في انتظار بلورة الحكومة لقوانين تنصف “الجهة 13 “
ليس من غريب الصدف أن يقترن تخليد المهاجرين المغاربة ليومهم الوطني الذي يصادف احتفالات كل الباميات والباميين بالذكرى 12 لنشأة حزب الأصالة والمعاصرة، دلالة هذه الاحتفالات ورمزيتها أقرتها القوانين التنظيمية للحزب الذي كان وما يزال يحافظ على روابطه الوثيقة بمغاربة العالم، ويعتبرهم إحدى الركائز الهامة في بناءه التنظيمي.
مغاربة العالم او الجهة 13، بما تمثله من تنوع ثقافي وحضاري زاخر بالطاقات والكفاءات، وبما تشكله من حمولة فئوية مؤهلة لدعم المكتسبات السياسية والاجتماعية، وبما تلعبه من أدوار تشاركية في تحصين الاختيارات والمكاسب الديمقراطية للحزب، ظلت هذه الجهة 13 تصارع من أجل القيام بادوارها في ظل صراعات حزبية وسياسية لم تكن منصفة لهذه الفئة، لأسباب وعوامل يصعب صياغتها في هذه الذكرى..
احتفالات المهاجرين المغاربة باليوم الوطني الذي يفرض دائما وقفة تأملية لاستخلاص ماتم إنجازه وتحقيقه طيلة المدة الأخيرة، يطرح عليها هوس السؤال حول ماهية النظرة السياسية لأحزابنا ومقترحات المهاجرين الرامية لبناء علاقة تشاركية داعمة لمغاربة العالم مبنية على دفتر تحملات واضح الشروط والمعالم، يقوي من قيمة المهاجرين ويدعم في الوقت ذاته شروط المشاركة الفعالية لمغاربة العالم في مأسسة مشاركاهم في تدبير الشان الحزبي.
ويبدو ان عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة يدرك جيدا حجم التوازن السياسي والتنظيمي الذي يلعبه مغاربة العالم في المنظومة الحزبية، وهو مادعاه أكثر من مرة لفتح باب الحوار والنقاش العميق مع هذه الفئة، مع بروز توجه الأمانة العامة للحزب بشأن إمكانية خلق مجلس وطني خاص بمغاربة العالم لتعميق النقاش أكثر فيما بينهم، وفتح المجال أمامهم بشكل أكبر من أجل التمثيلية سواء داخل البرلمان أو باقي المؤسسات.
إشراك مغاربة العالم في المشهد السياسي/ الحزبي شكل كذلك إحدى النقاط التي تطرق إليها الأمين العام للبام في حديثه، وذكر في هذا الباب أنه لطالما طالب بإلغاء اللائحة الوطنية (البرلمانية) للشباب وتعويضها بلائحة الكفاءات ومغاربة المهجر. لكن يبقى السؤال هو: كيف ستتم تمثيلية مغاربة العالم داخل هذه المؤسسات !!!
المطلوب اليوم في ذكرى التأسيس هو البحث بشكل جدي عن مقترحات كفيلة بمشاركة مغاربة العالم إلى جانب باقي التنظيمات الحزبية وفق هيكلة تنظيمية ورؤية تشاركية هادفة، تمكن حزبنا من المساهمة في تدعيم وتقوية مشاركة مغاربة العالم في مختلف المحطات الانتخابية القادمة التي نراهن عليها لتحقيق أفضل النتائج، خاصة وان مغاربة العالم كقطب تنظيمي يزخر بالعديد من الطاقات الكفاءات التي بإمكانها أن تلعب أدوارا كبيرة في التعريف بالحزب وتطوير برامجه وتنزيل خلاصات المكتب السياسي الداعمة للبناء الحزبي.
ان الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر يجب أن يكون محطة للإجابة عن المطالب الملحة والمتكررة لمغاربة العالم، لا أن تكون مجرد لقاءات واحتفالات موسمية بالذكرى تنسينا التوصيات والمطالب التي نتسابق من أجل تقديمها دون أن تكون لنا الجرأة للحديث عن تطبيقها والبحث عن خلاصاتها وتقييم تنزيلها على أرض الواقع..
يونس لقطارني
عضو المجلس الوطني