فــي ذكــرى ميلاد حزب الأصالة والمعاصرة
بقلم ذ: جمال مكماني
في مثل هذا اليوم من كل سنة يخلد مناضلو ومناضلات حزب الأصالة والمعاصرة ذكرى ميلاد حزبهم، حيث تكون هذه المناسبة فرصة لتجديد الإرتباط بأفكار الحزب وتحيين دواعي ومبررات التأسيس، وفرصة لتقييم الذات ومراجعتها من خلال الوقوف على تم تحقيقه في مسيرة البناء التنظيمي للحزب، وما لم يتم الوصول إليه ويحتاج إلى مجهود أكبر، ثم تجديد التعاقد وإبراز الأدوار التي يقوم بها الحزب. ومناسبة هذه السنة تأتي في سياق ما بعد مرحلة صعبة من حياة الحزب آلت إلى إنفراج مهم خاصة بعد تجاوز الاختبار التنظيمي الحاسم للحزب والمتمثل في المؤتمر الوطني الرابع.
فمن أجل أفق سياسي بديل في الممارسة السياسية الحزبية ببلادنا عبر الإنخراط الجاد في البحث عن حلول لقضايا وإشكالات الشأن العام ببلادنا، حصل إلتفاف واسع من جميع الفئات الإجتماعية حول الفكرة التي ظلت وفية لروح التأسيس بالرغم من اللحظات المفصلية التي ميزت تاريخ الحزب، وطيلة هذه المدة فكلما إشتد الإختلاف في التقديرات الممكنة لبعض القضايا التنظيمية، استحضر الجميع أن الخصم الذي نتوسم في مشروعنا أن يهزمه هو الوضع المتردي الذي يعيشه المغاربة والمرتبط أساسا بالهشاشة و الفقر و التفاوت الاجتماعي و بالتهميش والعزلة، ليتجدد الأمل الجماعي في كسب هذه المعركة من أجل مستقبل يتسع لجميع المغاربة، عبر تقوية أداتنا الحزبية و تعزيز هياكلنا التنظيمية و تقويتها و فتح أوراش النقاش المسؤول و استكمال مسار البناء الديمقراطي من أجل الإسهام في تقوية قواعد المواطنة.
إن حجم التحديات و الرهانات التي ننخرط فيها تحتاج إلى عزيمة مثابرة وإلى مشاركة شاملة من طرف مناضلينا و مناضلاتنا للانسجام مع إرادة التغيير، التي ننادي بها و نسعى لبلورتها كمشروع ديمقراطي حداثي يتحدد على مستوى خطاب سياسي جديد أكثر انفتاحا وفعالية ، خطاب يقطع كل الصلات مع الممارسات الغير مجدية و لايسعى لابتكار “خصوم وهميين” بل يأمل إلى البحث عن شركاء يتحملون بنفس الحماسة و الجرأة مسؤولية التجاوب مع أسئلة وطننا من خلال منطق “التعاون” كبديل لمسلكيات تنصب نفسها في صميم ممارستها العداء للديمقراطية و للحداثة، تمسكاً بقيم الالتزام السياسي و ذلك لاعتبارات عديدة توليها حساسية اللحظة التي نتواجد فيها و هي لحظة سياسية حساسة بطبيعتها؛ فعلى المستوى الداخلي يواكب الجميع بتوجس و قلق حالة الركود التي تعرفها الحياة السياسية ببلادنا بحيث بدأ يتراجع أداء الإطار السياسي على مستوى الأدوار المنوطة به لإنتاج الحلول و تسييد النفس الديمقراطي المؤسساتي الذي يسعى للارتقاء بالأطر المنظمة لحياة المغاربة، كما يسجل بخوف شديد تراجع منسوب ثقة المواطنين و المواطنات في المؤسسات الحزبية و في قدرتها على اجتراح مسارات التغيير والتنمية، أما على المستوى الخارجي فإننا نتابع التحولات السياسية السريعة التي يعرفها العالم والأزمات العالمية المتتالية والتي تفرضُ ضرورةً تقوية البناء الداخلي.
أمام كل هذه التحديات ينبغي أن نتقدم مُتراصين وأن نعلن تمسكنا ببعضنا البعض وأن نتعهد جميعا بأنه لن تحركنا سوى الرغبة الملحة في بناء وطن ديمقراطي، يستجيب لآمال المغاربة و انتظاراتهم الواعدة دون أن نقع في وحل النزاعات الفردية الأنانية و بنفس الحماس الذي جعلنا نحس بالانتماء الحر لهذه المؤسسة الحزبية. خاصة وأن جميع مبررات تواجدنا داخل الساحة السياسية لازالت قائمة، كما أنه ومن خلال مسيرتنا الممتدة على مدى إثنى عشرة سنة فلقد لعبنا أدوارا جد هامة بوأتنا مكانة جد متميزة داخل الساحة السياسية بفضل عزيمة ومثابرة مناضلات ومناضلي الحزب.
كل عام وحزب الأصالة والمعاصرة بألف خير