فاطمة الزهراء المنصوري.. ضمير البام
بعدما أصبح عبد اللطيف وهبي أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، اكتسبت فاطمة الزهراء المنصوري سمعة طيبة تجلت في إعادة انتخابها رئيسا للمجلس الوطني للحزب. كيف لا وهي المرأة الحديدية التي استطاعت أن تجتاز أزمة الحزب بسلاسة وبدون اصطدامات محققة الإجماع.
بورتريه خاص أنجزه موقع ”360”، بالصيغة الفرنسية.
”ضمير حزب الأصالة والمعاصرة ”
بعيدا عن التطورات العاصفة التي عاشتها بعد فترات المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، وانتخاب المحامي عبد اللطيف وهبي أمينا عاما للحزب، برزت امرأة في العناوين الكبرى للجرائد والمواقع الإخبارية دون أن تسعى لكي تسلط عليها الأضواء. وجلست وعيونها قد رسم عليها ملامح التعب والإرهاق ، بجانب وهبي ، الذي بلتفت إليها من حين لآخر وهو يتلفظ باسمها “فاطمة الزهراء ، فاطمة الزهراء” أكثر من مرة.
“فاطمة الزهراء المنصوري ضمير حزب الأصالة والمعاصرة” ، كما يحب الأمين العام الجديد للحزب تسميتها، في حين ظلت المنصوري صامتة ولم تنجذب لأضواء المصورين والكاميرات والميكروفونات.
في يوم الأحد 9 فبراير في حوالي الساعة 5 مساءً ، أتمَ المؤتمر أشغاله وأنهى فترة طويلة من الصراع. وبمجرد أن أعلن عن انتهاء أشغال المؤتمر وأمام جموع المؤتمرين، جاء زميلها المهدي بن سعيد لتهنئتها أمام كوكبة من الصحفيين.
أجابت فاطمة زهرة المنصوري على أسئلة وسائل الإعلام ثم اختفت ، مقتنعة بلا شك بأنها أنجزت مهمتها بنجاح أو إلى حد ما. خاصة وأنه أعيد تعيينها رئيسًا للمجلس الوطني للحزب دون أن تواجه أي معارضة حقيقية. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن فاطمة الزهراء المنصوري تمكنت على مدار الأشهر الماضية من الحفاظ على تماسك برلمان الحزب. كانت ولازالت مناضلة مخلصة لمدرسة حزب الأصالة والمعاصرة، وقد دخلت المشهد السياسي قبل أحد عشر عامًا، عندما فاجأت حلفائها وخصومها بأن أصبحت أول امرأة تعتلي منصب العمودية (مراكش) في تاريخ المغرب.
”ابنة الشعب ”
هذه المناضلة البامية تنتمي إلى عائلة أرستقراطية ، لكنها في النهاية تظل “ابنة الشعب” التي تتميز بعفويتها و بروح الدعابة، ويفيد أحد المقربين من دائرة معارفها: ” إنها إمرأة مغربية ”قحة” ولديها ثقافة عامة وواسعة وذات حدس سياسي حاد..”. وقد مكنتها هذه الصفات من البقاء على رأس برلمان الحزب منذ عام 2016 وإيجاد توليفة للتعامل مع ثلاثة أمناء عامين ، وهم إلياس العماري ، حكيم بنشماش ، والقادم الجديد عبد اللطيف وهبي. البعض حاول إقناعها بأن تكون مرشحة لمنصب الأمين العام ، لكنها رفضت.
كما أنها لم تكن لها الرغبة في الترشح من جديد لشغل ذات المنصب لولا إصرار عبد اللطيف وهبي ومهدي بن سعيد وصلاح أبو غالي. هذا مع العلم أنها رفضت في السابق الترشح وكيلة للائحة الوطنية للنساء في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إذ كان بإمكانها ان تحجز مقعدها البرلماني بسهولة، لكن فاطمة الزهراء فضلت آنذاك، بصفتها عمدة لمدينة مراكش، أن تواجه منافسيها السياسيين وتكسب ثقة المواطنين في دائرتها الانتخابية، وتظفر بمقعدها كنائبة داخل قبة البرلمان المغربي
.
”إمرأة حديدية”
من جهته، لا يبخل الأمين العام الجديد، عبد اللطيف وهبي، في تقديم الإطراء و الثناء على المرأة التي ساندته: “فاطمة الزهراء هي ضمير الحزب. إنها تعمل دائمًا بجد، هي إمرأة صادقة وشجاعة، بل وحازمة عندما تدافع عن مبادئها. إنها سيدة حديدية تعرف كيف تجمع بين الحزم وأحاسيسها الإنسانية العميقة”.
تنقسم حياتها بين تعليم أطفالها ونشاطها داخل الحزب الذي تكرس له الجسد والروح. ”فاطمة الزهراء هي حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الأصالة والمعاصرة هو فاطمة الزهراء ” يقول عبد اللطيف وهبي، كما أنه يعول كثيراً على مساهمتها كرئيسة للمجلس الوطني لحزب الجرار لأجل إعادة الحزب إلى هالته السابقة.
وتبقى فاطمة الزهراء المنصوري القيادية النسائية في صفوف البام التي يحترمها العديد من القادة والمناضلين ويشعرون بالامتنان لها لأنها لعبت دور رجل الإطفاء في أصعب لحظات الأزمة التي كادت أن تدفع بحزب الأصالة والمعاصرة إلى الإنقسام.
-ترجمة وبتصرف- يوسف العمادي