في كل مناسبة عفو كريم ولكل عفو دلالة
بقلم: قلوب فيطح*
ما فتئنا نعيش نشوة الفخر والإعتزاز بمناسبة اليوبيل الفضي ونستحضر المكاسب والمنجزات التي تحققت طوال خمسة وعشرون سنة؛ إن على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنموي دون أن ننسى الدبلوماسية الخارجية والتي أسهمت تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده؛ في ترسيخ الوحدة الترابية لبلادنا وتكريس عدالة قضيتنا الوطنية ونجني ثمار البرامج الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية بفضل حكمة وحنكة ملك كان له الفضل في بناء مغرب التقدم والكرامة مغرب التمكين والريادة مغرب الرقي والسيادة، وفاء لنهج أبيه جلالة المغفور له الحسن الثاني وجده محمد الخامس طيب الله ثراهما والتي واكبتها فرحة عارمة من جميع مكونات الشعب المغربي بالعفو الملكي السامي عما يناهز 2476 مدانا في قضايا مختلفة من بينهم صحفيون ومدونون في قضايا الرأي العام ومستفيدون من برنامج مصالحة في إلتفاتة سامية ورسالة ملكية مفادها تعزيز الخيار الديمقراطي الحقوقي لبلادنا وترسيخ دولة الحق والقانون والمؤسسات وتوجه المملكة الشريفة نحو ديمقراطية إجتماعية قوامها الكرامة والحرية؛ مما يعكس بجلاء الروح الإنسانية العالية لأب رحيم بأبناءه متجاوز لأخطاءهم عفو عن زلاتهم مما يزيد جلالته رفعة وسموا وعزا بين الأمم وحبا وولاء من رعاياه الأوفياء.
واليوم ونحن نستحضر مناسبة غالية على قلوب جميع المغاربة ملكا وشعبا ونستحضر قيم التضحية والوفاء بين ملك وشعب والتي أسست لدولة الحق والقانون والمؤسسات لإنخراط الملك والشعب في مسيرة الجهاد الأكبر وبناء مغرب اليوم.
وبفيض من مشاعر الفخر والإعتزاز استقبل سكان الريف والمناطق الشمالية ونحن معهم بشرى إطلاق سراح المعتقلين والعفو عن المدانين وكذا المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي في مبادرة إنسانية وإلتفاتة مولوية سامية في حق أبناء الريف والمناطق الشمالية، حيث أسبغ مولانا وسيدنا دام له النصر والتمكين عفوه المولوي السامي على 4831 شخصا من بينهم 800 إمرأة مما سينهي لا محالة معاناة الآلاف من الأسر التي ظلت إلى وقت قريب تعاني الأمرين نتيجة المتابعات القضائية والغرامات المالية وويلات المساطر المرجعية والشكايات الكيدية؛ بل الأكثر من ذلك إن هذا العطف المولوي التاريخي سيسهم في انبعاث جديد وتطعيم بجرعات من الأمل لأسر هشة كتب لها أن تحيى في تلك المناطق (المعنية بزراعة الكيف) كما أنه يدشن لمرحلة اقتصادية جديدة هدفها إدماج مزارعي القنب الهندي في محيطهم الإجتماعي والإسهام في تنمية اقتصادية لمناطقهم عبر أنشطة مدرة للدخل في إطار قانوني مشروع عوض استغلالهم من طرف تجار المخدرات؛ وهو ما فتئنا بحزب الأصالة والمعاصرة نطالب به منذ التأسيس واعتبرناه من الملفات الإجتماعية الحارقة التي تستوجب الإطار القانوني والحلول المناسبة والمصالحة الشاملة.
ولازال باب العفو مفتوحا وحبل الرحمة لا ينقطع أبدا وبمناسبة ذكرى عيد الشباب المجيد والذي يصادف يومه 21 غشت؛ يتواصل العطف الملكي السامي حيث أصدر جلالته عفوا عن 708 شخصا منهم المعتقلون والموجودون في حالة سراح.
ويبقى العفو الملكي الملاذ الوحيد لكل من أحكمت الحياة قبضتها علية وغلقت الأبواب في وجهه وأملا لكل مدان ومعتقل متى توفرت شروطه
سنحيا بالأمل والعمل لأجل وطن يتسع للجميع.
حفظ الله سيدنا و مولانا المنصور بالله وأبقاه ذخرا وملاذا للأمة ومنبعا للرحمة والرأفة.
*عضو الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة
21 غشت 2024