الأبواب المفتوحة للحزب بالعرائش .. عيروض يؤطر ندوة حول سياسات الإسكان ودورها في تعزيز كرامة المواطن

0 216

أكد، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، هشام عيروض؛ أن قطاع الإسكان يمثل محوراً أساسياً لتحقيق كرامة المواطن وتعزيز الانتعاش الاقتصادي، مشيراً إلى تداخل هذا الموضوع مع مجالات متعددة مثل المقاولات وظروف العيش اليومية.

جاء ذلك خلال ندوة نظمت اليوم السبت 16 نونبر الجاري بالمركز الثقافي ليكسوس بالعرائش، في إطار النسخة الأولى للأبواب المفتوحة لحزب الأصالة والمعاصرة، تحت إشراف الأمانة الجهوية للحزب بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة وتنظيم الأمانة الإقليمية للحزب العرائش.

وأوضح عيروض أن التحديات المتعلقة بالإسكان في المغرب تعود إلى حقبة الاستقلال، حيث أدى الضغط الديمغرافي والهجرة من القرى نحو المدن إلى ظهور مشكلات، من أبرزها انتشار دور الصفيح.

وأشار المتحدث إلى أن بلادنا عملت، بتوجيهات ملكية سامية، على معالجة هذه الظواهر منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسكن عام 2001، إضافة إلى إقرار الحق في السكن كحق دستوري لكل مواطن.

وأضاف أن النموذج التنموي الجديد عزز هذا التوجه، حيث انتقل التركيز من دعم المقاولات السكنية إلى تقديم الدعم المباشر للمواطنين، وهو ما يتماشى مع رؤية الحكومة لإرساء دعائم الدولة الاجتماعية.

كما سلط الضوء على الحوار الوطني للتعمير والإسكان، الذي أطلقته وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، بهدف صياغة سياسات متكاملة وشاملة لمعالجة تحديات القطاع.

في سياق متصل، استعرض عيروض برامج الإسكان التي أطلقتها الدولة، من بينها برنامج “مدن بدون صفيح” الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2004، مشيراً إلى أنه استفادت منه 370 ألف أسرة حتى الآن من أصل 470 ألف أسرة مستهدفة.

ورغم ذلك، أكد عيروض استمرار العجز السكني وتفشي الأحياء العشوائية، حيث تواجه مدينة العرائش وحدها تحدياً يتعلق بإيواء 5300 أسرة تقطن دور الصفيح.

كما تطرق إلى جهود الدولة في معالجة إشكالية المباني الآيلة للسقوط، والتي تم حصر عددها في 43 ألف بناية، مشيراً إلى أن الحكومة، بتوجيهات ملكية، أطلقت آليات تمويلية ومسطرية عبر وكالة التجديد الحضري للتخفيف من المخاطر الناجمة عن هذه البنايات. ولفت إلى أن وزارة التعمير والإسكان وسياسة المدينة أسهمت في هذا الإطار بميزانيات مالية مهمة.

ورغم الجهود المبذولة، انتقد عيروض بعض الممارسات التي أسهمت في استمرار الظواهر السلبية، مشيراً إلى استفادة مسؤولين ومنتخبين من انتشار السكن العشوائي لتحقيق مكاسب شخصية.

وأوضح أن الدولة تعمل على تصحيح هذا المسار من خلال برامج مبتكرة، منها السكن الاجتماعي الذي أُطلق عام 2008. واليوم عبر الدعم المباشر للمواطنين الذي مكن حوالي 30 ألف أسرة، بينها 5000 في فاس، من اقتناء مساكن تتناسب مع احتياجاتها.

وفيما يتعلق بمدينة العرائش، تطرق عيروض للقاءات المستمرة التي عُقِدت بمقر وزارة التعمير مع النائب البرلماني عن دائرة العرائش محمد حماني بخصوص موضوع دور الصفيح؛
كما تم عقد لقاء مع رئيس مجلس جماعة العرائش عبد المومن الصبيحي حول موضوع إعادة تهيئة كورنيش المدينة. وأشار المتحدث إلى أن هناك اتفاقية جارية لمعالجة الأحياء الصفيحية بالتنسيق مع السلطات المحلية والمنعشين العقاريين، مشيراً إلى إطلاق طلب اهتمام لجذب استثمارات تسهم في توفير عروض سكنية متنوعة.

وختم عيروض مداخلته بالتأكيد على أن حزب الأصالة والمعاصرة يلتزم بدعم حقوق المغاربة وتحقيق العدالة الاجتماعية، مشدداً على أن الإسكان يشكل أحد المكونات الأساسية للعيش الكريم. وقال: “نسعى منذ تأسيس الحزب إلى بناء وطن يتسع للجميع، لأن كرامة المواطن هي أساس التنمية المستدامة؛ ويجب إقرار العدالة الاجتماعية وكذا العدالة على مستوى توزيع إمكانات الدولة”.

العرائش- تحرير: مراد بنعلي/ تصوير: المصطفى جوار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.