دوري الفنيدق الرمضاني لكرة القدم يحقق نجاحا غير مسبوق ويؤكد نضج التجربة الرياضية المحلية
تحولت القاعة المغطاة بمدينة الفنيدق خلال شهر رمضان إلى قلب نابض بالحماس الرياضي والاحتفالية الجماعية، بعد النجاح الكبير الذي عرفته النسخة الأخيرة من الدوري الرمضاني لكرة القدم داخل القاعة، وهي تظاهرة شبابية محلية أثبتت عاما بعد آخر أنها أكثر من مجرد بطولة موسمية، بل لحظة مجتمعية متكاملة تجمع بين الرياضة، الانتماء، والفرجة.
ومنذ اليوم الأول، بدت المؤشرات واضحة: إقبال جماهيري غير مسبوق، مشاركة واسعة من فرق الأحياء، تغطية إعلامية متواصلة، وتنظيم دقيق خلق أجواء أقرب إلى ما تشهده البطولات الاحترافية.
فالقاعة امتلأت عن آخرها في كل سهرة، والحضور كان مزيجا بين الأسر، الأطفال، شباب المدينة، ومشجعين قدموا من مختلف الأحياء لمساندة فرقهم.
وشهد مشاركة 32 فريقا، من بينهم “أمل رأس لوطا”، “سيدي بوغابة”، “نادي الرياضي عليين”، “أمل الرايس نوتا”، وفرق أخرى بصمت على أداء متميز طيلة أطوار المسابقة، وأظهرت مهارات فنية عالية، وانضباطا تكتيكيا فاجأ الكثيرين، خاصة في أدوار الربع والنصف، حيث بلغت المنافسة ذروتها، وشهدت بعض المباريات حسما عبر ركلات الترجيح وسط تشويق كبير.
وقد كانت الفرق المحلية في قلب هذا النجاح، ليس فقط بنتائجها، بل بأسلوب لعبها الجماعي وروحها الرياضية العالية.
أغلب المباريات دارت في أجواء من الاحترام والندية، وقلما سجلت احتجاجات أو سلوكات خارجة عن الروح الرياضية، وهو ما يحسب للمنظمين والأطر التحكيمية على حد سواء.
ورغم مشاركة فرق زائرة من مناطق مجاورة، من بينها فريق “Sebta City” الممثل لمدينة سبتة المحتلة، فإن السيطرة التقنية كانت لصالح الفرق المحلية، التي فرضت نفسها في المراحل المتقدمة، وكانت قريبة من التتويج في أكثر من مناسبة.
وجمعت المباراة النهائية فريق “Sebta City” بفريق “Jogadores”، وانتهت بتفوق الأول عبر ركلات الترجيح، بعد لقاء مشحون طغت عليه الحسابات الدفاعية.
غير أن النجاح الأهم كان خارج رقعة الملعب: التنظيم نال إشادة واسعة، بدءا من البرمجة الدقيقة للمباريات، مرورا بتجهيز القاعة وتأمينها، وصولا إلى جودة التواصل مع الفرق والجمهور.
فالبث المباشر عبر الفيسبوك منح المتابعة بعدا رقميا تجاوز حدود الفنيدق، وفتح المجال لأبناء الجالية بالخارج لتتبع أجواء البطولة بتفاعل كبير.
محمد العربي المرابط، النائب البرلماني عن دائرة المضيق الفنيدق، والنائب الأول لرئيس جماعة مرتيل، الذي واكب هذه الفعالية الرياضية مننذ بدايتها، أكد أن “هذا الدوري الرمضاني لم يكن مجرد بطولة رياضية، بل تجسيد فعلي لقيمة العمل الجماعي وروح الانتماء”، منوها بالتنظيم الاحترافي والتفاعل الجماهري والمواهب الشبابية الواعدة.
وأضاف السيد المرابط في تصريح للبوابة الرسمية لحزب الأصالة والمعاصرة PAM.Ma، ان هذا الحدث الرياضي الذي احتضنتته الفنيدق طيلة رمضان، هو رسالة واضحة مفادها أن الاستثمار في الرياضة المحلية ليس ترفا، بل ضرورة تنموية ومجتمعية.
وناشد المرابط كل المتدخلين، من سلطات ومنتخبين، أن يدعموا مثل هذه المبادرات، وأن “نعمل معا من أجل توفير بنيات تحتية ومواكبة مستمرة لهؤلاء الشباب الذين يصنعون الأمل في صمت”.
المرابط دعا أيضا إلى تثمين هذا المجهود الجماعي، وتحويله إلى مشروع تنموي مستمر، يقوم على تطوير البنيات التحتية، دعم الجمعيات الرياضية، وإشراك الشباب في صياغة البرامج المستقبلية.
وهكذا فإن الدوري الرمضاني للفنيدق، بنسخته الأخيرة، لم يكن مجرد فائز بكأس، بل عنوانا لنجاح جماعي صنعته المدينة بأحيائها، بشبابها، بجمهورها، وبكل من آمن أن الرياضة قادرة على أن تصنع الفرق في زمن التوترات والهشاشة.
وبين تمريرة وأخرى، وهتاف وآخر، أثبتت المدينة أنها تستحق أن تكون نموذجا لمدن تبدع بهدوء، وتحتفل بإرثها، وتصنع من الرياضة رافعة للكرامة والانتماء.
وفي ختام الدوري أشرف المرابط، إلى جانب رئيس مجلس عمالة المضيق- الفنيدق أحمد حلحول، ورئيس مجلس بليونش مصطفى الشعيري الكامل، وعدد من المسؤولين والمنتخبين، على توزيع الكؤوس والأذرع التذكارية على الفرق المتوجة وهداف الدوري وأحسن حارس.
كم سلم السيد المرابط بمبادرة شخصية منه جوائز (شاشات بلازما، دراجات رياضية، وكرات قدم) للفائزين من الجمهور الحاضر.
الفنيدق- مراد بنعلي