لا تُرمَى بالأحجار إلاَّ الشجَرة المُثمرة. !

0 844

بقلم: عبد السلام شركوك- عضو المجلس لحزب الأصالة والمعاصرة

لست ممن يرهب نقد الاَخرين حين أَكْتُبُ ما يخالف تنميط العقول ويهدم الظنون.

وَلَعَلَّ الدواعي الموضوعية لهذا المقال مُرْتَبِطة بسلسلة منتظمة من الخرجات غير المفهومة، قد تبدو في سياق تنسيقي مُسْبَقْ من بعض الفرقاء الحزبيين (وبالأخص من يصطفون قهرا في المعارضة)، بالإضافة إلى جزء من المتابعين للحياة العامة ببلادنا.

هي خرجات تَمُسُّ بالتحديد حزب الأصالة والمعاصرة، لا سيما عقب مشاركته الأولى في التدبير الحكومي (وكأن هذا الحزب خُلِقَ ليظل في المعارضة).

لنتفق أولا أنه وإن كان مبعث الكلام، هو الدفاع الموضوعي عن المشاركة الحكومية لحزب الأصالة والمعاصرة، فهذا لا يعني أن الحزب ووزراءه لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم، بل شأنهم شأن الخليقة، وكل مخلوق يصيب ويخطئ.

إن نقد الفعل العمومي في حد ذاته يعد سلوكا صحِّيا يَرْنُو أساساً لتنمية حس المواطنة والرفع من الوعي المجتمعي بقضاياه الآنية، إلا أن هذا النقد قد يكون معيبا إذا لم يكن نقدا موضوعيا ومقارنا فيما تصح فيه المقارنة، وعليه فإن حجم نقد “البام” ووزرائه، لا يتناسب مع ما يقال في كل الأحزاب، ولا يستحضر أيضا السياق السياسي والاجتماعي والحقوقي المرتبط بمشاركته الحكومية.

في الواقع لا يختلف اثنان أن المشهد السياسي الوطني في العشرية الأخيرة أضحى قاتما لحد ما (بأغلبيته ومعارضته)، بعد عقود من الفعالية الحزبية الجادة غداة استقلال البلاد، خاصة في سياق إسهام الأحزاب المغربية آنذاك في نشر الثقافة السياسية الهادفة، وتأطير المواطنات والمواطنين.

واليوم هناك شبه إجماع بين المغاربة أن الأحزاب لا تؤدي وظيفتها بالشكل المطلوب منها، لذا وجب على الفاعل الحزبي الاَن وقبل كل شيء أن يحاول إعادة المعنى للفعل الحزبي والسياسي، ولعمري هذا مبعث نشأة حزب الأصالة والمعاصرة من مؤسسيه، لكل ذلك ينبعث سؤال لدى مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، لماذا تركز بعض الأقلام والأفواه فقط على مكون سياسي (البام) في نسق يتفق كثير من الناس على “عقمه” الجماعي، دون غيره؟؟؟ ويخصونه بالتهجم والرَمْيِ بالباطل!!!؟؟؟ ويستهدفون وزراء البام في الحكومة بشكل يُحِيلُ نَظَرَ المتصف بالموضوعية إلى أن الأمر ممنهج من ذوي أرباب المصلحة؟.

وإحْقَاقاً للمنطق فلا جواب أو تفسير لما يَقَعْ، إلاَّ أن الباعث لذلك والسبب من وراءه بلا ريب هو دينامية حزب الأصالة والمعاصرة من خلال أفراده ومناضليه المؤمنين بخطه السياسي القائم على المنهج الإصلاحي Réformisme، في أي موقع كان (معارضة أو أغلبية)، فضلا عن أن نساء ورجال “البام” غالبا ما يتصدرون أقرانهم في الموقع السياسي الذين يتواجدون فيه على مستوى الأداء (العمل البرلماني نموذجا)، ولهذا لا يسعني إلا أن أقول: لا ترمى بالأحجار إلا الشجرة المثمرة…!

كما أود أن أوجه تحية لفئة من قراء هذا المقال ممن يحكمون عليه وعلى نظراءه بتفييئه ضمن زمرة التطبيل والنفاق ومحاباة الحزب. ولأولئك أقول ما العيب والضير والنقيصة في نصرة المرء لحزبه؟ أوليس من واجبات العمل الحزبي التآزر والتعاضد بين مكونات الحزب الواحد؟ فمن ثقافة إرساء القيم جَعْلُ التكاتف مسؤولية مشتركة وخلّاقة في العمل السياسي والحزبي بشرط الموضوعية وإحقاق ما يجب أن يحق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.