08 غشت .. حزب الأصالة والمعاصرة 16 عاما من البناء المتجدد والترافع عن قيم تمغربيت والوفاء لأهداف التأسيس

0 1٬658

بقلم: قلوب فيطح

تحل؛ اليوم الخميس 08 غشت ذكرى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة؛ 16 عاما مضى في المسار السياسي لحزب قطع على نفسه منذ لحظة التأسيس ممارسة السياسة بشكل مغاير ومختلف حتى يعيد ثقة المواطن المغربي في كل ما يرتبط بالشأن السياسي.

16 عاما هي الرحلة التي قطعها “جرار” الأصالة والمعاصرة، وهي الرحلة التي جعلته يتبوأ التموقع كثاني قوة سياسية بالبرلمان من داخل الأغلبية؛ ومشاركاً بذلك في تسيير الشأن الحكومي؛ إضافة إلى حضوره الملموس في تدبير الشأن المحلي عبر منتخباته ومنتخبيه الذين يمارسون مهامهم الانتدابية في المجالس المنتخبة: مجالس الجهات؛ مجالس الأقاليم والعمالات؛ مجالس الجماعات ومجالس المقاطعات.

هذه النتائج وهذا الحضور الحزبي ليس وليد اللحظة ولا الصدفة؛ بل تمخض عن اجتهاد سنوات من رفع التحديات ومواجهة الإكراهات والصبر في معارك مختلفة؛ بمشاركة كل بنات وأبناء الأصالة والمعاصرة الذين ارتأوا الدفاع عن المشروع الحزبي عن اقتناع تام بمبادئه ومرجعيته وأهدافه؛ وارتباطه الوثيق وقربه من المواطن وتجسيده مختلف قيم “تمغربيت”.

وخلال 16 عاما؛ وعلى امتداد مختلف المراحل والمحطات؛ تمكن البام من تقديم الإجابات على أسئلة ظلت عالقة في المشهد السياسي المغربي؛ فكان سباقا إلى المطالبة بتوسيع نطاق المشاركة السياسية للشباب والنساء على وجه الخصوص وتنزيلها على أرض الواقع وفتح المجال أمام مناضلاته ومناضليه لتولي المسؤولية سواء تعلق الأمر بالتنظيم الحزبي من المسؤولية محليا إلى قيادة القرار مركزيا؛ أو المشاركة في الاستحقاقات والوصول إلى موقع الرئاسة أو المشاركة في التسيير .. إلخ.

سنة 2024 كانت عنوانا للتميز في الرحلة التي يقطعها “الجرار” منذ العام 2008، فقد اختار حزب الأصالة والمعاصرة الانتقال إلى نمط تدبير مختلف عما هو سائد وكائن؛ حيث آثر الخروج من دائرة الزعامة والشخصنة إلى انتخاب قيادة جماعية للأمانة العامة تضم ثلاثة أسماء شابة بقيادة منسقة وطنية في شخص السيدة فاطمة الزهراء المنصوري؛ وعضوية السادة المهدي بنسعيد وصلاح الدين أبوالغالي؛ كما تسلمت نجوى ككوس مقود رئاسة المجلس الوطني للحزب.

هذا الوضع القيادي الجديد والمتفرد ما هو إلا تجسيد عملي لما ذكرناه سلفاً؛ من كون الحزب فسح المجال أمام النساء والشباب لرفع التحدي وتولي زمام المسؤولية؛ بالإضافة إلى تكريس المناصفة كاختيار حزبي لا محيد عنه؛ كما أنه جواب على سؤال امتد لفترة في صفوف المناضلات والمناضلين بضرورة التشبيب وإعادة الهيكلة بشكل يتماشى مع مختلف تمظهرات التغيير الذي تعرفه بلادنا.

قال البام كلمته إذن في بداية العام الجاري خلال محطة المؤتمر الوطني الخامس؛ وأعطى إشارة ضخ دماء جديدة في كل هياكله وتنظيماته النسائية والشبابية معلنا انطلاقة متجددة نحو أفق أفضل يعيد للسياسة رونقها ويجعلها أكثر احتكاكا بهموم المواطن وانشغالاته.

ووفاء منه لروح التأسيس واحتراما لإرادة مناضلاته ومناضليه المعبر عنها خل المؤتمر الوطني الخامس وتجاوبا مع مضامين الرسالة الملكية السامية بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس البرلمان المغربي؛ وفي سابقة من نوعها سجل حزب الأصالة والمعاصرة بصمته كأول حزب يتبنى “ميثاق الأخلاقيات”؛ إذ حظي هذا الأخير بالمصادقة بالإجماع خلال دورة المجلس الوطني للحزب؛ ميثاق للشفافية والنزاهة والحكامة؛ ميثاق لتأهيل الفعل الحزبي وتجويد التأطير لفائدة الفاعل السياسي؛ والارتقاء بالممارسة السياسية إلى مصاف تكون فيه السياسة ذات شأن واعتبار.

وسعى حزب الأصالة والمعاصرة جاهداً لتحرير الطاقات والكفاءات سواء كانت تنتمي إلى المجال الحضري أو القروي؛ معلنا التحدي والخوض بشجاعة في غمار كل القضايا والملفات التي تشغل الرأي العام الوطني؛ مشددا على مواصلته تبنيه قيم الحداثة والدفاع عن المجتمع الديمقراطي والتنوع المجتمعي والثقافي.

إن المرحلة الراهنة تستوجب أن يواصل حزبنا تقوية آليات تواصله ويستمر في تأكيد قربه وارتباطه بالمواطنات والمواطنين؛ وأن يكون مسهِماً فعالا في إنجاح مختلف التحديات والاستحقاقات والمحطات التي ستعيشها بلادنا: سياسيا؛ اجتماعيا؛ رياضيا؛ ثقافيا .. بالإضافة إلى أهمية المشاركة في تجويد المعيش اليومي للمواطن؛ وتمكينه من ترسانة قانونية تيسر له ولوج الخدمات المرفقية في أفضل الظروف الممكنة.

08 غشت ذكرى الاحتفال بتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة؛ وهي مناسبة نؤكد من خلالها على أن جميع المناضلات والمناضلين يفخرون بإسهام حزبهم في تقعيد أدوات الديمقراطية والحوار البناء؛ والممارسة الفاعلة لسياسة القرب في الحل والترحال؛ في المدن والقرى في الحواضر وأعالي الجبال … ونعتبر أن ذكرى التأسيس اليوم هي فرصة كذلك للتأكيد على أن الطريق ما تزال طويلة بمطباتها ومفاجآتها ودروسها وعبرها؛ وما على الجرار إلا أن يستمر في مساره الحالي من حيث البناء والإصلاح بكل جدية ومسؤولية وثبات.

*عضو المكتب السياسي
رئيسة منظمة نساء البام
برلمانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.