كورونا .. ومعركة الكمامات
أسمــــاء علالي
جاء فيروس كورونا وظهرت معه سلوكيات لم نكن نتصورها في زمن عالمنا الأزرق الرقمي المثالي، فقد استيقظنا ونحن نحمل بين أيدينا أحدث ما توصلت إليه تقنيات الرحلات نحو الفضاء، ثم اكتشفنا أن البشرية لا زالت تحتفظ بذاكرتها قرونا إلى الوراء واكتشفنا كذلك أن البشرية عادت من الرحلات الفضائية وحساب السنوات الضوئية، إلى الرحلات البحرية وزمن القراصنة وإلى الرحلات في القوافل البرية وزمن قطاع الطرق ..
واكتشفنا أن القراصنة وقطاع الطرق ما عادوا يسرقون الذهب و الطعام، بل يسرقون قطع قماش يسمونها “الكمامات”، وهل أتى على خرقة القماش زمن صارت فيه أغلى من الذهب والطعام .. نعم يا سادة فقد أتى زمن كورونا.
كيف أصبحت قطعة قماش تقرصن من أجلها السفن والطائرات، ويشتريها مسروقة في المزاد من لا حاجة له في أكل ولا في طعام .. إنه عصر كورونا حيث لا مجال للتعجب.
لقد أصبحت الكمامات -مع كورونا- من اختصاص رؤساء الدول، وصارت موضوع اجتماعات مجالس الوزارات، وتحظى بالأهمية السرية كما الخطط العسكرية، كما أضحت الكمامات محور المفاوضات والمزايدات.
فهل تعي أيها المغربي ماذا يعني أن ينتصر وطنك في معركة الكمامات؟
هل تدرك معنى أن يتوفر وطنك على مخزون الذهب من الكمامات في زمن فاقت قيمتها قيمة الذهب ؟، وهل تستوعب جيدا ماذا يعنيه أن تتوفر الكمامات لكل مواطن في حين أن فرنسا -مثلا- لا تجد الكمامات الكافية لأطقمها الطبية ؟
هل تعي قيمة ما يضعه الوطن بين يديك بثمن زهيد وقد قام من أجله القراصنة من رفاثهم؟، وهل تقدر حقا ماذا يعني أن تنتمي لهذا الوطن العظيم ؟
احمل كمامتك وضعها بكل فخر على وجهك، واشكر الله على هذه النعمة، ضع كمامتك المغربية الصنع وارفع رأسك وافتخر .. افتخر فأنت تنتمي لهذا الوطن.
فخورة بك كل لحظة يا وطني .. عشنا وعشتم وعاش الوطن.