بذكرى 8 غشت..جمال مكماني يكتب روح التأسيس وطموح المؤسسين
بقلم: ذ.جمال مكماني
تحل اليوم الذكرى الرابعة عشرة لميلاد حزب الأصالة والمعاصرة؛ وهي ذكرى مغايرة عن سابقاتها بحكم كونها تتزامن مع دخول الحزب لأول مرة في تاريخه تجربة تدبير الشأن العام الوطني، إلى جانب حزب الإستقلال وبقيادة حزب التجمع الوطني الأحرار، في إطار تحالف حكومي مكون من ثلاثة أحزاب، بعدما بوأته الإنتخابات الأخيرة الرتبة الثانية. ونظرا لكون هذه الذكرى تحمل دلالات عميقة في نفوس المنتسبين لحزب الأصالة والمعاصرة وللمتعاطفين معه وللمغاربة قاطبة، فإن الوقوف عليها بوعي تام تجعل من أسئلة وهواجس التأسيس تتجدد باستمرار وتطرح نفسها كمؤشر عن مدى تحقيق الأهداف التي أسس من أجلها الحزب؛ وهذا ما يعطي لهذه الذكرى عنفوانها، أي روح التأسيس وطموح المؤسسين.
إن استحضار ذكرى التأسيس خارج حماس ومبررات المؤسسين يبقى فاقدا للمعنى، لذلك فكلما تتجدد هذه الذكرى ينبغي أن تتجدد معها طموحات وأهداف جيل المؤسسين، لأن المعنى يكمن في تلك الروح الجماعية التي اهتدى إليها التفكير الجماعي لهؤلاء، والتي جددت الثقة والأمل في المؤسسة الحزبية كآلية بإمكانها أن تحدث التغيير المؤسساتي الهاديء. فحزب الأصالة والمعاصرة طرح أوراق عديدة للنقاش العمومي بخصوص الحقل السياسي بالمغرب، لكن قوة المرافعات التي تقدم بها جوعى السلطة الجدد أنذاك، كانت أقوى مما قدمه البام كحزب يحاول أنذاك أن يسهم في عقلنة مشهد سياسي يقتات على الشعبوية والفرجة السياسية.
وُوجِهت حماسة وطموح جيل المؤسسين بواقعية سياسية محافظة، ظلت تراقب وتنتظر تطورات السياق الإقليمي والدولي لحسم معركة سياسية يقودها البام من أجل تحديث مشهد سياسي راكد.
تميز حزب الأصالة والمعاصرة منذ تأسيسه إلى اليوم بعدم وجود القيادات السياسية الخالدة، ففي ظرف أربعة عشرة سنة تناوب على قيادة الحزب خمسة أمناء عامون أي بمعدل قيادة سياسية لكل ثلاثة سنوات تقريبا، وهي مسألة ينبغي أن يفتخر بها جميع المنتسبين للحزب والمتعاطفين معه، لأنها تسهم في تدوير القرار الحزبي وتجعله متجددا.
وهذه من بين التحفيزات التي يضع يضعها حزب الأصالة والمعاصرة بيد المنتسبين الجدد إليه. وإذ ننوه بهذه الميزة التي نصت عليها روح التأسيس، فإننا ندعو كل الباميات والباميين إلى السعي الدؤوب والمستمر نحو تنزيل المزيد من هواجس وانشغالات وأهداف المؤسسين.
يشارك حزب الأصالة والمعاصرة في تجربة حكومية من بين دلالاتها العديدة أن الحزب قد انتقل من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق، وهي مناسبة للتنويه بالعمل الجاد والمسؤول الذي يقدمه وزراء الحزب في السهر على شؤون المغاربة مشكورون على ذلك لأننا نفتخر بهم. لكن هذا لا يعني أنه أصبح في غنى عن التنظير بل هو في حاجة أكثر إليه اليوم، ولكن يمكن القول أن الحزب عليه أن يجتهد كثيرا من أجل الحفاظ على صورته أمام المغاربة.
فالتحديات المطروحة اليوم هي أعمق، لذلك ينبغي أن يجتهد الجميع من أجل مواجهة تحديات التدبير وهي صعبة جدا ومعقدة. كما أن جميع الباميات والباميين الذين يسهرون على تدبير المجالس المنتخبة هم مسؤولون على الحفاظ على صورة الحزب وجعلها في حجم تطلعات وآمال المؤسسين وذلك عن طريق التشبع بأهداف وروح التأسيس.
– رئيس مجلس جماعة أولاد إيملول/ إقليم الرحامنة