الأبواب المفتوحة للبام .. ندوة بتطوان تدعو إلى مراجعة قانون مناهضة العنف ضد النساء وتعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي وكذا تقوية مجالات التعليم والتكوين
خلصت ندوة نظمها المكتب الجهوي لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة بمدينة تطوان بشراكة مع الأمانة الإقليمية والأمانة المحلية للحزب بتطوان؛ يوم الجمعة 06 دجنبر الجاري؛ إلى جملة من التوصيات الهادفة إلى التصدي لظاهرة العنف ضد النساء وتعزيز أدوارهن الاقتصادية والاجتماعية.
ودعت التوصيات الصادرة عن الندوة، التي حضرتها رئيسة المنظمة النسائية للبام قلوب فيطح؛ والأمين الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة عبد اللطيف الغلبزوري؛ ونائب رئيسة المجلس الوطني للحزب زهور الوهابي؛ والمسؤولين الحزبيين إقليميا ومحليا بتطوان؛ وكذا شفشاون والمضيق- الفنيدق؛ والمنتخبات والمنتخبين؛ ومناضلات الحزب بإقليم تطوان، وبعض مناضلات الحزب بعمالة المضيق الفنيدق وإقليم شفشاون؛ وأزيد من 400 امرأة .. (دعت) إلى مراجعة القانون رقم 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، ليشمل تجريم كافة أشكال العنف بما في ذلك العنف الرقمي المنتشر في وسائط التواصل الاجتماعي وغيرها، والذي يشهد تصاعدا ملحوظا في السنوات الأخيرة وكانت له تبعات وخيمة وملحوظة على النساء.
الندوة التي حملت شعار: “لا عذر للعنف ضد النساء والفتيات”؛ وسيرت أشغالها حكمت بادي، نائب رئيسة المكتب الجهوي لمنظمة النساء بجهة طنجة تطوان الحسيمة، شددت على ضرورة تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء، من خلال محاربة الهدر المدرسي، وزيادة فرص التعليم، وتوفير آليات لدعم الاستقلال المالي للمرأة، بما يسهم في تحسين ظروفهن المعيشية.
وفي نفس الوقت تمت الدعوة من طرف منظمة نساء الأصالة والمعاصرة إلى تعزيز التكوين لفائدة النساء؛ على اعتبار أن هذا الأمر من صميم عمل الأحزاب السياسية.
كما نوهت المنظمة النسائية بأهمية الترسانة التشريعية لبلادنا خصوصا خلال العقدين الأخيرين والتي تعززت بدستور 2011 الذي يؤكد على المساواة والمناصفة؛ مع دعوتها إلى ملاءمة القوانين الوطنية مع المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب.
كما أكد المشاركون على أهمية تقوية أسس التنشئة الاجتماعية وتعزيز دور الأسرة في غرس مفاهيم احترام المرأة والمساواة، إلى جانب تطوير البرامج الدراسية والتكوينية التي تهدف إلى التصدي للعنف وتغيير النظرة المجتمعية السلبية تجاه النساء.
فيما يخص التحسيس، دعت الندوة إلى إطلاق حملات توعوية موسعة لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان واحترام الآخر، مع حث وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة على الانخراط بفعالية أكبر في توعية المجتمع بمخاطر العنف وآثاره السلبية على النساء والأسرة والمجتمع ككل.
كما تضمنت التوصيات إدماج الفنون والثقافة، بما في ذلك السينما والمسرح، كأدوات توعوية تسلط الضوء على ظاهرة العنف، إلى جانب التأكيد على ضرورة تعزيز المواكبة النفسية والاجتماعية للنساء المعنفات من خلال برامج دعم شاملة.
ودعت التوصيات أيضا إلى تطوير برامج اجتماعية موجهة لدعم الفئات الأكثر هشاشة، وتعزيز التكوينات السياسية والاجتماعية، بما يسهم في بناء قدراتهن وتمكينهن من المشاركة الفعالة في الحياة العامة.
الحضور النسائي الكبير لأشغال الندوة؛ عكس الاهتمام بالموضوع وانشغال النساء بقضية تفرض نفسها في أوساط المجتمع؛ كما يشكل تعبيرا ضمنيا وصريحا عن إيلاء الحزب وعبره منظمة نساء الأصالة والمعاصرة للعناية والاهتمام لظاهرة العنف واشتغاله الدائم للدفع قدما بتجويد القوانين ذات الصلة بالموضوع؛ ووقوفه ودعمه لكل المبادرات المجتمعية الرامية إلى مواجهة الظاهرة.
وقد أسهم في تأطير اللقاء، كل من دة. جميلة العماري، أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بطنجة ورئيسة المنتدى المغربي للأبحاث القانونية، ود. خالد بنتركي، رئيس المركز المتوسطي للدراسات القانونية والاجتماعية، وشروق مجعيط، الفاعلة الجمعوية، ود. منير هدوبة، مدير الأكاديمية الدولية للتدريب والاستشارات النفسية والأسرية.
وفي كلمة لها بالمناسبة أبرزت رئيسة منظمة نساء الأصالة والمعاصرة قلوب فيطح، أن المنظمة تعتبر قضايا المرأة ومناهضة العنف ضدها أولوية مركزية في عملها، مشيرة إلى أن هذه الندوة تأتي كجزء من سلسلة مبادرات موجهة تهدف إلى تسليط الضوء على الإشكالات القانونية والاجتماعية التي تعيق تحقيق المساواة وحماية النساء من جميع أشكال العنف.
وأضافت السيدة فيطح أن المنظمة تضع في صلب استراتيجيتها تعزيز الشراكات مع مختلف الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني من أجل الدفع بإصلاحات جذرية للقوانين ذات الصلة، وتوسيع برامج التمكين التي توفر للنساء فرصًا أكبر للمشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وخلصت رئيسة المنظمة بالتأكيد على أن مواجهة العنف ضد النساء تتطلب مقاربة شمولية ومندمجة تشمل التوعية المجتمعية، الإصلاح القانوني، وتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، وهو ما ستواصل المنظمة العمل عليه من خلال برامجها المستقبلية.
من جانبه؛ قال الأمين الجهوي للحزب عبد اللطيف الغلبزوري؛ إن البام اشتغل منذ تأسيسه على قضايا إنصاف المرأة والدفاع عن كرامتها ومكانتها في المجتمع وتمكينها من كافة حقوقها؛ مؤكدا على أن ترسانة التشريعات التي يجتهد وزراء البام في تنزيلها خصوصا في قطاعات: التشغيل؛ العدل؛ والشباب تنحو في اتجاه تعزيز وتقوية أدوار المرأة خاصة وأنها أثبتت جدارتها وكفاءتها في العديد من مجالات اشتغالها، مما “يجعلنا ننخرط بكل ثقة وفخر في مسار الدفاع المتواصل عن المرأة باعتبار دورها؛ مكانتها؛ ومشاركتها الفاعلة إلى جانب الرجل في توطيد دعائم مجتمع متماسك وقوي”.
ولم يفت الغلبزوري الإشادة بعمل منظمة نساء الأصالة والمعاصرة مركزيا وجهويا واشتغالها على مواضيع آنية وقضايا ذات راهنية تهم المرأة المغربية والأسرة والمجتمع بشكل عام؛ وكذا التنويه بأجهزة الحزب بأقاليم: تطوان؛ شفشاون؛ والمضيق- الفنيدق؛ وتشبثهم بالمشروع الحزبي وانخراطهم وعملهم المتميز في تنزيل المبادرات وبرامج العمل الحزبي وإنجاحهم لفعاليات الأبواب المفتوحة التي أطلقها قطب التنظيم بكافة التراب الوطني.
مراد بنعلي