الأحزاب وتنزيل إصلاح سياسي شامل

0 1٬033

نادية فكري
عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة

دائما ما تجمعني دردشات في مختلف المواضيع مع أصدقاء وصديقات، لكن يبقى أهمها وآخرها حول مكانة “البام” في ظل التغيرات التي سيشهدها العالم بعد كورونا، وكيفية النهوض بالعمل السياسي وإصلاحه؟ وبالتالي الوصول إلى إصلاح في مختلف المجالات، وتبقى أبرزها ما يهم المغاربة بالدرجة الأولى هو المجال الإجتماعي والإقتصادي…

لا يمكن أن ننكر أن الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تواجه المملكة لا يمكن تجاوزها، أو التغلب عليها والعودة بالإقتصاد الوطني إلى سكة الإزدهار والتطور والنمو إلا بالنهوض بالممارسة السياسية كقاعدة أساسية للرقي بالمجال السياسي، لهذا يجب على الأحزاب السياسية الإنخراط الفعلي لتحقيق هذا المبتغى.

هذا الطرح أؤمن به بشدة، لكن لا يمكن تنزيله على أرض الواقع إلا إذا اكتملت شروطه، خاصة تحقيق إصلاح سياسي شامل وتخليق الحياة الحزبية في كل مستوياتها بدون عراقيل أو تصيد أخطاء الآخرين والزج بها للوصول إلى قلوب المواطنين.

من الناحية العملية، يجب علينا خلق فضاء واسع للأحزاب السياسية لتنزيل أهدافها المرسخة في نظامها الأساسي وقانونها الداخلي، وبالتالي استقطاب عدد كبير من الممارسين خاصة في صفوف الطلبة والشباب، لأن الرقي بالأحزاب لا يكون بالدعم المادي فقط وإنما بتوفير فضاء للحركة والإشتغال…

الممارسة السياسية لازالت مرتبطة بقيود يصعب فكها أو تحطيمها، لأنها ترسخت بقوة في أذهاننا، ويبقى من أبرزها هو عدم الثقة في العمل السياسي والسياسيين والأحزاب السياسية، نتيجة لما كان يروج في الستينات والسبعينات أن كل من يمارس السياسة هو عدو للدولة، وبالتالي لا يمكن لك الحصول على وظيفة عمومية، وهذا مفهوم الذي تم الترويج له بإحكام هو خاطئ كان الهدف منه هو تضييق دائرة المستفيدين وجعلها حكرا على الأقلية.

لهذا، فالنهوض بالممارسة السياسية والعمل الحزبي لن يتأتى إلا بإرادة حقيقية لكل المتدخلين، وفتح المجال للأحزاب للنمو بين صفوف الشباب والطلبة.

لهذا أتمنى أن يكون حزب الأصالة والمعاصرة فضاء واسع لكل مناضليه، وأن يساهم في تحقيق إصلاح سياسي شامل عبر تخليق الحياة الحزبية، واستقطاب عدد كبير من الممارسين خاصة في صفوف الطلبة والشباب، لأن المملكة في أمس الحاجة إليهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.