بنسعيد لبرلمانيي البام: حضوركم المتميز في أشغال المجلسين هو من يعطي الحزب المكانة المشرفة حكوميا ووطنيا
أكد عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، أن اجتماع القيادة والمكتب السياسي استعدادا للدخول البرلماني الجديد يشكل لحظة سنوية هامة للحوار المشترك حول القضايا البرلمانية والسياسية المستجدة، والذي يأتي بمناسبة كل دخول سياسي وبرلماني جديد.
واعتبر عضو القيادة الجماعية أن اجتماع القيادة مع برلمانيي الحزب، المنعقد اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024، يبقى مختلف تماما عن اللقاءات السابقة لعدد من الاعتبارات، أبرزها تنوع التحديات التشريعية، وراهنية العديد من الصعوبات الاجتماعية، مثل ملف ندرة المياه، وهجرة الشباب، والضغط الذي تعيشه القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، وتداعيات سنوات الجفاف على العالم القروي، وغيرها من القضايا التي تزداد حدة بسبب الصراعات والحروب بعدد من مناطق التوتر بالعالم، مما يفرض علينا كحزب سياسي مسؤول تعبئة ويقظة مضاعفة.
وأشار السيد بنسعيد أن القيادة الجماعية لا تعتبر اللقاء مع برلمانيي الحزب مجرد عرف سياسي، أو فقط تفعيل لعادة تنظيمية، بل تعتبره لقاءا بين قيادة الحزب وأعمدته الأساسية في المدن والأقاليم، وهي لحظة تواصل متميزة بين قيادة الحزب وأركانه بالجبال والسهول والحواضر.
وقال المتحدث ذاته مخاطبا برلمانيي الحزب “فأنتم عماد الحزب بربوع الوطن، ونؤمن بأن أدواركم تتجاوز الأدوار الدستورية داخل قبة البرلمان من رقابة وتشريع إلى تمثيل وطني مسؤول للمواطنين والمواطنات، والدفاع عن مصالحهم وعن طموحاتهم المشروعة، لذلك نعرف جيدا أن تضحياتكم وقربكم من هموم المواطنات والمواطنين هو من يصنع قوة ومكانة الحزب في الساحة السياسية الوطنية، وأن حضوركم المتميز في أشغال المجلسين هو من يعطي الحزب المكانة المشرفة حكوميا ووطنيا، لذلك اللقاء بكم هو لقاء مع نخبة متميزة داخل الحزب، عليها مسؤوليات كبيرة وتقوم بمهام جسيمة نقدرها عاليا”.
وأضاف “كما تعلمون جميعا نحن مقبلون على دخول برلماني في ظل أوضاع اجتماعية جد صعبة، تتطلب منا كحزب سياسي رائد الحضور اليومي الدائم والقريب من المواطنات والمواطنين، وعلى رأس هذه التحديات تنزيل توجيهات جلالة الملك الموجهة نحو المواطنات والمواطنين المتضررين من الفيضانات الأخيرة، كما مطالبون بتعزيز المجهود الجبار الذي قامت به بلادنا لفائدة المناطق المتضررة من الزلزال، وتسطير أجوبة واقعية لإشكاليات هجرة الشباب، إضافة لاستحضارنا المسؤول للدخول الاجتماعي الصعب بالعالم القروي نتيجة تعاقب سنوات من الجفاف وتأثيرها على المخزون الذاتي للفلاحين، مما يجعل الموسم الفلاحي الجديد صعبا للغاية، يتطلب منا كحكومة المزيد من دعم الفلاحين لاسيما الصغار منهم”.
وأشار عضو القيادة الجماعية إلى أن هذه السنة تعتبر استثنائية على المستوى التشريعي، الأمر الذي يتطلب منا كحزب سياسي مسؤول الانخراط بقوة في الأوراش التشريعية ذات الراهنية الكبرى والأثر البليغ على الحياة اليومية للمواطنين انخراطا مسؤولا، بعيدا عن الأحلام أو الانسياق وراء المزايدات السياسية الفارغة التي تعجب البعض.
وشدد السيد المهدي بنسعيد على أن الدخول الحالي يطرح على فريقنا بمجلس المستشارين تحد إضافي يتعلق بتجديد هياكل وأجهزة هذا المجلس الذي بلغ نصف ولايته شهر أكتوبر الجاري، مما يفرض علينا دستوريا الانخراط المسؤول في هذه العملية السياسية والتنظيمية، لذلك نحن بالإضافة إلى وفائنا بالتزاماتنا السياسية المعلنة مع حلفائنا في الأغلبية، سنعمل على تدبير المسؤوليات والمناصب المخصصة لفريقنا بالغرفة الثانية بعقلانية وحوار شفاف، ونحن متأكدون أن نضج ومسؤولية وتفهم السادة المستشارين بالغرفة الثانية سيؤدي إلى توافق كما حصل لفريقنا بالغرفة الأولى قبل شهور.
وختم مداخلته بالقول “لقد تعلمنا جميعا أن السنتين الأخيرتين من عمر الولاية الحكومية تتغير فيها الخطابات والشعارات، فعلينا أن نكون أكثر حذر من تغيير خطابنا، أو الذهاب إلى المعارك الجانبية، وليبقى تركيزنا على أولويات برامجنا الاصلاحية، في وفاء تام لحلفائنا في الأغلبية واحترام كامل للمعارضة وباقي الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين، وليظل تركيزنا على تحقيق مصالح المواطنين عوض التركيز على كسب الانتخابات، فاستقرار الوطن وازدهار المواطنين أكبر من الانتخابات ومن الأحزاب نفسها”.
سارة الرمشي / ياسين الزهراوي