روبورطاج : هكذا اختارت جمـاعة السهول الفروسيـة للاحتفال بعيد العرش المجيد

0 342

“سربة تابعة سربة” شعار عملت جماعة السهول على تنزيله على أرض الواقع ب”المحرك” الرئيسي للجماعة، في مهرجانها السنوي للفروسية، الذي انطلقت فعاليته أول أمس الخميس.

إذ حطت أكثر من خمسين سربة وأزيد من 650 مقدم سربة وفارس، خيامها بمهرجان السهول رغبة منهم في مشاركة الجماعة شرف السبق في احتفالاتها بذكرى عيد العرش المجيد، التي باتت على الأبواب، يقول رئيس مجلس الجماعة العربي الرويش مضيفا في حديثه للبوابة الرسمية بام. ما أن جماعته لا تدخر جهدا في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، الذي حق للمغاربة الافتخار به بين الأمــم.

في التفاصيل، تحولت منطقة السهول نهاية الأسبوع الجاري إلى محج للعديد من ساكنة جهة الرباط سلا للقنيطرة، بعد تحولها إلى عاصمة للفرس، حيث مختلف أنواع “الفنتازيا” باللباس التقليدي المغربي، الضاربة جذوره في التاريخ.

الاستقبال الرسمي لضيوف المهرجان شهد حضور الأمينة الجهوية للحزب بجهة الرباط – سلا-القنيطرة سلمى بنزوبير؛ وعدد من رؤساء وأعضاء مجالس الجماعات الترابية عامر وبوقنادل وأحصين.

واستشهد الرويش على ما تحظى به الفروسية من اهتمام في دائرته بوقوفه عند ما أسماه عملية تسليم المشعل من الجيل الرائد إلى الجيل الحالي، مضيفا أن حب الفرس شيء يتوارثه الخلف عن السلف، وهو ما يجب على الجميع الانتباه إليه والاشتغال عليه، تيسيرا لعملية الانتقال هاته، وتكريسا لحفظ الموروث الثقافي للمغاربة.

“حتى النسوة ابتلين بحب الفرس” يقول الرويش مضيفا في ذات الحديث المختصر الذي خص به بام.ما، أنه يجري التفكير في تمكين بنات المنطقة، المتيمات بالفرس، من المشاركة في اللعب بالخيل على تراب جماعة السهول، لتكتمل مشاركة المرأة في هذا العرس.

أما عن التنظيم المحكم والناجح لفعاليات مهرجان السهول، فيرجع لعدة عوامل، أهمها الاستعداد الجماعي والمبكر للحدث، حيث عقد رئيس مجلس جماعة السهول أكثر من لقاء تشاوري مع فرسان المنطقة، وجرت الاستشارة بين الجميع حول كل كبيرة وصغيرة، وهو ما انعكس في النتيجة على سلاسة الولوج إلى ساحة الفرجة للجميع.

في جنبات المحرك، اصطفت خيام الضيافة بشكل هندسي بديع، وتحت أسقفها المزركشة بألوان ورسوم تراثية، يتم استقبال الوافدين، بترحاب قل نظيره في هكذا مناسبات، إذ فضلا عن الحماية من أشعة الشمس، لا يفتأ الشباب المكلفون بالترحاب عن توزيع الحلوى والشاي على الجميع، وهو ما كان له الأثر الإيجابي على محيا الزوار عامة والسياح الأجانب على وجه الخصوص، إذ تقاسمت ثلة من هؤلاء السياح، كراسي الفرجة مع ضيوف المهرجان، وتفاعلت هي الأخرى مع غبار ودخان “الحرْكات” المختلفة.

أما عن حركة الخيول والفرسان، فقد برع المنظمون في تقسيم “المحرك” إلى ما يشبه مضمارين متوازيين، يضمنان تمكين صُربتين معا من اللعب واستعراض مهارتيهما في الآن ذاته، فما إن تتزين سماء المحرك بغبار “الخيالة” وزغاريد النساء، تشجيعا منهن لحَرْكة ما، حتى يعلو دخان البارود في الجهة الأخرى، وهو ما يعني الاستمرارية في تقديم الفرجة للجمهور دون انقطاع، حيث جرت العادة في المواسم الكلاسيكية على هدر وقت ليس باليسير في الفترة الفاصلة بين نهاية حرْكة وبداية أخرى.

بقيت الإشارة إلى أن الغابة المجاورة لجماعة السهول تحولت إلى ما يشبه المخيم لعديد الأسر التي حجت للمكان وتوزع أفرادها بين من يتابع جولات الفروسية، ومن اختار التبضع من سوق الخضر والملابس الموازي للمهرجان، في حين آثر البعض طبخ “الطاجين” والشاي بحطب الغابة، في جلسة شبه عائلية بين الجميع، تحول معها مهرجان السهول إلى ما يشبه عرسا جماعيا للمنطقة.

يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.