الأبواب المفتوحة بالداخلة .. صلوح: المغرب بحاجة إلى نموذج حزبي جديد يواكب تطورات الوعي الجماعي للمجتمع
قال، نائب رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد صلوح، في كلمة له بمناسبة فعاليات الابواب المفتوحة بالداخلة، يوم السبت 30 نونبر 2024، أن حاضر ومستقبل العمل الحزبي في المغرب يستدعي ضرورة التغيير والتطوير لمواكبة التحولات المجتمعية الراهنة.
وأكد، صلوح أن المغرب يعيش مرحلة دقيقة تتطلب نموذجًا حزبيًا جديدًا يأخذ بعين الاعتبار التطور المتسارع في وعي الشعب المغربي، فضلًا عن التحديات المتعددة التي تواجه البلاد.
وشدد صلوح على أن إعادة تدوير النخب المحلية، التي أسهمت في إنتاج وضع سياسي معين ومعيب، لا يمكن أن تكون جزءًا من بناء هذا النموذج الجديد. وأوضح أن التغيير الحقيقي يبدأ بإيجاد نخب قادرة على تقديم تصورات وأفكار تتناسب مع طموحات المواطنين وتطلعاتهم.
كما أشار صلوح إلى أن الخطاب السياسي القائم على العاطفة لم يعد كافيًا لإقناع المواطنين في زمن أصبحت فيه العقول أكثر انفتاحًا ووعيًا، فمواطن اليوم ليس هو مواطن الأمس، والواقع ان المواطن يحتاج إلى نخب سياسية تخاطب عقله بأفكار وبرامج واقعية تحترم ذكاءه، بدلًا من الاكتفاء بالشعارات الفضفاضة التي فقدت جاذبيتها ومصداقيتها.
وأضاف ذات المتحدث أن التغيير يتطلب إعادة التفكير في الطريقة التي تُصاغ بها البرامج الحزبية، بحيث تنطلق من احتياجات الناس الفعلية بدلًا من محاولة كسب التعاطف المؤقت.
وفي ذات السياق أكد صلوح أن أي سياسة عمومية لا تضع كرامة المواطن ضمن أولوياتها لن تحقق أثرًا إيجابيًا حقيقيًا على حياته. فكرامة المواطن ليست خيارًا إضافيًا أو ترفًا سياسيًا، بل هي جوهر كل سياسة ناجحة، وأشار إلى أن طموحات المغاربة يجب أن تكون محور البرامج والسياسات التي تنفذها الدولة والأحزاب، لأنها السبيل الوحيد لبناء علاقة ثقة بين المواطن والمؤسسات.
وشدد نائب رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، على أن المغرب يحتاج إلى ممارسة سياسية جديدة قائمة على التخطيط العلمي والعمل الميداني، فالمرحلة الحالية تفرض تجاوز الخطابات المتكررة والفضفاضة التي لم تعد تلبي طموحات المواطنين. وأوضح أن التحديات الراهنة تتطلب مقاربة عملية وعلمية مبنية على دراسات دقيقة وبرامج مدروسة، تضع الإنسان في صلب أولوياتها وتعمل على تحقيق نتائج ملموسة.
وفي ما يتعلق بالقضية الوطنية الأولى، أكد صلوح أن الصحراء ليست فقط قضية وحدة ترابية تمس جميع المغاربة، بل هي أيضًا مسألة مرتبطة بتحقيق العدالة المجالية والتنمية الشاملة.
وأشاد صلوح بالنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي وضع أسسًا قوية للنهوض بالمنطقة، من خلال التركيز على تأهيل العنصر البشري وإشراكه في تدبير الشأن العام وصنع القرار. وأشار إلى أن الدولة، من خلال دورها كضامن للاستقرار والبناء، تتحمل مسؤولية إشراك المواطنين في هذه العملية لضمان نجاحها.
واختتم صلوح كلمته بتوجيه رسالة واضحة للنخب السياسية، مفادها أن المغرب بحاجة إلى تغيير جذري في طريقة العمل السياسي. ودعا إلى ضرورة تقديم حلول عملية وواقعية بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية، مشددًا على أهمية الشفافية، الكفاءة، والالتزام بخدمة الوطن والمواطن. وأضاف أن هذه المرحلة تتطلب نخبًا جديدة قادرة على التفاعل مع تطلعات المغاربة والعمل على تحقيق تغيير ملموس ينعكس إيجابًا على حياتهم اليومية.
الشيخ الوالي