الرباط تستبق جلسة مجلس الأمن الدولي باتصالات ثنائية مكثفة
تتحرك الدبلوماسية المغربية خلال الآونة الأخيرة، عبر اتصالات ولقاءات ثنائية، أيامًا قليلة من انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حول ملف الصحراء المغربية والمزمع إقامتها في الواحد والعشرين من أبريل الجاري.
وقام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، بإجراء عدد من الاتصالات مع دول لها صفة العضوية في المجلس، تحسبا لأي مناورات من الخصوم في أول جلسة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.
فرنسا والدعم الدائم للمقترح المغربي
أولى هذه الاتصالات كانت مع الشريك الاستراتيجي فرنسا، والتي عبرت عبر لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان، عن دعم باريس لمساعي البحث عن حلّ سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ويتماشى مع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأشار رئيس الدبلوماسية الفرنسية في هذا الصدد إلى أن فرنسا ترى في خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب قاعدة جادة وذات مصداقية.
وأعرب الوزير الفرنسي عن أمله في تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة على وجه السرعة.
روسيا العضو الدائم تؤكد على الدور الأساسي لبعثة المينورسو
السفير المغربي بموسكو لطفي بوشعرة، عقد من جانبه مباحثات ثنائية نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، حيث تعد روسيا عضو دائم بالمجلس والتقارب الاستراتيجي والسياسي بين الرباط وموسكو له أبعاد خاصة.
هذه المباحثات تمحورت بشكل أساسي حول موضوع تسوية قضية الصحراء المغربية حيث جرى تبادل معمق لوجهات النظر حول قضايا مدرجة بجدول أعمال مجلس الأمن الدولي، مع التركيز على تسوية قضية الصحراء.
بيان الخارجية الروسية أكد حينها أنه لا يمكن تحقيق حل عادل ودائم إلا من خلال الآليات السياسية على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. مسجلا أنه تم التطرق لأهمية تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن، وإحراز تقدم في استئناف المفاوضات بين الأطراف”، مع التأكيد على دور ‘المينورسو’ للحفاظ على الاستقرار في الصحراء.
الفيتنام رئيسة دورية للمجلس خلال شهر أبريل
على الرغم من أن الخارجية المغربية لم تصدر أي بيان مفصل حول الاتصال الهاتفي الذي أجراه ناصر بوريطة مع نظيره الفيتنامي بوي تانه سون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لشهر أبريل 2021، إلا أن مصادر إعلامية فيتنامية كشفت عن أن هذا الاتصال تناول ملف الصحراء المغربية.
وتراهن الرباط على التقارب الاقتصادي والمالي لتعزيز الحوار السياسي مع دولة فيتنام وعدد من الدول في منطقة “الأسيان” ذلك أن المغرب وقع في أكتوبر 2019 اتفاقية تعاون مع هذه المنظمة بسنغافورة والتي تضم عدد من الدول الآسيوية، مقابل دعم هذه الدول للوصول إلى الأسواق الأفريقية والاشتغال بمنطق رابح رابح.
تحركات دبلوماسية ينتظر أن تتكثف خلال اليومين المقبلين بإجراء اتصالات مع عدد من الدول الغير دائمة العضوية داخل مجلس الأمن الدولي، في وقت ينتظر فيه تعيين مبعوث أممي لمنطقة الصحراء المغربية، ذلك أن هذا الملف يعرف نوعا من التعثر بسبب عرقلة تعيين مبعوث أممي ورفض جميع مقترحات الأمين العام أنطونيو غوتيريش، من قبل الجزائر وصنيعتها البوليساريو، مما يعرقل المسار السياسي لحل هذا النزاع المفتعل والذي تشرف عليه بشكل حصري منظمة الأمم المتحدة.