25 سنة من العطاء والدعم .. الهمس: جلالة الملك محمد السادس اعتبر قضية تشغيل الشباب أسبق الأسبقيات

0 490

تحل يوم الأربعاء 21 غشت 2024 ذكرى عيد الشباب لهذه السنة في سياق وطني دقيق، يتميز بتحقيق بلادنا للكثير من التقدم الحقوقي والديمقراطي، والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتحقيق النجاحات الدبلوماسية غير المسبوقة، التي عززت من صف الدول العظمى الداعمة للحق المغربي في سيادته على وحدته الترابية.

وقال عبد الكريم الهمس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، في حوار مع يومية الصباح؛ إن كل الشهادات الموضوعية، التي يقر بها خصوم المغرب قبل أصدقائه، تجزم بأن بلادنا حققت الكثير من التقدم والتطور خلال 25 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، على صعيد جميع المجالات، ما نقل المغرب عن جدارة واستحقاق إلى نادي الدول الصاعدة والدول ذات السيادة المتميزة والتاريخ العريق.

ويرى رئيس فريق “البام” بالغرفة الثانية، أن تخليد عيد الشباب ببلادنا ليس ترفا، وإنما لحظة وطنية تعكس اهتمام دائم لبلادنا قائدا وأمة بشبابها، وهي محطة متميزة من كل سنة، نقف خلالها على ما تحقق لفائدة شبابنا ونخطط جماعيا، للمزيد من المؤهلات والظروف المواتية لشبابنا ليبدع كعادته.

وأكد الهمس أن ذكرى عيد الشباب هي احتفال سنوي، يجب أن يكون كما يراه جلالة الملك، في خطاب عيد الشباب لسنة 2002، الذي قال فيه “نريده أن يكون فرصة متميزة للالتقاء بالأجيال الصاعدة والتواصل معها والتحفز، مما ترمز إليه من تطلع وطموح، وما يملأها من قوة واقدام لإثارة مختلف القضايا والمشاكل التي تواجهها والبحث عن حلول ناجعة لها”.

واستعرض الهمس، في حديثه المكتسبات المحققة في عهد الملك محمد السادس، مسجلا التقدم في المجال الديمقراطي والسياسي، مشيرا إلى توجيهات جلالته بمنح الفرص أكبر للشباب داخل الأحزاب السياسية وفي المحطات الانتخابية، وهو ما أسفر عن تدابير قانونية مهمة كرست مواقع متقدمة للشباب داخل هياكل الأحزاب، وفي خارطة وتركيبة الحكومة والبرلمان والمجالس المنتخبة.

وتوقف الهمس عند أهمية التربية والتكوين المهني، في خلق الثروة والتنمية، مؤكدا أن جلالة الملك ما فتئ منذ اعتلاء عرش أسلافه التأكيد على ضرورة العناية بهذه القطاعات الحيوية، وإصلاحها بقوة مدخلا أساسيا لتكوين الشباب المغربي تكوينا دامجا في عصره، وسبيلا لاكتسابه معالم معرفة العصر الحديث والتكنولوجيات المتطورة لمواكبة التطور الدولي والخروج من التخلف، وهذا النوع من التخلف، سماه جلالة الملك في خطاب عيد الشباب لسنة 2004 الأمية الجديدة التي ستواجه أجيالنا الصاعدة، وهي أشد خطرا من الأمية التقليدية، التي لا سبيل لمواجهتها إلا بالمعرفة النافعة، والعمل الجاد والتنظيم المضبوط.

ومن موقع اعتباره الرياضة رافعة قوية للتنمية البشرية وللاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان والتهميش، ظل جلالته يبرز اهتماما وعناية للمجال الرياضي، وجعل من توفير الإمكانات المادية واللوجيستيية والبنيات التحتية الرياضية المبهرة من أبرز التحديات، حيث إن نجاح الاستثمار فيها بدأ يعطي نتائج كبيرة دوليا بفضل الإرادة الملكية، وما نتائج المنتخب الأولمبي بباريس قبل أسبوعين، إلا تأكيدا على أن النتائج المبهرة المحققة دوليا في كأس العالم بقطر ليست محض الصدفة، بل هي حصاد طبيعي لإرادة ملكية قوية اتجاه دعم الرياضة بكل أصنافها.

وأوضح القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة أن بطالة الشباب من القضايا ذات الأولية الدائمة في اهتمام جلالته، بل اعتبرها في خطاب عيد الشباب لسنة 2005 من أولى الأولويات، حين قال إن “قضية تشغيل الشباب أسبق الأسبقيات، وهي معضلة تستوجب تظافر جهود الجميع”، ومن ثم ما فتئ جلالته يدعو إلى التعبئة الشاملة لتحرير الطاقات، وتوفير فرص الشغل أمام شبابنا، وظل جلالته يقدم توجيهاته الإستراتيجية للحقل الاقتصادي الوطني، من أجل جعل الاقتصاد الوطني متطورا ومواكبا للاقتصاد العالمي وقادرا على خلق فرص الشغل للشباب، بل أكد جلالته أنه حتى نموذجنا التنموي إذا كان قد استهلك واستنفد قدرته على توفير فرص الشغل للشباب، فلا ضرر في إعادة النظر فيه، وهو ما حصل من خلال لجنة النموذج التنموي، التي مكنت المغرب من وثيقة نموذج تنموي جديد قادر على الدفع بالاقتصاد الوطني نحو الأمام، وجعله قادرا على مواكبة التحولات الدولية المتسارعة وفي خدمة الشباب.

ومن موقع أهمية الثقافة والهوية في بناء شخصية الشباب، حرص جلالته مرارا على ضرورة العناية بثقافة الشباب الوطنية، وتقوية إحساسهم بفخر هويتهم المغربية، وبمعنى أن يكونوا مغاربة، ومعنى التشبث بالهوية المغربية وتعدد روافدها، وتقاسم القيم المغربية والتمسك بالتقاليد المغربية والتطلع نحو قيم العصر ومستجداته، والتمكن من التربية الثقافية والدينية المنفتحة سبيلا وحيدا نحو تحصين هوية شبابنا من التطرف والانحراف الروحي.

وخلص البرلماني من فريق “البام” إلى التأكيد أن التاريخ الحديث علمنا أن ما يكنه فؤاد الجلالة الملك ومشاعره نحو الشباب المغربي غير متناه، حيث مرة أخرى يفاجئنا جلالته بسلك العفو على شباب صحافيين طريقا آخر نحو تعزيز دولة حقوق الإنسان ودولة حرية التعبير، وهي مبادرة أصر من خلالها أن يجعل المناسبات الوطنية لهذه السنة دروسا ومحطات متميزة في درب بناء مغرب قوي، ومزدهر، ومتطور يرفع رأسه بين الكبار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.