نجوى ككوس تستعرض بمجلس النواب التحديات التي تقف حاجزاً أمام تمتع النساء بحقوقهن الكاملة وعلى أساس المساواة بين الجنسين
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نظم مجلس النواب المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة، صباح يومه الجمعة 22 نونبر 2024، بمجلس النواب، تحت شعار: “البرلمان رافعة أساسية لتعزيز المساواة والمناصفة”.
اللقاء الذي أشرفت عليه السيدة نجوى ككوس رئيسة اللجنة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالمساواة والمناصفة، إلى جانب رئيسي مجلسي البرلمان، عرف حضورا للسيدة فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وعدد من الوزيرات والمسؤولين الحكوميين والسياسيين، والسيدات أعضاء اللجنة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالمساواة والمناصفة، والسيدات أعضاء فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب.
وفي كلمة لها بالمناسبة، أكدت رئيسة اللجنة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالمساواة والمناصفة، أنه إذا كان موضوع المساواة والمناصفة يقتضي تدخلا أفقيا وعموديا لكل القطاعات ويستدعي انخراطا واسعا من كل الأطراف المعنية، فإن اللجنة التنظيمية للمنتدى ارتأت أن يشارك في هذا النقاش مختلف القطاعات الحكومية المعنية، فضلا عن الانفتاح على التجارب الدولية في مجال المساواة والمناصفة، حتى تكتمل الرؤية، وتتوضح مداخل ترصيد المكتسبات وتجاوز النقائص، في أفق تحقيق المبدأ الدستوري الذي نص عليه الفصل 19 من دستور المملكة لسنة 2011.
وقالت السيدة ككوس إن جلالة الملك “منذ اعتلاءه عرش أسلافه المنعمين يولي عنايته السامية لمسار الارتقاء بحقوق المرأة وتمكينها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مذكرة بدعوة جلالته في الرسالة السامية التي وجهها إلى المشاركات في أشغال القمة العالمية الثانية لمبادرة “نساء في افريقيا” إلى أن “التدابير الرامية إلى تحقيق المساواة بين النساء والرجال، يجب أن تشكل عماد كل استراتيجية ناجعة للتنمية المستدامة.”
وأضافت ككوس، ” كما اعتبر جلالته في خطابه السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية 2003-2004 “أن ضمان مشاركة واسعة للمرأة في المؤسسات يتطلب نهضة شاملة، وتحولا عميقا في العقليات البالية والوعي الجماعي، وفتح المجال أمام المرأة، بما يناسب انخراطها في كل مجالات الحياة الوطنية، لما أبانت عنه من جدارة واستقامة وتفان، في خدمة الصالح العام”.
وأبرزت رئيسة اللجنة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالمساواة والمناصفة، أن ضمان حقوق المرأة وحمايتها، يحظى بالاهتمام الواسع ضمن التوجهات الاستراتيجية للمملكة، وهذا ما تعكسه الإرادة الملكية المتبصرة، والمقتضيات المتقدمة لدستور المملكة لسنة 2011، والذي وسع من حقوق المرأة ووفر آليات لحمايتها. كما يترجمها الإصلاح المؤسساتي والتشريعي والتراكم الإيجابي الذي حققته المملكة المغربية في مجال النهوض بحقوق المرأة وتعزيزها.
وأشارت رئيسة اللجنة أن تنظيم أشغال المنتدى البرلماني السنوي للمساواة والمناصفة الذي حظي بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، يأتي ضمن تنزيل برنامج عمل المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بالمساواة والمناصفة، بابتكار ملتقى سنوي، قار، “نلتئم حوله لتدارس واقع وآفاق المساواة والمناصفة ببلادنا، منوهة في هذا الإطار بالمجهود المعتبر والدعم المتواصل للسيد رئيس مجلس النواب للمجموعة الموضوعاتية”.
وأكدت ككوس أن تنظيم المنتدى البرلماني الأول للمساواة والمناصفة يندرج ضمن الانخراط في المجهود الوطني الذي يسعى إلى تسليط الضوء على حقوق المرأة من زاوية المساواة والمناصفة، ومأسسة النقاش العمومي بين البرلمان ومجموع الأطراف المعنية، من أجل تبادل الخبرات والتجارب والممارسات الفضلى في مجال المساواة والمناصفة، ومن أجل اقتراح المداخل الكفيلة بتسريع وتيرة بلوغ المساواة بين الجنسين في المغرب.
وعرجت ككوس للحديث عن شعار المنتدى لتوضح أنه يأتي وعيا من البرلمان بالدور المنوط به من أجل تحقيق المساواة والمناصفة، وهو تعبير عن انخراط مجلس النواب في مسار النهوض بحقوق المرأة وتعزيزها عند ممارسته لوظائفه الدستورية. ملفتة إلى أنه ليس ثمة شك أن تحقيق المساواة والمناصفة يقع في مفترق مجموعة من التحديات يأتي على رأسها العامل الثقافي الذي يتحدد على أساسه توزيع الأدوار المجتمعية، إضافة إلى التحدي الاقتصادي المرتبط بمستوى الإدماج الاقتصادي للمرأة.
واعتبرت رئيسة اللجنة أن تحقيق المساواة والمناصفة في مشاركة المرأة في الحياة العامة وتقلد مناصب المسؤولية، ضمن أبرز التحديات التي تستوجب العمل على تجاوز كل المعيقات التي تحول دون ولوج سلس لها.
وأكدت ككوس أنه سيكون للجنة الموضوعاتية شرف المشاركة في المنتدى البرلماني الأول للمساواة والمناصفة، كسنة سنوية سيدأب المجلس على تنظيمها، من أجل فتح النقاش الدوري حول قضايا المساواة والمناصفة، ومواكبة مختلف التحديات التي تقف حاجزا أمام تمتع النساء بحقوقهن كاملة وعلى أساس المساواة بين الجنسين.
وخلصت للتأكيد أن العروض التي سيتم تقديمها بالمنتدى ستشكل قيمة مضافة لعمل المجموعة الموضوعاتية المكلفة بالمساواة والمناصفة، خلاصات وتوصيات ومقترحات المنتدى، سيتم تضمينها في التقرير النهائي الذي تعكف المجموعة على إعداده، في أفق تحقيق الاستفادة الفعلية للنساء والفتيات من حقوقهن، من أجل تحقيق التنمية المنشودة والنهضة الشاملة، تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي