الأمين العام يوصي “برلمان البام” بتأسيس اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر الوطني في موعده لبعث رسائل تنظيمية قوية للرأي العام

0 883

اعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي، أن تأسيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر القادم خلال دورة المجلس الوطني، (المؤتمر) الذي سيكون في موعده المحدد رغم التحديات والإكراهات، سيعطي رسائل تنظيمية قوية لمختلف الفاعلين السياسيين، وللمواطنات والمواطنين على أن حزب البام المؤسسات، وحزب التنظيم، وحزب احترام القانون وتقدير ذكاء مناضلاته ومناضليه.

وفي هذا الإطار، دعا الأمين العام السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني في كلمة ألقاها خلال أشغال الدورة السابعة والعشرين للمجلس، المنعقد يومه السبت 08 يوليوز 2023، بقصر المؤتمرات الولجة/ سلا، إلى ربح رهان اختيار اللجنة التحضيرية بطريقة ديمقراطية وشفافة، لتحقق ما ينتظرها من عمل نضالي ولوجيستيكي هام، ومن أوراق عميقة ومتميزة تطرح في مؤتمر وطني كبير بداية السنة المقبلة، “نريده صورة حقيقية لتطلعات جميع المناضلات والمناضلين، ويعكس القوة السياسية للحزب، ويكون درسا جديدا يكرس لمن لا يزال يساوره الشك بأن حزب الأصالة والمعاصرة قادم وبقوة خلال محطة 2026”.

وعلى صعيد اَخر، أشار الأمين العام، إلى أن قيادة الحزب تعمل المستحيل لتدبير الصعوبات والتوازنات المالية والتنظيمية للحزب، بغية الرفع من إمكاناته وقدراته المادية واللوجيستيكية، وجعل الحزب في مصاف الأحزاب الكبرى، من خلال توفير مختلف وسائل العمل والنجاح للحزب بجميع جهات المملكة، مبرزاً أن هذا ما جعل الحزب لأول مرة في تاريخه يبني قاعدة ممتلكات عقارية قوية لفائدة رصيد الحزب، وعلى رأسها اقتناء ولأول مرة ثلاث مقرات مركزية للحزب بالرباط، وتخصيص مقرات للمكتب السياسي والمجلس الوطني وللتنظيم النسائي والشبابي وباقي التنظيمات، واقتناء مقرات في ملكية الحزب بعدد من الجهات والأقاليم، واقتناء أراضي جاهزة اليوم لبناء مقرات جهوية راقية تعكس قوة وعمق حضور الحزب في المجتمع بكل من جهة الدار البيضاء سطات، وسوس ماسة، والشرق وغيرها.

واعتبر الأمين العام أن هذه النتائج المبهرة جاءت نتيجة جهود مضنية ونضالية غير مسبوقة لأغلبية منتخبي الحزب، مناضلاته ومناضليه، كما قيادة الحزب التي تشكل نموذجا في الانضباط لقرارات الحزب المادية والتنظيمية، مستغرباً كيف أنه وأمام هذه الجهود النضالية الجماعية المضنية، لا يفهم تسيب أو سريالية البعض، ولاجدية و لامسؤولية البعض الآخر، مما حدا بقيادة الحزب إلى تحمل مسؤوليتها في اتخاذ -وبالإجماع- قرارات تأديبية صارمة لمواجهة هذا التسيب، تعكس التقدير الحقيقي لمضمون القانون الأساسي للحزب، والتنزيل السليم لقيم تخليق العمل الحزبي، والترجمة الحرفية لصورة حزب الأصالة والمعاصرة الجديد، المبنية على حزب المؤسسات لا الأشخاص، احترام ذكاء جميع المناضلات والمناضلين، والوفاء بالالتزامات، وممارسة السياسة بنضالية وتضحية، والولاء للوطن ولمصلحة الحزب العليا ولمؤسساته.

وفي هذا الصدد، جدد الأمين العام التأكيد على أن زمن الولاء للأشخاص وللنافذين بالحزب مهما بلغت قيمتهم الانتخابية والمادية قد ولى وانتهى، وأن زمن اتخاذ الحزب ومؤسساته ومهامه بيتا آمنا للانتهازية والوصولية والمصلحة الذاتية الضيقة على حساب مصلحة الوطن ومصلحة الحزب انتهى؛ وأن قيادة الحزب ستتخذ المزيد من القرارات التأديبية عن قناعة ودراسة معمقة للأشياء، مهما كانت مؤلمة، “لأن مثل هذه القرارات هي من تقوي حزبكم وتحصنه، وتجعله حزبا متميزا في الساحة الوطنية، وهي من تبني حزب المؤسسات لاحزب الأشخاص مهما تغيرت شطحاتهم، هي من تعيد الاعتبار لكم كمناضلات وكمناضلين أوفياء ومحترمين؛ وهي أصل قيم التأسيس التي لا محيد ولا زيغ عنها”.

وقال الأمين العام مخاطبا أعضاء برلمان البام، “نعلم جيدا أنكم كمنتخبين وكمناضلين لن تؤدوا رسالاتكم النضالية والسياسية على الوجه الأكمل دون سند قوي من بنية إدارية حزبية فاعلة، بعيدة عن الولاء للبعض، وقريبة من إرادة جميع المناضلات والمناضلين وعلى قدم المساواة بينهم في دعم واجهاتهم النضالية المختلفة”.

وأضاف الأمين العام، “ومن منطلق الموقع الجديد للحزب اليوم داخل الحكومة، الأمر الذي طرح علينا رهانات جديدة كفاعلين سياسيين وعلى الإدارة كذلك، قمنا بتقييم أولي لأداء إدارة حزبنا مركزيا وجهويا وإقليميا، في ارتباط تام مع التجديد الذي يعرفه التنظيم الحزبي إقليميا وجهويا، الأمر الذي مكننا من الوقوف على الجهود الجبارة التي تقوم بها الإدارة الحزبية، وكذلك على بعض الاختلالات في إدارة حزبنا لاسيما في بعض الأقاليم والجهات رغم ما رصدناه لها من إمكانات هامة للعمل، ونحن عازمون على إعادة بنائها وفق المعطيات الجديدة”.

واسترسل الأمين العام في كلمته، “وبكل وضوح سجلنا نضالا وحماسا قويا عند البعض، كما الفتور والتراخي واللامسؤولية عند البعض الآخر، لذلك سنعمل خلال الأيام المقبلة على تنزيل التصور الجديد لعمل الإدارة الحزبية بهدف إعطاء دفعة جديدة للإدارة الحزبية وفق قيم الإبداع والمبادرة، ومن تم اتخاذ جماعيا ما نراه مناسبا للرفع من المردودية والعطاء حتى نوفر لمناضلاتنا ومناضلينا جميع شروط النجاح والعمل”.

وخلص الأمين العام بالتأكيد بالقول: “أن ثلاث سنوات ونصف من الاجتهاد والعمل المتواصل منذ مؤتمر الجديدة، كانت كافية لإعادة بناء الحزب على جميع المستويات، سياسيا مؤسساتيا إعلاميا وانتخابيا، بفضل نضالات وجهود الجميع، وكانت كافية ليظهر حزب الأصالة والمعاصرة للجميع حزب قوي عتيد، تحدى وانتصر على إكراهات الجائحة، وتغلب على آثار جروح وصراعات الماضي بسمو أخلاق مناضلاته ومناضليه، وترفعهم عن الصغائر وعن الضغائن، وتطلعهم بشكل جماعي نحو بناء مستقبل الحزب على أسس متينة وقوية”.

– تحرير: خديجة الرحالي/ تصوير: ياسين الزهراوي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.