مسار التخليق..
بقلم وصفي بوعزاتي
عضو المكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة.
ما نعيشه اليوم داخل حزب الأصالة و المعاصرة ليست حالة استثنائية معزولة يمكن تقبلها بسهولة بل على العكس تماما من ذلك، هي حالة عامة أُريد من خلالها لغالبية الاحزاب الفاعلة في المشهد السياسي المغربي أن تعيشها لسبب واحد و وحيد و هو إضعافها إلى درجة التحكم التام في خطوطها السياسية و توجهات مناضليها عبر آلية التحكم عن بعد (Teleguidage)، و الأمثلة كثيرة في هذا الباب، حزب الاتحاد الاشتراكي و الاستقلال و جبهة القوى الديموقراطية و حزب العهد خير أمثلة لحالة البلقنة التي باتت جل الاحزاب السياسية تعيش على إيقاعها.
و عودة للشأن الداخلي لحزبنا 《حزب الأصالة و المعاصرة 》 يمكن الجزم بأننا نعيش مخاضا عسيرا بكل ما تحمله الصيغة من معنى، فمسار التخليق الذي تبنيناه رفقة الأمين العام الحالي ذ حكيم بنشماش ضد التكتل الانتهازي المصلحي الدخيل على روح هذا الحزب بدأ يخنق أصحاب المصالح الدنيوية الضيقة كلما اقترب موعد “المؤتمر المزعوم” بل و أدت بهم الحماقة إلى انتهاج أسلوب دخيل على الحياة السياسية المغربية عبر تهديد مجموعة من مناضلي هذا الحزب بما فيهم الأمين العام بالتصفية الجسدية.
أمام هذا الوضع، نحمل الإدارة المسؤولية الكاملة فيما قد تؤول إليه الأوضاع في حالة الترخيص لمؤتمر العبث، بل لمؤتمر السطو بعقلية انقلابية مهددة لكل مكونات الدولة و المجتمع.
إن ما يحاول تسويقه هؤلاء، و ذلك بالزج بعلاقات أفقية وهمية بغية استمالة أكبر عدد ممكن من المنتسبين للحزب، لهو من وحي مخيلاتهم المريضة، بل و هو استهتار صريح بالدعوات الملكية الصادقة بخصوص تخليق الحياة السياسية مع الإحترام التام للقانون و التعاقدات الجماعية.
و أخيرا لابد من الإشارة إلى أنه لا يمكن أن نجعل من أنبل فكرة سياسية كمشروع مجتمعي وطني رهينة حسابات الأخطبوط الانتهازي العابر للقارات.