لماذا يطمح مغاربة العالم (الخارج) إلى المواطنة الكاملة ؟ !!!

0 2٬239

منظومة مغاربة الخارج أو ما يصطلح عليه ”مغاربة العالم” معقدة ومتشابكة الأهداف والطموح وإثبات الذات.

من خلال هذه المداخلة سأحاول شرح موقفي كمهاجر أمريكي من أصول مغربية وكذا ما أتابعه من دراسات وكتابات رسمية للسياسات العمومية للحكومة المغربية حول الجالية المغربية المقيمة بالخارج وعلاقة المهاجر المغربي بالتنظيمات السياسية بالبلد الأم.

I. منظومة معقدة ومتشابكة الأهداف:

كما هو معروف إن هجرة المغاربة إلى القارة الأوروبية كانت بداية الستينيات رهينة بالارتباط بالاستعمار الفرنسي الذي حكم المغرب وأثر ثقافيا وتبعياً على الشخصية المغربية وأضحت أوروبا هي الحلم الوردي لطبقة عاملة انتقلت من مناطق معينة من المغرب إلى أوروبا ( فرنسا، ألمانيا، بلجيكا وهولندا ) … واستطاعت إثبات الذات عبر الجيل الأول ، الثاني والثالث.

وكانت مؤطرة اجتماعيا ومؤطرة على شكل وداديات العمال المغاربة بالخارج إلى غاية ظهور حركات جمعيات المجتمع المدني المغربي بأوروبا وساهمت كتابة الدولة المكلفة بمغاربة العالم لإطلاق برنامج ”فينكم” في تأطير مغاربة الخارج بأوروبا مرحليا.

بالنسبة للهجرة إلى الدول الإسكندنافية اختلفت بحكم البعد والدراسات حولها قليلة ”معروفة مجازا بمغاربة interrail ” سنرجع لها في مقال مختلف.

من جهة ثالثة، الهجرة إلى بلاد العم سام كانت خلال السبعينات ومع تدفق الآلاف من المغاربة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا عن طريق القرعة الاعتباطية أو ملف الهجرة الكندي.

وتعتبر هذه الهجرة من خيرة شباب المغرب فضلت السفر من أجل الدراسة أو الاستقرار في بلاد العم سام وبلاد شلالات نياغرا، والجدير بالذكر أن تركيبة مغاربة العالم جد معقدة ويمكن تحليلها من خلال المجتمع المدني المغربي بحيث هناك علاقته مع ممثلي الهيئات الدبلوماسية والقنصلية المغربية من جهة والدولة المغربية من جهة ثانية.

هناك مثلت مقاربة تشاركية بداخلها انتظارات ومطالب الجالية المغربية لازالت مرتبطة روحيا مع البلد الأم رغم محاولتها الاندماج الكلي ببلدان الإقامة

مع الإشارة هنا ” إلى أول رحالة مغربي لمهاجر كرهينة في القرن الخامس عشر 15 مصطفى الزموري إستيفانيكو وبعده أسرة مغربية أيام الإمبراطورية العثمانية وتم الحجر الصحي عليهم في جزيرة إليس إيلند قبل الدخول إلى بلاد العم سام ونيويورك.



صورة مصطفى الزموري ـــــ صورة العائلة المغربية ـــــ

الحجر الصحي بجزيرة إليس أيلند كان على كل المهاجرين إلى أمريكا العالم الجديد .

 

أما بالنسبة لهجرة مغاربة الخارج إلى الدول العربية بعد انتهاء مدة التدريس أو الدراسة أو البعثات الثقافية الرسمية .

فقد لعبت دول إفريقيا ، جمهورية ساحل العاج، السنغال والغابون في هجرة التجار المغاربة إلى هناك في فترة معينة وانتقلوا بعدها إلى الولايات المتحدة و الشرق الأوسط أو حتى إلى أستراليا بعد الهزات الاجتماعية والاقتصادية من جراء الانقلابات العسكرية وعدم الاستقرار بها والحروب وثورات الربيع العربي أو العودة الطوعية إلى البلد الأم .

II. منظومة مغاربة الخارج بين الطموح الجامع و إثبات الذات:

كان في الماضي طموح مغاربة الخارج محصور في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة في إطار مساعدة وداديات عمالنا بالخارج وحقوق العمالة الذي يوفرها ميثاق الأمم المتحدة وكان التركيز على عدم الاندماج في دول الاستقبال بإرسال العملة إلى المغرب ، والاستثمار في العقار والفلاحة والخدمات الترفيهية و الاستقبال .

وعدم الاستثمار في أبناء المهاجرين خلق نوع من صراع الأجيال والبحث عن الهوية لدرجة أن دول الاستقبال وجدت صعوبة في إدماج جيل ثالث من أصول مغربية متعددة الهويات ويبحث عن الذات لعبت فيه عدة عناصر درجة وعي الجيل الأول، التعليم الدين.

إن طموح هجرة المغاربة إلى كندا وغالبا ما تكون نوعية لا على مستوى التكوين الاكاديمي أو من فضل الذهاب بسبب أفكار أو توجهات لم يستطع أن يعبر عنها في فترة معينة بالبلد الأم أو من أجل الاستقرار و الاندماج لضمان رفاه جديد، وتقدر حاليا الجالية المغربية بكندا حوالي (18000 مغربي) بمنطقة موريال، كبيك وطورنو إلى أبعد نقطة ألبرطا وفانكوفر ، وتعد الجالية الأكثر حركية من حيث الأنشطة الثقافية والترفيهية والإعلامية نظرا لتواجد دار المغرب واللغة الثانية للمغاربة التي سهلت الاندماج مقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية .

ولا يختلف الطموح هنا لمغاربة الولايات المتحدة الأمريكية ، ويمكن تسطير الانتظارات التي اختلطت بما هو اجتماعي، وحركات الهجرة وما هو حقوق سياسية ومدنية شرعها صراحة الدستور المغربي الأخير 2011 .

III. مغاربة العالم وتنسيقيات الأحزاب المغربية:

علاقة الأحزاب الوطنية المغربية بمغاربة الخارج كانت لصيقة منذ الهجرة الأولى أي بالعمال المغاربة بالخارج واقتصرت على التأطير النقابي الدولي وكذا هجرة الأطر السياسية المعارضة أو المنفية.

ومثلت الجالية في البرلمان بتمثيلية ضعيفة جدا منذ سنة 1981. مع مرحلة الإنفراج السياسي والديمقراطي بالمغرب عبر مراحل والتي هي:

هيئة الإنصاف والمصالحة ، عودة نخبة من السياسيين المغاربة من المنفى ، مجلس الجالية، ومن كتابة دولة إلى وزارة مكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج.

بدأت تظهر بين الجالية المغربية لجن تحضيرية مغربية لأحزاب مغربية في الخارج بقوة مع التشريع الدستوي لسنة 2011 للحقوق الإجتماعية والسياسية لمغاربة الخارج، وكذا في خطابات عاهل البلاد الذي ركز على إشراك المواطنين ورعياه الأوفياء بالخارج في تنمية البلاد والحفاظ على هويتهم المغربية ثقافيا ودينيا وتمتيعهم بالمواطنة الكاملة ، وعلى هذا الأساس أسست أحزاب سياسية بالخارج تنسيقيات، ومكاتب وفروع ( حزب الإستقلال، الإتحاد الاشتراكي ، العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار…إلخ) للتعريف وتأطير أعضائها بالخارج ، فقد استطاعت هذه الأحزاب التوغل بين أفراد الجالية عن طريق النسيج الجمعوي المنظم بالخارج ولكن ، ولكن الأعضاء المؤسسين لهذا النسيج نفسهم المنسقين بمكاتبهم .
ويتم الدفاع عن الحقوق السياسية للمغاربة بالخارج عن طريق المهرجانات الخطابية أو الزيارات المتكررة لبلدان الإقامة من طرف قيادات وزعامات حزبية.

IV. خلاصات:

هنا في الخلاصات سأقتصر على تجربة تنسيقيات الأصالة والمعاصرة .

تأسس حزب الأصالة والمعاصرة في أواخر سنة 2008 وانظم إلى الحزب مجموعة من مغاربة العالم من أروبا وخاصة الطلبة الديمقراطيين المغاربة بالخارج وكان عددها لا يتجاوز العشرين عضوا.

وبدأ التأسيس يظهر أولا بفرنسا وايطاليا وهولندا وألمانيا وساهمت في خلق محركات الحزب بالخارج كمرحلة أولى ريثما يكتمل بالرؤية الشاملة لإحتواء مغاربة الخارج في الهياكل التنظيمية والتنفيدية للحزب التي منحها لهم النظامين الأساسي والداخلي بنسبة 5%

وفي الدول الأسكندنافية تم تأسيس تنسيقية الدنمارك نظرا لطبيعة هذه الدول للتفعيل السريع للديمقراطية التشاركية وكذا موقفها من القضية الوطنية الأولى ، وإفريقيا وحظيت تنسيقية تونس في انتظار تفعيل فرع السنغال.
ومن جهة أخرى أسست في بلاد العم سام تنسيقية البام تحت إسم المكتب الفيدرالي تحت اشراف الأمين العام السابق السيد إلياس العماري ومنسق مغاربة العالم سابقا وركزوا أنذاك على الاشتغال بروح الفريق ونكران الذات وتمثيل الحزب بالخارج تمثيلا نوعيا .
إن تطلعات مغاربة العالم الباميين لاتختلف عن الرسالة التي قدمتها إلى الوزيرين السابقين إبان زيارتهم لمغاربة أمريكا ( عبد اللطيف معزوز، أنس بيرو ) ، وكذا المقترحات الأولى عند زيارة لجنة التشاور مع الجالية حول تأسيس مجلس الجالية صيف 2006 بنيويورك:

ونذكر منها المواطنة الكاملة، المشاركة السياسية، ربط أواصر العلاقات ألثقافية اللغوية ، والدينية بالبد الأم، تجويد العمل الديبلوماسي والقنصلي، التسامح الديني وغير ذلك من الإنتظارات، ولنا عودة في الموضوع عندما تكتمل رؤيتنا حول مغاربة العالم (الباميين) في دليل مرجعي يتماشى مع الخط السياسي الحزبي الحداثي الديمقراطي التشاركي قريبا.

يوسف التسولي

فاعل جمعوي

عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة.

المنسق العام للبام بأمريكا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.