إلهام الساقي: حصيلة وزارة التعليم خلال سنة 2024 كانت إيجابية وحققت نتائج جد مهمة
أشاد فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب؛ بالمجهودات التي قامت بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، للنهوض بالقطاع، داعياً إلى مضاعفة الجهود من أجل الرقي بهذا القطاع ليلعب أدواره الأساسية في تكوين النخب وتأهيلها لتستفيد منها بلادنا على جميع الأصعدة، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
وقالت عضو الفريق إلهام الساقي في مداخلة وجهتها لوزير التعليم العالي خلال مناقشة الميزانية الفرعية للوزارة برسم السنة المالية 2025، “السيد الوزير أنتم قادرون بحكم خبرتكم وتكوينكم العالي، والتجارب التي راكمتموها طيلة مسيرتكم المهنية والعلمية على التفاعل الإيجابي مع مختلف القضايا المطروحة في هذا القطاع، وأنكم تمتلكون التصور المطلوب لوضع القطاعات التي تشرفون عليها على السكة الصحيحة، والعمل على مواصلة الإصلاحات والبرامج الطموحة التي تم إطلاقها”.
وأضافت السيدة الساقي في مداخلتها، “لنا اليقين في فريق الأصالة والمعاصرة، أنكم ستعملون جاهدين لتجويد منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والرقي بالجامعة المغربية التي نأمل أن نراها إلى جانب الجامعات الدولية المرموقة ضمن التصنيفات العالمية”.
وأكدت المتحدثة على أهمية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وضرورة تدبيره بعقلانية وحكمة وتبصر، مشددة على ضرورة “أن تضع أغلبية ومعارضة حكومة وبرلمان، نصب أعيينهم أن السبيل للارتقاء بالمجتمع، هو العمل على تشجيع طلبتنا على التقدم والابتكار والإبداع في شتى المجالات، والاهتمام ببراءات الاختراعات والعقول النيرة التي تقف وراء هذه الاختراعات، وتقديم لهم يد العون لتحقيقها، وتقديم الدعم المادي الذي يحتاجونه لإنجاز اختراعاتهم وإخراجها للنور، إن كنا فعلا نريد لبلدنا أن يحتل مكانة مرموقة وسط الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي والابتكار”.
وأبرزت الساقي بخصوص حصيلة إنجازات سنة 2024 أنها كانت إيجابية وحققت نتائج جد مهمة، من قبيل اعتماد 926 مسلكا للإجازة تتناسب مع الحاجيات السوسيو اقتصادية، وإطلاق 63 مركزا للتميز وتوفير 113 مسارا للتميز من أجل تحسين جاذبية المؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح، وعلى مستوى العرض الجامعي وتكييفه مع الحاجيات السوسيو اقتصادية، تم اعتماد ثلاثة برامج تكوينية تهدف إلى توفير موارد بشرية مكونة ومؤهلة على أعلى المستويات التي تمكنها من أداء مهامها على أحسن وجه، حيث تم اعتماد برنامج تكوين أساتذة سلكي التعليم الابتدائي والثانوي، والذي عرف إقبالا كبيرا حيث تم تسجيل ما يعادل 20.272 طالب خلال الموسم الدراسي 2023/2024، والذي سيتعزز في القادم من السنوات خاصة “وأنكم في طور بناء وتجهيز ستة مدارس عليا جديدة بكل من القنيطرة، أكادير، برشيد، الجديدة، وبني ملال”.
أما بخصوص برنامج تعزيز كثافة مهنيي قطاع الصحة في أفق 2030، أبرزت المتحدثة أنه يعرف تقدما ملحوظا، حيث بلغ عدد المسجلين برسم الموسم الجامعي المنصرم 5.266 طالب وطالبة، كما تم إطلاق أشغال بناء كليتي الطب والصيدلة بكل من مدينتي الرشيدية وبني ملال ومن المتوقع بناء كلية ثالثة بمدينة كلميم، راجية من الوزير إعطاء أهمية قصوى لهذا البرنامج “وأن تعملوا على إنجاحه لأنه في نظر فريق الاصالة والمعاصرة هو برنامج ذو أهمية كبيرة جدا، وهو عامل أساسي للإجابة عن إحدى المعضلات الحقيقية التي يعاني منها قطاع الصحة، والمتمثلة في قلة الموارد البشرية خاصة على مستوى الأطباء والممرضين”.
أما بخصوص البرنامج الثالث، والمتعلق بتعزيز الكفاءات الرقمية في أفق 2027، ترى الساقي أن الوزارة حققت نتائج جد إيجابية حيث تم تسجيل 21.338 طالب وطالبة خلال الموسم الجامعي المنصرم بمختلف الجامعات العمومية المغربية وتمكينهم من تكوينات تتلاءم ومتطلبات سوق الشغل، وهو أيضا برنامج مهم، مشيرة إلى أن العالم اليوم يشهد تطورات متسارعة جدا، خصوصا على مستوى التكنولوجيا والرقمنة، فالعالم اليوم عبر بوابة الذكاء الاصطناعي الذي يعد بمثابة ثورة في عالم الرقمنة وأصبح من الواجب على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مواكبة هذه التطورات عن طريق تكوين جيل جديد من النخبة المتملكة للمعرفة الرقمية.
وأشارت المتحدثة إلى أن هذا البرنامج، تم تعزيزه أيضا من خلال إنشاء مراكز “code 212” التي تمكن الطلبة من اكتساب مهارات استثنائية في المجالات الرقمية، بكل من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وعبد المالك السعدي بتطوان وابن زهر بأكادير، “وهي تجربة نتمنى منكم السيد الوزير العمل على تعزيزها وتعميمها على مختلف الجامعات المغربية، لأننا نرى أن مستقبل البحث العلمي يجب أن يستحضر التطورات التي يعرفها العالم في المجال الرقمي”.
وقالت الساقي مخاطبة الوزير، “لا شك أنكم واعون بأهمية الجانب الاجتماعي للطالب، وتعلمون أكثر منا أهمية توفير الخدمات الاجتماعية وعلى رأسها السكن الجامعي والإطعام والمنحة،… في تحديد مستقبل الطالب المغربي وفي الحد من الهدر الجامعي، فأغلب الطلبة المنحدرين من المناطق النائية والمدن التي لا تتوفر على جامعات يكون هاجسهم الأول هو الاستفادة من السكن الجامعي، بل إن أغلبهم يعتبر أن الحي الجامعي هو المحدد الرئيسي لإمكانية متابعة دراساتهم العليا، ويمكن لغيابه أن يقبر أحلاهم ويحكم عليهم بالضياع”.
وأضافت الساقي، ” لذا دائما ما كنا في فريق الأصالة والعاصرة نؤكد على ضرورة إيلاء الدعم الاجتماعي للطلبة أهمية كبيرة، ونحث جميع الوزراء الذين تعاقبوا على تدبير القطاع على الرفع من الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية، ونشيد من خلالكم بالمجهودات التي قام بها سلفكم في هذا الجانب إذ تم خلال السنة المالية الحالية الرفع من الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية بنحو 18% لتصل إلى 59.400 سرير والرفع من عدد الوجبات المقدمة بنسبة 44%، وتحسين نظام البحث العلمي والابتكار، عبر إطلاق برنامج برنامج تكوين طلبة الدكتوراه المؤطرين، مع الاستفادة من منح تقدر ب 7000 درهم، …. وغيرها من الإجراءات الهامة”.
وأبرزت الساقي أن المجهودات التي بذلتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار خلال السنوات التي مرت من عمر الحكومة، لم تقتصر فقط على الإجراءات التي همت إصلاح التعليم العالي وتحسين التكوين لفائدة الطلبة والتجويد الخدمات الاجتماعية لهم، بل همت أيضا تحسين وضعية أساتذة التعليم العالي من حيث الرفع من الأجور، وتمكينهم من زيادة 3000 درهم على ثلاثة أشطر، فضلا عن جملة من الإجراءات التي تروم إضفاء الجاذبية على مهنة الأستاذ الباحث وتحفيزه على الانخراط الفعال في المهام والأدوار الجديدة الموكولة للتعليم العالي، ما سيسهم في خلق منظومة تعليمية محفزة على البحث العلمي والابتكار والإنتاجية وتقاسم المعرفة.
وأكدت المتحدثة أنه من بين أهم الإشكالات التي عاش على إيقاعها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار خلال الموسم الجامعي الحالي، هو إشكال طلبة الطب، مشيدة بالسرعة في التعامل معه، والتجاوب الإيجابي مع هذا الملف، مستغلة المناسبة لكي توجه التحية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان على روح المسؤولية العالية التي تعاملوا بها، والتزامهم بتعليق الإضراب والعودة إلى مقاعد الدراسة مباشرة بعد التوصل إلى حلول ترضي الطرفين.
خديجة الرحالي