مبادرة جيل 2030، رهان تكريس الأمل وتعزيز الكرامة

0 234

أطلق حزب الأصالة والمعاصرة “مبادرة جيل 2030” في مستهل الشهر الجاري، والتي يتطلع من خلالها إلى مواكبة الرؤى الاستراتيجية لبلادنا في مختلف القطاعات في أفق 2030. وتمثل هذه المبادرة آلية عمل تضع الشباب في صلب مركزية العملية السياسية من خلال مقاربة شاملة، تجعل من التأطير المؤسساتي والتمكين الاقتصادي محاور أساسية في أفق تأهيلهم لأدوار اقتصادية واجتماعية، تنسجم والتحديات المقبلة عليها بلادنا، والمحطة التنظيمية الدولية التي نقبل عليها، بحظوة شرف الاستضافة المشتركة مع كل من اسبانيا والبرتغال للمونديال الكروي العالمي لسنة 2030، في سياق لا غنى فيه عن ربط المبادرة بالحدث.

واعتبارا لأهمية الشباب في المنظومة المجتمعية، والتي لا تقتصر على جانب منها، فقد نحا حزب الأصالة والمعاصرة نحو تقديم مبادرة منطلقها توفير فضاء للنقاش والتفاعل من وإلى الشباب، قوامه مناقشة مختلف القضايا ذات الصلة باحتياجات الشباب وتطلعاتهم وانتظاراتهم ومقترحاتهم، وهدفها تقييم السياسات العمومية وخاصة منها ما له صلة بالبرامج والمشاريع والأوراش الموجهة للشباب.

وتحقيقا لهذه الأهداف، تعتمد هذه المبادرة على منهجية تستند على رقمنة التواصل مع الشباب، وصولا إلى إنتاج رؤية متكاملة لما نريد أن نكون في مختلف المجالات، سواء كانت مرتبطة بمخرجات منظومة التربية والتعليم والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي، أو المتصلة بالتشغيل، وبصفة عامة بالولوج إلى مختلف الخدمات الأساسية. وهي الأهداف التي لا يمكن النظر إليها بمعزل عن المشروع السياسي للحزب وفي انسجام مع مبادئه ومرجعيته الفكرية والسياسية، بما يقتضي التوافق مع الدعامات الرئيسية التالية:

*الشباب وهوية “تامغرابيت”*

تشكل الهوية المغربية بمفهومها الشامل إحدى أهم دعامات التوجه الفكري والسياسي لحزب آثر في تسميته عنوانا “الأصالة” المرادفة للهوية والقيم والتراث مقترنة ب “المعاصرة” الهادفة للحداثة والعصرنة والتطوير. وتعزيزا للهوية المغربية الممتدة لأكثر من 12 قرنا من التفرد في إطار التنوع، تروم المبادرة الحزبية في بعدها الإستراتيجي إلى تقوية البناء المؤسساتي وتكريس خيار الديموقراطية التشاركية، في جو من التكامل بين القيادات والطاقات الشابة في مجموع التراب الوطني بمختلف تلاوينه الثقافية والاجتماعية، مما سيسهم في خلق تصورات وبرامج لمستقبل منطلقه الذات الجمعية المغربية، وتكريس نموذج مغربي للتنمية متوافق مع المجتمع المغربي.

وإذا كان رهان السياسات العمومية هو “ماذا نريد أن نكون؟”، فإن سؤال الهوية هو “من نحن؟”، سؤال على بساطته عميق الدلالة وكثير الامتدادات وكبير التحولات، إرث حضاري نستأمن على الحفاظ عليه وتطويره، وهو ما يقتضي تفاعل شباب اليوم في بناء مواطن الغد، ولعل “مبادرة جيل 2030″، تسهم في تجويد الرؤى.

*شباب الحزب شريك البناء والتطوير*

بنى حزب الأصالة والمعاصرة قلاع مجده على تجويد العمل السياسي وتشبيبه، وهو ما يستشف من الأدوار المنوطة بالشباب في التدبير الحزبي في جميع مستوياته، وهي الرؤية المتسقة مع النظام الأساسي للحزب، ولاسيما في مادته 23، والتي تقضي في بندها الأخير بألا تقل تمثيلية الشباب إناثا وذكورا عن الربع في جميع بنيات الحزب. مقتضيات تؤكدها المادة 134 وما يليها من النظام الأساسي للحزب التي تولي أهمية ل “منظمة شباب الأصالة والمعاصرة”. وتأثير هذا التوجه على التشبيب العالي لأطر الحزب وكفاءاته الذي انعكس على أعلى مستويات القيادة الحزبية.

*الرقمنة وآفاق التطوير*

لا غلو إن قلنا أننا نعيش عصر الثورة التكنولوجية والتي تجعلنا شهود تحولات كبيرة ومتسارعة تنعكس على مختلف مناحي الحياة، ومن بينها العمل الحزبي، وفي هذا الصدد جاءت “مبادرة جيل 2030” لمجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية ، مستفيدة عمليا من الرقمنة، التي أتاحت توفير منصة الكترونية للإنصات للشباب، وخلق التفاعل مع اهتماماتهم وأهدافهم وأحلامهم وانتظاراتهم واقتراحاتهم، مع تأمين مواكبة لهذه الأفكار في أفق العمل على تنزيلها. كما لا يقتصر الموضوع على الاستفادة من الرقمنة إجرائيا، ولكن لا غنى عن الانفتاح على النقاش حول اتصال وتأثير الرقمنة موضوعيا، والممتد لمختلف القضايا والفئات المجتمعية.

*ذة. نوال اليتيم*
*عضو المجلس الوطني للحزب*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.