مبادرة 2030: هل تكون مدخلًا لإصلاح الرياضة وتمكين الشباب من التسيير ؟

0 317

مبادرة 2030 التي أطلقها شباب حزب الأصالة والمعاصرة لا يمكن قراءتها فقط كمبادرة تنظيمية داخل حزب سياسي، بل كإشارة إلى تحرك طال انتظاره لإعادة بناء الثقة بين الشباب والسياسات العمومية، وخاصة في المجالات التي ما زال الشباب فيها مهمّشين، وعلى رأسها المجال الرياضي.

الرياضة المغربية تعج بالكفاءات الشابة، سواء كلاعبين، أو مدربين، أو إداريين. غير أن هذه الطاقات تظل خارج دوائر القرار داخل الأندية ومراكز التكوين. المؤسف أن التسيير الرياضي في المغرب ما زال حكرًا على فئة معينة، تعيد إنتاج نفسها، وتحجب الفرصة عن الطاقات الجديدة. أما النساء، فرغم حضورهن المتزايد في الميادين الرياضية، فإنهن لا يزلن غائبات تقريبًا عن مواقع القرار والتسيير.

هنا يمكن لمبادرة 2030 أن تلعب دورًا حقيقيًا، لا فقط كمنصة للنقاش، بل كرافعة للتغيير العملي، من خلال الدعوة إلى إعادة هيكلة إدارة الأندية وضمان تمثيلية حقيقية للشباب والنساء، ليس كمجرد أدوات تنفيذ، بل كفاعلين ومؤثرين في القرارات.

أكثر من ذلك، لا بد من فتح نقاش صريح حول حرية التعبير داخل الأندية. لماذا يُمنع اللاعبون من الحديث عن مشاكلهم؟ ولماذا يُنظر إلى أي رأي ناقد على أنه تمرد أو تهديد للعقد؟ اللاعب اليوم، عوض أن يكون جزءًا من مشروع تطوير الفريق، يُجبر على الصمت خوفًا على لقمة عيشه ومستقبله الاحترافي. وهذا لا يُضعف فقط الفريق، بل يُفرغ الرياضة من روحها.

الخلل لا يقتصر على اللاعبين فقط، بل يمتد إلى العاملين والموظفين داخل الأندية، الذين يشتغلون غالبًا في ظروف هشّة، ودون حقوق اجتماعية واضحة. التأمين محدود، والتغطية الصحية غائبة، والحقوق النقابية غائبة تمامًا.

هذا الوضع غير المقبول، يجعلنا نطرح السؤال بمرارة: هل واكب التقدم الرياضي الذي أحرزه المغرب، خاصة في كرة القدم، تحسينًا فعليًا في أوضاع العاملين في القطاع؟ الجواب الواقعي هو: لا. فما نراه على أرضية الملاعب لا يعكس بالضرورة ما يعيشه اللاعبون والإداريون وراء الكواليس.

ولذلك، إذا كانت لمبادرة 2030 أن تصنع الفارق، فعليها أن ترفع سقف المطالب، وأن تدفع في اتجاه إصلاح المنظومة من الداخل، من خلال:

1. تمكين الشباب من مواقع القرار داخل الأندية.

2. فتح المجال أمام النساء لممارسة أدوار قيادية حقيقية.

3. حماية حرية التعبير للاعبين وضمان حقهم في التعبير دون خوف.

4. تحسين أوضاع الموظفين والعاملين في الأندية إداريًا واجتماعيًا.

5. فرض الشفافية والنزاهة في التسيير الرياضي.

الكرة اليوم في ملعب أصحاب المبادرة. هل يملكون الجرأة لطرح هذه الأسئلة؟ وهل سيذهبون بعيدًا في الدفاع عن حقوق الشباب داخل الأندية، أم أن المبادرة ستُختزل، كما غيرها، في بيانات وشعارات؟

إذا كنا نطمح إلى رياضة وطنية قوية، فعلينا أن نعيد النظر في منطق التسيير، وأن نؤمن بأن المستقبل لا يُصنع إلا حين يُمنح الجميع فرصة متكافئة في التأثير والمشاركة.

* ليلى شاروق
* الأمانة المحلية المنارة مراكش

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.