورة المجلس الوطني الــ26…الأمين العام يثني على جهود وزراء البام وينتقد توظيف أزمة كوفيد-19 وحرب أوكرانيا للتشويش على الأداء الحكومي

0 638

“مر على عمر الحكومة التي نحن أحد مكوناتها الأساسية عمرا غير طويل، وقد كان هذا الوقت كافيا ليظهر وزراءنا على حقيقتهم كمناضلين ديمقراطيين”، بهذه العبارات الصريحة والواضحة، أثنى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة؛ عبد اللطيف وهبي؛ على الأداء الحكومي لوزراء حزب الجرار داخل الاغلبية الحكومية، في معرض كلمته أمام جموع أعضاء وعضوات المجلس الوطني للحزب في دورته ال26 المنظمة صبيحة اليوم 28 ماي الجاري، بفضاء خاص بمدينة سلا.

واستحضر الأمين العام المؤهلات التي يتميز بها وزراء البام بقوله :”وزراؤنا ككفاءات سياسية عالية، حريصة على الوفاء بكل الالتزامات التي قطعها حزبهم على نفسه أمام ناخبيه في كل القطاعات، التي تحمل فيه مناضلونا مسؤوليتهم الحكومية”.

وتابع وهبي إشادته بمنهجية عمل وزراء الحزب، قائلا:” كما أثبتوا للرأي العام الوطني أن حزب الأصالة والمعاصرة ليس ادعاء سياسيا، ولا بلاغة إيديولوجية تدغدغ عواطف العموم، إنما هو قوة سياسة مؤسساتية مسؤولة، قوة فاعلة واقتراحية”، واسترسل حديثه عن كاريزما ممثلي الحزب داخل التحالف الحكومي بقوله:” كفاءاتنا بنت نفسها بشكل متين خلال عقد من الزمن، ناضلت وتمرست في المعارضة، واليوم تبادر بالمشاريع وتسهم في الحلول داخل الحكومة. فحزبكم مشروع مجتمعي ديمقراطي، تأسس على قيم ومبادئ نبيلة وراقية، لم تزحزحه الهزات والصراعات الداخلية، وعواصف الهجومات الخارجية”.

وعن الحضور الإعلامي القوي لوزراء حزب الجرار؛ أفاد وهبي :” إذا كنا نلاحظ أن وزراءنا يحظون بالمتابعة الصحفية والنقد داخل المشهد الإعلامي والسياسي المغربي أكثر من غيرهم، فهذا إن أدل على شيء فإنما يدل على أننا وزراء سياسيين مسؤولين، مناضلين في الحكومة، ولن نكون في يوم من الأيام وزراء إداريين صامتين كما كان الأمر مع البعض في الحكومات السابقة”.

فيما اعتبر وهبي أن النقد الموجه لأدائنا الحكومي “إن اتفقنا جدلا على أنه نقدا” فهو مقياس على أن الحزب يبادر إلى تقديم مبادرات إصلاحية ذات اهمية لتقدم المغرب، رغم ما قد تثيره من خلافات مع بعض مكونات المجتمع”، مؤكدا بقوله:” نحن لا نرتضي أسلوب الشعبوية التي تروم إرضاء عامة الناس بالجمود وغياب المبادرة وافتقاد المواقف الصريحة، فلم نأتي للحكومة لنرضي هذا الطرف أو ذاك، بل لننجز الإصلاحات التي نراها ضرورية في المجالات التي لنا فيها مسؤوليات، ولنطبق البرنامج الحكومي الذي تعاقدنا حوله مع حلفائنا في الأغلبية”.

وعن بروز أصوات معارضة لأداء وزراء حزب الأصالة والمعاصرة، لم يستغرب وهبي ارتفاع أصوات مقاومة لبعض القرارات المصيرية، وأشار في هذا الأمر :”إننا جميعا نعلم أن الإصلاح له ثمن، كما أن له خصوم، تارة بدون نوايا سيئة وتحت جهل بالأفاق التي يفتحها، وتارة أخرى بدواع الأنانية السلبية”.

من جانب آخر؛ عرج وهبي في معرض كلمته التوجيهية للحديث عن كلفة اختيار حزب الجرار المشاركة في الحكومة الحالية بقوله :”إن دخول حزبنا للحكومة، وقبوله تحمل المسؤولية في ظرفية صعبة كان محط نقد لبعض الأصوات التي تعاني من ضعف شديد في الثقافة الديمقراطية، ورأت في دخولنا الحكومة سلوكا غير منسجم مع تصورنا الديمقراطي الذي اشتغلنا به عندما كنا حزبا معارضا للحكومات السابقة”.

وزاد قائلا:” إن الأصوات التي تنتقد دخولنا في التحالف الحكومي وتذكرنا بمواقفنا حين كنا حزبا معارضا للحكومة السابقة، لم يسبق لها أن كانت أصواتا مؤيدة لنا أو مناصرة لمواقعنا آنذاك، فإذا كانت مواقفنا المعارضة بالأمس تنال إعجاب هذه الأصوات فلماذا لم نسمع بالأمس مساندتها لنا؟”.

وتابع السيد الأمين العام لحزب الجرار حديثه عن حيثيات المشاركة في حكومة اقتراع الثامن من شتنبر :”إن الدخول أو الخروج من الحكومة في حياة سياسية ديمقراطية كالتي نعيش في المغرب، أمر مرهون بصناديق الاقتراع وبالقرار الشعبي الديمقراطي الذي تفرزه هذه الأخيرة”، مضيفا في نفس الشأن :” عندما شرفنا المواطن بالمرتبة الثانية الهامة في نتائج الانتخابات الأخيرة، فإنه منحنا شرعية تأشيرة الدخول للحكومة، وترجمة برنامجنا الانتخابي إلى قرارات سياسية تخدم مصالحه”. كما أكد وهبي بأن الديمقراطي لا يسمع سوى لصوت شعبه الذي يخرج من صناديق الاقتراع، لأن الانتخابات في المجتمعات الديمقراطية هي التي تصنع الوقائع السياسية وتملأ المؤسسات، وما دون ذلك فإنه لا يحدث سوى تفاصيل وسجالات سياسوية لا يأبه بها التاريخ.

ودافع وهبي عن وصف الحكومة الحالية بأنها “حكومة الإصلاحات الاجتماعية الكبرى”، وذلك باعتباره أن هذا الوصف لا يتضمن أية مبالغة أو مزايدات، مفيدا :”إنما نريد أن نشير إلى السيرورة الإصلاحية التي دشنتها هذه الحكومة منذ توليها مقاعد المسؤولية”، معللا قوله :”صحيح أنه لم تجد بعد تحسينها الكامل على أرض الواقع لأنها تحتاج إلى بناء قانوني ومؤسساتي وتنظيمي يستغرق وقتا كي يشيد، وهذا ما تستغله بعض الأصوات هنا وهناك في قنوات التواصل الاجتماعي، ملوحة بأن المغاربة لم يروا أي إصلاح في واقعهم المعيشي اليومي”.

كما أكد وهبي أن استعجال الحكومة لإظهار إصلاحاتها الاقتصادية والاجتماعية في ظرفية لازالت تعرف مواجهة تداعيات اقتصادية ومالية للحرب ضد كوفيد 19 من جهة، ويعاني فيها الاقتصاد الوطني من انعكاسات الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الأولية والأساسية من جراء الحرب في أوكرانيا من جهة أخرى،
(استعجال ذلك) وتوظيفه ينم عن موقف هدفه الوحيد خلق غموض في أذهان المواطنات والمواطنين حول السياسة في بلادنا، مما يزيد من تقوية ثقافة الشك والريبة إزاء المؤسسات الوطنية.

وفي سياق متصل باستغلال بعض المشوشين على صفحات بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وصفه وهبي بقوله: “إنها الثقافة التي نعتبرها عائقا أساسيا أمام التطور الديمقراطي الذي ينشده المغاربة، فالضجيج التشكيكي الذي يروجه البعض في وسائل التواصل الاجتماعي حول العمل الحكومي، لا يمكن أن يخفي حقيقة الواقع الذي نعيشه بمكتسبات متميزة ومهمة”.

خديجة الرحالي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.