طنجة .. الأمانة الجهوية لـ”البام” تسلط الضوء على السياسة المناخية بين الالتزامات الدولية والتحديات الوطنية
خرج، المشاركون في اللقاء التكويني الذي نظمته الأمانة الجهوية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم الخميس 27 فبراير الجاري؛ حول موضوع “السياسة المناخية بين الالتزامات الدولية والتحديات الوطنية”، بعدد من التوصيات الهادفة إلى تعزيز العمل البيئي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد المشاركون على أهمية إشراك الشباب في العمل المناخي، باعتبارهم قوة اقتراحية قادرة على الإسهام في بلورة حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التغير المناخي، داعين إلى الاستثمار في التكوين البيئي وتعزيز ثقافة الاقتصاد الأخضر.
كما أوصى المشاركون بالاحتفاء بيوم من دون سيارات، على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة عامة وعمالة طنجة- أصيلة على وجه الخصوص؛ كإجراء رمزي يهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتشجيع وسائل النقل المستدامة، مع التشديد على أهمية انخراط كل مناضلات ومناضلي الحزب في هاته المبادرة، إلى جانب التأكيد على ضرورة الحفاظ على الموارد المائية من خلال تدبير محكم لصنابير المياه المنزلية وترشيد استهلاكها.
اللقاء الذي أطره الدكتور محمد خالد الريفي التمسماني، أستاذ بكلية العلوم بتطوان، وسير أشغاله الدكتور نور الدين أشحشاح، أستاذ بكلية الحقوق بطنجة، (اللقاء) تناول الإطار العام للالتزامات البيئية وتحديات تنزيل السياسات المناخية في ظل التحولات العالمية.
وتطرق الدكتور التمسماني إلى السياق الدولي للسياسات المناخية، مستعرضا المرجعيات القانونية والاتفاقيات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية باريس التي تشكل الإطار الملزم للبلدان في تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، معتبرا أن التفاوتات الاقتصادية بين الدول تحد من قدرة البلدان النامية على الوفاء بالتزاماتها المناخية، في غياب آليات إنصاف بيئي تضمن عدالة مناخية بين الشمال والجنوب.
وفي معرض تناوله للسياق الوطني، أبرز الأكاديمي أن السياسة المناخية في المغرب تقوم على مقاربة استباقية تستند إلى الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، مع التركيز على مشاريع الانتقال الطاقي وتعزيز الطاقات المتجددة.
وسجل أن تنزيل هذه السياسات يواجه صعوبات على مستوى إدماج البعد البيئي في السياسات العمومية الترابية، ما يتطلب انخراطا أكبر للفاعلين الترابيين في بلورة وتنفيذ البرامج المناخية.
وأكد الدكتور التمسماني أن الشباب يشكلون قوة اقتراحية قادرة على الإسهام في العمل المناخي، داعيا إلى تعزيز مشاركتهم في الهيئات المدنية والسياسية، باعتبار أن التصدي للتغيرات المناخية يستدعي مقاربة شمولية تتجاوز الأبعاد التقنية والاقتصادية إلى إشراك مختلف مكونات المجتمع.
وحث المتحدث على الاستثمار في التكوين البيئي للشباب وتطوير مشاريع مبتكرة في مجال الاقتصاد الأخضر، مشيرا إلى أن الانخراط الشبابي في العمل المناخي يمكن أن يشكل مدخلا لتعزيز العدالة البيئية وضمان استدامة الموارد الطبيعية.
وفي السياق ذاته، أشاد المتحدث بجهود وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، في تعزيز الاستراتيجيات الوطنية المرتبطة بالطاقة المستدامة، معتبرا أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مواجهة الإكراهات الطاقية وتعزيز الاعتماد على الطاقات المتجددة.
كما ثمن المتحدث الدور الذي يلعبه حزب الأصالة والمعاصرة في دعم الأساتذة الجامعيين والعلماء والباحثين والأكاديميين، مؤكدا أن الارتقاء بمكانة البحث العلمي والمعرفة يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان عدالة مناخية بين مختلف الفاعلين.
وتميز اللقاء بمداخلات قيمة للحضور من مناضلات ومناضلي الحزب وطلبة جامعيين ومهتمين، عبروا فيها عن انشغالهم بالشأن البيئي في بلادنا، واستعدادهم للانخراط بشكل فعال في مختلف المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الثقافة البيئية والاهتمام بها.
مراد بنعلي