كيف حركت مبادرة “جيل 2030 ” ركود النقاش العمومي .

0 210

لا يختلف إثنان أن النقاش العمومي في المغرب عاش خلال الفترة الأخيرة ركودا وفترة سبات غير طبيعية، بل وسيطرت على منصاته خصوصا في الفضاء الرقمي أصوات تروج التفاهات والمغالطات وتقتات من مخلفات وموارد مواقع التواصل الإجتماعي التي أصبحت مرتعا لصناع محتوى يتعاملون مع متابيعهم ومشاهديهم كأرقام لتصبح في آخر الشهر مداخيل من دراهم معدودات أو ملايين مع مرور الوقت والزمن. فأصبحت الأولية لديهم تتلخص إنتاج أي شئ قابل للاستهلاك وفقط وليس بناء أفكار قابلة للنقاش تكون رافعة نحو الإجابة على الإشكاليات الكبرى والتحديات الراهنة والمستقبلية.

في هذا السياق رمى حزب الأصالة والمعاصرة، فجأة وفي غفلة من باقي الفاعلين، بحجره في البركة الآسنة وحرك مياه النقاش العمومي الراكدة، بل وجعل الشباب المغربي أهم قنواتها عبر مت يحملونه من أمل ورغبة جامحة في الإبداع وتفريغ طاقاتهم لإيصال أفكارهم إلى حقل الفاعلين والسياسيين والمسؤولين والمساهمة في بناء المستقبل.

ففي الوقت الذي ألف فيه شباب باقي الأحزاب نهج ثقافة الشيخ والمريد أو علاقة المستخدم و المشغل عبر ممارسة هواية التطبيل أو الهجوم الإلكتروني الأعمى في عصر التحول الرقمي، أعطى حزب الأصالة والمعاصرة الفرصة والمبادرة بواقعية لهذه الفئة من المجتمع بأفق مرتبط بتحديات العام 2030، هذا الموعد المرتبط بعدة إستحقاقات تنموية وأحداث ستكون لها آثار مفصلية قد تفضي لتغيير موقع ومسار المملكة في عالم متغير ومشرف على تحديات تستوجب التوظيف الصحيح لكل الطاقات والكفاءات والإستثمار في الرأس المال البشري ومواكبة التقدم التكنولوجي ودينامية الثورة الصناعية وجيل Z.

إن هذه المبادرة في حقل حزبي دخل مرحلة الشيخوخة ويحتاج لرجة، يجسد إرادة سياسية عبر قيادة الحزب الثلاثية والتي تمثل بدورها هذا التوجه العملي نحو التشبيب في القيادة والقواعد مع إنتاج قطيعة مع ديناصورات السياسة كي لا نقول تماسيحها وعفاريتها، هاته المفاهيم التي أنتجها سياق سياسي معلوم كان مساهما بشكل أو بآخر في ما وصلنا إليه اليوم.

إنها لحظة تغيير مهمة ونحن على دنو من الاستحقاقات السياسية والإنتخابية عبر هذه المبادرة ستكون كاشفة لواقع النقاش العمومي ودور الأحزاب و بالتالي هي محفز لباقي الفاعلين على المبادرة نحو أولويات المرحلة في مجالات التشغيل والنمو الإقتصادي وإدماج الشباب في بنيات الإنتاج المتقدمة، عبر إبداع لأفكار متجددة وتأسيس لأرضية صلبة تستوعب ما نحن بصدده من إستحقاقات “مغرب 2030” والتي يجب مواكبتها بجيل من الشباب القادر على تحقيق النتائج المرجوة إقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

محسن الجعفري،
باحث ومختص في الإقتصاد السياسي وتدبير المقاولات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.