أفي الحاجة إلى قطب جامعي بجهة درعة تافيلالت

0 995

أنيس إبن القاضي

فرحة الحصول على الباكالوريا، سرعان ما تتبخر لدى طلبة جهة درعة تافيلالت، بمجرد التفكير في الدراسة الجامعية ورحلة ثلاثة أو خمس سنوات من التحصيل العلمي الجامعي في مدن تبعد عليهم بمئات الكيلومترات، وما يتبع ذلك من جهد وطاقة وميزانية ترهق الآباء و الأمهات في جهة عنوانها الأكبر الفقر والتهميش.

تعد مدينة مكناس أقرب نقطة للدراسة بالجامعة بالنسبة للطلبة بإقليمي الرشيدية وميدلت؛ فيما مدينتا أكادير ومراكش تعدان أقرب نقطتين لأبناء تنغير وزاكورة وورزازات.

مراكز وفروع تابعة لجامعات ابن زهر ومولاي إسماعيل بالرشيدية وورزازات، لا تلبي التزايد الملحوظ في مسارات الشعب المتعلقة باختيارات الطلبة الجدد، الذين تتزايد معاناة عائلاتهم من بداية كل موسم جامعي، ما أصبح معه حل إحداث جامعة مستقلة بالجهة أمر لا مناص منه.

الدولة أصبحت ملزمة أكثر من أي وقت مضى بالاستجابة لمطالب شباب درعة تافيلالت، وإحداث جامعة مستقلة لتشجيعهم على التحصيل العلمي والمعرفي، أسوة بباقي الجهات التي تتوفر فيها بالمدينة الواحدة أكثر من جامعة، ما يضرب في العمق توجهات الدولة في بناء جهوية فاعلة وناجعة.
هذا المطلب القديم الجديد، حركه مشروع المرسوم 2.20.210، الصادر بتاريخ 17 ماي 2020، الذي استثنى مرة أخرى جهة درعة تافيلالت من امتلاك جامعة مستقلة عوض كليات ذات استقطاب محدود لمحدودية خيارات الشعب والتخصصات بها مقارنة مع جامعات في مدن أخرى.
صار من الضروري أن تلتزم حكومة السيد سعد الدين العثماني، بما روجته إبان البرنامج الحكومي عند بداية توليها زمام الأمور، حينما وعدت باحداث جامعة مستقلة بجهة درعة تافيلالت تلبي عطش طلبتنا بالجهة إلى تعليم جامعي عصري يلبي طموحاتهم ورغباتهم، لكن ليس بنفس الطريقة التي يتم فيها التكوين حاليا، والذي لا يتلائم البتة مع سوق الشغل.
ولعل في هذا التأخير في نظري في خروج الجامعة لأرض الواقع، أن يستثمر ويتم إحداث مؤسسة جامعية جديدة بمواصفات عالية، بتخصصات تواكب تطورات العالم والمغرب في المجالات الصناعية وغيرها والمهن الجديدة المرتبطة بالتسويق الرقمي والتجارة الالكترونية ومهن المعلوميات والطائرات واللوجيستيك والروبوتيك وغيرها، في زمن أصبحت تقاس الشعوب فيه بمدى تأهيل مواردها البشرية، وهي الرأسمال الحقيقي قبل الثروات الطبيعية وقوة الإقتصاد.

في هذه اللحظات التي نعيشها ونحن رهن الحجر الصحي، وتحت وباء كورونا، لابد من التذكير بمعاناة الطلبة والطالبات المنتمين إلى جهة درعة تافيلالت، الذين أجبرتهم الجائحة على التزام منازلهم المكتراة أو غرفهم في الأحياء الجامعية بعيدا عن أهلهم ذويهم زمن كورونا، وهذا جانب من يؤكد بجلاء أهمية وجود جامعة مستقلة بجهة درعة تافيلالت ودورها الحيوي.

أنيس إبن القاضي
الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة جهة درعة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.