المؤتمر الوطني الخامس، القيادة الجماعية وأسئلة اخرى … عيروض وصلوح يجيبان عنها ببرنامج avec ou sans parure

0 1٬607

أدلى كل من هشام عيروض ومحمد صلوح عضوي المجلس الوطني للحزب، بعدد من الإجابات وسلطا الأضواء على مجموعة من النقط الإيجابية في تدبير الحزب وفق منهجية القيادة الجماعية، وذلك خلال مرورهما ضيفين على طاولة نقاش برنامج ” avec ou sans parure”؛ على أثير محطة “luxe radio”؛ في حلقة خصصت لمناقشة مخرجات المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة.

واستهل السيد صلوح إجاباته الأولى على أسئلة المسير للنقاش مشيرا إلى أن أهم الدروس المستخلصة من المؤتمر الأخير للحزب والمنهجية الجديدة لتدبير الأمانة العامة للحزب، هما “الحكامة من جهة والتعاون والتآزر من جهة ثانية”، هذه المبادئ الأساسية التي برزت ضمن مخرجات المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة الوطني ببوزنيقة، يقول عنها صلوح أنها جاءت بناء على تمكن الحزب من تنظيم مؤتمره في موعده المحدد، ومواصلة الحزب لعمله السياسي والتواجد القوي في المشهد السياسي، مفندا بذلك توقعات البعض الذين وقعوا على شهادة وفاة الحزب سنة 2011 ليقولو للرأي العام المغربي أن حزب البام انتهى ودفن وأنه حزب استحدث لغاية ومدة محدودة.

وتابع صلوح حديثه عن هذا المحور بقوله ان الإستحقاقات الانتخابية لعام 2016 أكدت نفس السيناريو وهو أن حزب البام مازال قويا ومتواجدا في الساحة السياسية ومازال يبدع ويبتكر ويخلق الأمل.

من جانب آخر، وفي خضم إجابته على نفس السؤال حول أهم مخرجات المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة ببوزنيقة، يقول السيد صلوح أنه وعند التمحيص في بروفايلات القيادة الجماعية التي اختارها مؤتمرو ومؤتمرات البام ببوزنيقة، يتبين أنهم قياديين باميين شباب دشنوا مسارهم السياسي داخل حزب الأصالة والمعاصرة ولم يسبق لهم أن نشطوا أو تلقوا تكوينا سياسي داخل أحزاب أخرى.

وساق صلوح نموذج الرئيسة الوطنية لبرلمان البام الشابة نجوى كوكوس التي يقول عنها صلوح أنها :”التحقت بالحزب في سن ال 18 عاما وتدرجت داخل هياكله التنظيمية وناضلت في صفوف الحزب، وتقلدت منصب رئاسة شبيبة الحزب، وعضوية المكتب السياسي، وعدد من المسؤوليات في المؤسسات المنتخبة، قبيل أن تشغل منصبها الجديد الذي لا يسند لأي كان، لما يحتاج من الحكمة والزرانة، وهي بذلك تقدم نموذجا مثاليا للشابات الطموحات لشق طريق متميز وناجح في المجال السياسي.

كما طرح صلوح فكرة أنه “حان الوقت لتعبئة الذكاء الجماعي لأجل الابتعاد عن شخصنة النقاش العمومي”.

وقال في خضم تطرقه لاختيار الحزب لقيادته الجماعية :”اليوم أكدنا للجميع أن حزب الأصالة والمعاصرة، لا يمكن تحجيمه في شخص معين”، مبرزا في الآن ذاته أن حزب الجرار هو مشروع مجتمعي وليس مسألة اختيار شخصية سياسية معينة لقيادة المرحلة.

من جهته، أكد السيد عيروض أن المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة قد أحدث نوعا من القطيعة مع عدد من الممارسات السياسية السابقة، قائلا في هذا الصدد :”لقد توجهنا للإبداع وابتكار أفكار جديدة في التدبير السياسي لمواصلة الحضور القوي والمتميز في الساحة السياسية”.

وتابع عيروض تعقيبه على تساؤل يهم اختيار مؤتمرات ومؤتمري الحزب لأمانة عامة موحدة داخل قيادة جماعية بقوله :”القيادة الجماعية هي مستوى إضافي من الحكامة اتفق عليه مناضلات ومناضلي الحزب لتعزيز مبدأ التشاور وتكريس المنهجية التشاركية، كل هذا أتى بعد نقاش وتفكير عميقين ولم يأتي سهوا أو يسقط من السماء”.

وتابع قائلا:” كما طرحنا الفكرة وفتحنا المجال لتعميق النقاش داخل أروقة المؤتمر، وتم التوافق حول الفكرة وتبنيها من طرف المؤتمرين”، والأهم في هذا التوجه وفق ما يشير عيروض في ختام إجاباته:” حزب الأصالة والمعاصرة هو مشروع مجتمعي، ولا يمكن شخصنته، في اي اسم او قيادي معين، لأن الحزب مستمر ومتجذر والاشخاص يأتون ويذهبون”.

من جانب آخر، أفاد السيد صلوح :” أظن أن اختيار ثلاث قياديين يؤكد أننا كحزب ليس لدينا إشكالية في مسألة السعي الجامح إلى كرسي الزعامة، ونحن نفند مرة أخرى ما اتهمنا به في السنوات السابقة عندما كانوا يتهمون الحزب بأن لديه عوز في اختيار الأمين العام، اليوم الحزب أثبت أن لديه فائض على مستوى القيادة. زد على ذلك، يفيد صلوح؛ أنه بالعودة إلى بروفايلات قياديي الأمانة العامة الجماعية تجد أن هنالك تنوع على مستوى الجيل الجديد في مراكز القيادة.

وعلى سبيل المثال؛ يقول صلوح؛ أن محمد المهدي بنسعيد هو شاب مغربي تابع دراسته بالخارج، وترأس رابطة الشباب الديمقراطيين، ونفس الأمر بالنسبة لفاطمة الزهراء المنصوري.

وجوابا على سؤال :”هل تدبير الأمانة العام للحزب حاليا لا يمكن ان تنجح في مهمتها إلا في حالة تكتل 3 قياديين؟ يقول صلوح :” هذا الاختيار سيمكنهم من أن يدبروا شؤون الحزب بطريقة أكثر عقلانية ونجاعة، وهذا الأمر تؤكده الدراسات في مجال التدبير السياسي على المستوى العالمي ان التدبير الجامعي ذو فعالية أكبر ونتائج جيدة”.

وفي هذا الإطار، اعتبر محمد صلوح أن من بين مكامن الخلل في تدبير الشأن الحزبي ببلادنا، إشكالية التدبير الأحادي في تسيير الحزب، مشيرا إلى أن التوجه الذي يجعل الأمين العام يقول أنني هو المسؤول الأول والوحيد أمام المناضلات والمناضلين ويمكنني أن أفعل ما أريد وأمضي في اختياراتي السياسية وفق ما أريد وأنه يجب الانتظار أربع سنوات إلى حين انعقاد مؤتمر الحزب لتقديم تقاريره المالية والأدبية، كل هذا لم يعد ناجعا؛ وهذه الإشكالية يجب الحسم معها نهائيا.

من جانب آخر، أوضح السيد عيروض أن حزب الجرار لم يدخل المعترك السياسي لكي يواجه أي تيار سياسي آخر، أو أن يصطف في مواجهة أي توجه سياسي ببلادنا، مبرزا أن روح تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة استنبطت من وحي أفكار تنادي بالمساواة وتقليص حدة الفقر والفوارق الاجتماعية، أي أنه وُجِد من أجل الإسهام في معالجة عدد من الإشكالات المجتمعية، وإلا فالقول أن الحزب جاء لقطع الطريق أمام تيار سياسي معين والحد من انتشاره ونفوذه؛ فإن دواعي التأسيس والغايات لمواصلة النضال والعمل السياسي لم تعد قائمة أمر تحفه العديد من المغالطات”.

وأضاف: “وما يحزننا أكثر ما نعاينه من ردود أفعال بعض النخب تجاه المنهجية الجديدة التي طرحها الحزب في تدبير الحزب وفق منهجية القيادة الجماعية، وأن الجميع أضحى يتحدث عن الشكل العام في اختيار القيادة السياسية ولم ينتبهوا إلى النقاش الأهم والمفيد وهو مناقشة مضمون منهجية القيادة الجماعية.

وفي نفس السياق، أكد عيروض أن اختيار مؤتمرات ومؤتمري البام للقيادة الجماعية قرار وجب احترامه، ثانيا يفيد نفس المتحدث أن اختيار القيادة الجماعية لم يتم اللجوء إليه بناء على وجود ثلاث تيارات سياسية داخل الحزب، مذكرا بأن التيار الوحيد المتواجد داخل الحزب هو تيار الأصالة والمعاصرة.

واسترسل عيروض حديثه عن هذا المحور :”كما أن اختيار القيادة الجماعية جاء لأجل وضع لمسة جمالية من الحكامة في نموذج التحكيم السياسي الذي نتبناه. كما أن هذا النموذج تم اختياره لأنه كان لدينا دائما إشكال على مستوى الصلاحيات والسلط الممنوحة للامين العام، وأين تبتدأ وأين تنتهي أهلية الأمين العام؟ وهل في كل مناسبة يجب العودة إلى المكتب السياسي أو المجلس الوطني للحزب لأجل الحصول على تفويض قبل اتخاذ القرارات ؟!، كانت لدينا مساحة رمادية على مستوى هذه القرارات ومن يملك الاختصاص، هل المجلس الوطني أم المكتب السياسي أم الأمين العام شخصيا”.

واستطرد عيروض شرحه لهذا الطرح السياسي:” اليوم قررنا ان تجتمع لدينا ثلاث شخصيات قيادية أي ثلاث عقول بشرية، تفكر في اتخاذ القرار الصائب في توقيت مناسب، وهذا قرار سديد خصوصا وأن اختيار البروفايلات القيادية تم بعناية فائقة، ونحن محظوظون أنه لدينا بروفايل نسائي من حجم فاطمة الزهراء المنصوري، التي لها كاريزما قوية وتكوين سياسي بامي خالص و متميز وذات كفاءة عالية، واكتشفت العمل السياسي داخل حزب الأصالة والمعاصرة. وتابع قائلا :” واليوم أقول أن اختيار السيدة المنصوري كمناضلة بامية وفية لمبادئ الحزب منذ النشأة إلى يومنا؛ هذا سيجعل عددا من الباميين والباميات يسايرون بشكل أفضل الدينامية السياسية التي ستخلقها هذه المرأة داخل الحزب وأفضل نموذج سياسي يمكن الاقتداء به بين مكونات الحزب”، ونفس الأمر بالنسبة للسيد بنسعيد يقول عيروض :” هو الشاب الذي يبقى منتوجا سياسيا باميا خالصا وبالنسبة للشباب فهو يمثل الحلم المتألق للشباب داخل حزب الجرار، شاب اختار حزب الأصالة والمعاصرة وشق مساره داخل الحزب وهو اليوم في مقصورة قيادة الحزب. إلى جانب صلاح الدين أبوالغالي رجل الأعمال الذي نجح في ابمشاريع الاستثمارية وولج للميدان السياسي واستطاع أن يفرض نفسه كإسم بارز داخل الحزب”.

وأكد عيروض :” اليوم الحزب استطاع أن يضع سؤال إدماج الشباب والنساء في عمق ومضمون العمل السياسي من خلال منح بروفايلات سياسية شباب وإمرأة، هذه الفرصة لكي يصبحوا نموذجا يقتدى به داخل المشهد السياسي المغربي، من خلال تدبيرهم لشؤون مؤسسة حزبية لها وزنها السياسي، كثاني قوة سياسية انتخابية بالمغرب وثاني أقوى حزب مغربي، والذي يستعد لكي يمتد نفوذه أكثر ويحتل مزيدا من المساحات خلال الاستحقاقات الإنتخابية القادمة، وهذا هو رهان الحزب، خصوصا وأن لدينا أفكار محينة ومتجددة ومن المقرر أن تترجم ميدانيا في الأسابيع القليلة المقبلة، إذ سنتوجه للمغاربة ونستمع لهم بإصغاء أكبر وسندمج المواطنين والمواطنات في الشأن الداخلي البامي.

وفي نفس السياق، تابع عيروض إفاداته بالقول: “وهذا المشروع المجتمعي الذي طالما تعرض للانتقاد وسوء الظن سنقوم بتداوله وفتح نقاش صريح مع المغاربة بشأنه، لأن حزب الأصالة والمعاصرة و”تمغرابيت” هما في ملكية كافة المغاربة وليس الباميين والباميات وحدهم دون غيرهم”.

واستحضر عيروض في معرض إجاباته كرونولوجيا تأسيس الحزب من خلال إفصاحه عن خارطة طريق جديدة في البناء التنظيمي للحزب بقوله:” سنعود للمنبع؛ سنعود للقواعد الأولى التي اعتمدتها حركة لكل الديمقراطيين خلال مرحلة التأسيس، وبلمسة الجيل الجديد للبام، دون “ميركاتو” سياسي أو إدماج واندماج، منتوج سياسي بامي خالص، هم شباب بامي سيرتدون أحذيتهم الرياضية وسيجوبون القرى والمدن المغربية للدفاع عن فكرة المشروع المجتمعي للحزب في مواجهة جميع القيود والعوائق الاجتماعية التي سيشهدها الحقل السياسي المغربي”.

وفي ختام إجاباته أكد عيروض أنه إذا كان البعض يظن أن حزب الاصالة والمعاصرة يغير من منهجية تدبير القيادة الحزبية ويجدد اختياراته للأمانة العامة للحزب، ولما لا إذا اقتضى الحال في مناسبات لاحقة عقد مؤتمر استثنائي، بقوله :” فأؤكد لهم أن الحزب سيواصل هذه المنهجية لأن العالم يتحرك والمناهج السياسية في تدبير الشأن العام تتجدد وتتطور ولهذا فالحزب سيواكب هذا التطور، وليس لدينا أي حرج في تبني هذه الاختيارات التنظيمية فنحن قادرون على التكيف مع المستجدات السياسية، قادرون على التكيف مع ما تفرضه الساحة السياسية لأننا نتجدد لكي نستطيع الاستمرار في التواجد القوي في المشهد الحزبي الوطني. ولكي نستطيع أن نبقى أوفياء للمشروع المجتمعي لحزب الأصالة والمعاصرة”.

يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.