صندوق الاستثمار الاستراتيجي..شكرا جلالة الملك

0 1٬023

لطالما كان خطاب العرش المجيد خارطة طريق للمغرب، ومناسبة يضع جلالة الملك يده على مكامن الداء في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المغرب ويجد الحلول الناجعة.

خطاب العرش الـ 21، تعالى بحكمته المعهودة، على الفاعل السياسي والحكومي، واقترح البدائل تصوغ مستقبل المغرب في السنوات القادمة، لاسيما في الشق الاقتصادي الذي تأثر بجائحة كورونا وتراجع، خلال ما أمر به الملك محمد السادس من إنشاء لصندوق استثمار استراتيجي.

جلالة الملك في خطاب العرض، أجاب عن مجموعة من التساؤلات التي كانت تؤرق المغاربة خلال ثلاثة أشهر من الحجر الصحي، حينما آثر الملك محمد السادس شعبه على الاقتصاد، وأمر بحزمة من التدابير من خلال صندوق تدبير جائحة كورونا، وغيرها من التدابير التي حفظت العباد والبلاد وصارت مثالا يُحتذى به في العالم، مكنتنا من تجنب الأسوء خلال جائحة كورونا التي أوقفت مسيرة أقوى الاقتصاديات في العالم وأصابت العالم بالشلل الاقتصادي والمالي.

جلالة الملك محمد السادس، تدخل بحنكته وحسن تدبيره، وأمر بإنشاء صندوق الاستثمار الاستراتيجي، وأمر بتخصيص 120 مليار درهم لضخها في الاقتصاد الوطني، من أجل إنعاشه وتفادي تراكم الأزمة ووصول البلاد إلى ما لا يحمد عقباه لا قدر الله، برؤية متبصرة وبعيدة المدى، لاشك أنها ستكون صمام أمان للاقتصاد الوطني من حيث المحافظة على مناصب الشغل وعلى استمرار خلق القيمة المضافة.

بعدما كان تدبير الحكومة مرحليا للأزمة، من خلال لجنة اليقظة الاقتصادية، أجاب الملك محمد السادس على سؤال المستقبل: كيف سيدبر المغرب الأزمة في القادم من السنوات، واهتدى ببصيرته المتوقدة إلى صندوق الاستثمار الاستراتيجي.

لقد وضعنا الملك محمد السادس مجددا على الطريق، كما يفعل دائما، من خلال صندوق الاستثمار الاستراتيجي، وأجاب على سؤال حارق قض مضجع العامل البسيط حول مستقبل وظيفته، ومضجع الفاعل الاقتصادي الذي بدأ يتخوف من ملامح كساد محتمل من الممكن أن يصيب بعض القطاعات.

لغة الأرقام كانت تتحدث وفقا لوزارة المالية وإصلاح الإدارة عن خسارة مليار درهم عن كل يوم في الحجر الصحي، ما كبد الاقتصاد الوطني خسائر قدرتها الوزارة مابين 5 و 7 نقاط من نمو الناتج الوطني الإجمالي.

دور الفاعل السياسي والاقتصادي المغربي الذي كان ينتقد الحكومة لغياب الرؤيا المستقبلية لتدبير الحكومة لأزمة كوفيد-19، بدأ يتضح، بعدما رسم الملك محمد السادس نصره الله معالم الغد، سيتم ضخ 120 مليار درهم في الاقتصاد الوطني، لكن يجب أن يستغل الفاعل السياسي والحكومي والفاعل الاقتصادي في القطاع الخاص الفرصة الذهبية التي منحها لنا جلالة الملك، من أجل البحث عن القطاعات الواعدة التي يمكن أن تحقق الإقلاع الاقتصادي المنشود الذي ارتضاه الملك محمد السادس، وهي في نظري المتواضع فرصة لن يجود الزمان بمثلها، من خلال استغلال هذه الأزمة العابرة وتحويلها إلى انطلاقة قوية للاقتصاد المغربي.

لد أثبت أزمة كوفيد-19 بالمغرب، أن قطاعات واعدة يمكن الاستثمار فيها، كقطاع اللوجيستيك والمواد الغذائية ، بعدما نجحت الشركات المغربية في إيصال الأغذية للمغاربة زمن الحجر الصحي، كما ظهرت أيضا ضرورة الاستثمار في القطاع الصحي والصيدلي، ناهيك عن الصناعات الإلكترونية، ورقمنة الإدارة والتجارة الإلكترونية وغيرها من القطاعات التي يمكن أن تخلق الثروة والقيمة المضافة في مغرب ما بعد كورونا، وتخلق بالطبع مناصب الشغل.

صندوق الاستثمار الاستراتيجي فرصة يجب أن ننخرط فيها جميعا، من أجل مغرب الغد ومستقبل الأجيال القادمة، فشكرا جلالة الملك.

أنيس إبن القاضي
الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة جهة درعة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.