الدورة ال 26 للمجلس الوطني …عبد اللطيف وهبي يشخص أوضاع الحزب ويرسم الاستراتيجيات المستقبلية تنظيميا وسياسيا

0 702

نوه، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي، بالدينامية التنظيمية التي تعيشها عملية إعادة هيكلة التنظيمات الحزبية محليا وإقليميا، مؤكداً على عزم الحزب توطيد بناء تنظيماته الموازية، وعلى رأسها التنظيم النسائي.

وثمن وهبي، في معرض كلمته أمام الحاضرات والحاضرين خلال الدورة الـ26 للمجلس الوطني للحزب، المنظمة صبيحة اليوم 28 ماي الجاري، بمدينة سلا، عاليا الإرادة القوية التي تتملكها مناضلات الحزب، المجسدة في اللقاءات التواصلية الجهوية النوعية والهامة التي عقدت داخل العديد من الجهات، مبرزاً بالقول:” النقشات العميقة والأعمال التحضيرية المسؤولة التي تؤهل حزبنا لتأسيس منظمة نسائية جادة، قوية ومستقلة، ستلعب لا محالة دورها الكامل في صناعة القرار الحزبي، وحضورها القوي في تدبير عملية انخراط المرأة البامية في الحياة السياسية عموما وفي العملية الانتخابية خصوصا”.

وفي نفس السياق، خاطب الأمين العام شباب الحزب، بالقول: “ندعو شباب الحزب، إلى تجاوز حسابات وحزازات الماضي، وركوب قطار الدينامية التجديدية التي تعيشها هياكل الحزب، والشروع بشكل مستعجل في أعمال تحضيرية ديمقراطية، مفتوحة في وجه جميع شباب الحزب، للقيام باستقراء موضوعي وشجاع لأعطاب المحطة السابقة، وأخد ما يلزم من دروس وعبر منها، للانطلاقة نحو بناء المستقبل ووضع تصور جديد للتنظيم الشبابي للحزب، ومن تم تأسيس إطار شبابي للعطاء والتضحية والنضال، يكون أداة النهضة والتطور داخل الحزب ، ومحركا للإصلاح والتغيير داخل المجتمع، وليس عبئا ريعيا يفرمل تطور الحزب”.

وأكد وهبي، أن قوة حزب الأصالة والمعاصرة ومستقبله ليس رهينا بمدى متانة بنياته الترابية والجهوية والإقليمية والمحلية والوطنية فحسب، بل لابد من بناء شمولي يصل اللجان وجميع البنيات، وعلى رأسها لجان الحكامة والمراقبة، مشيرا إلى أن الجميع مدعو وبصورة مستعجلة لاستكمال بناء اللجن الجهوية للتحكيم والاخلاقيات داخل مختلف الجهات، من الأعضاء المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة والأخلاق، تكون في مستوى الرهانات التي يضعها الحزب على هذه الهيئات.

بالإضافة إلى ذلك، شدد الأمين العام، على ضرورة بناء باقي التنظيمات الموازية، لتكون أدوات فاعلة وحقيقية، تسهم فعلا في توسيع حضور الحزب داخل المجتمع، وتحقق قربه من المواطنات والمواطنين، مفيدا في هذا المحور بالقول: “وضعنا تصورا إداريا وسياسيا جديدا للمؤسسة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي حزب الأصالة والمعاصرة، هو في اللمسات الأخيرة، سنعرضه على الجمع العام الوطني الذي نعتزم تنظيمه للمنتخبات والمنتخبين خلال الأسابيع القليلة القادمة، حتى نتمكن بشكل جماعي من إخراج هيئة حقيقية لدعم المنتخبات والمنتخبين في ممارسة مهامهم الانتخابية والسياسية من مختلف مواقعهم”.

كما توقف الأمين العام عند الأدوار الوطنية الكبيرة التي يلعبها مغاربة المهجر وإسهاماتهم التنموية والاقتصادية داخل الوطن، والتي أظهرتها بجلاء أزمة وباء كوفيد 19، ليشير إلى أن” الإسهام الاقتصادي الواضح لمغاربة العالم يعكس بقوة حجم وفائهم للوطن، ومدى تشبعهم بقيم التآزر والتضامن”.

وبعد استقراء موضوعي للمقاربات المحدودة لتفاعل الأحزاب سياسية مع حقوق مغاربة العالم، دعا وهبي إلى الاهتمام أكثر بالمناضلات والمناضلين من مغاربة العالم وجعل قضاياهم من القضايا الجوهرية ضمن اهتمامات حزب الأصالة والمعاصرة، بما تطرحه من ضرورة تجديد مقاربة انخراطهم وتمثيليتهم السياسية والتنظيمية داخل الحزب.

وبهذا الخصوص، أكد الأمين العام على أن قيادة الحزب ستعمل على تغيير النظام الأساسي للحزب بما يتوافق والمكانة النضالية اللائقة لمغاربة العالم، عن طريق تنظيم أيام مفتوحة لإعادة تسجيل انخراط المناضلات والمناضلين من دول المهجر بالحزب، واستقطاب نخب جديدة، في أفق عقد مجلس وطني يجمع هؤلاء صيف السنة الجارية، يكون فضاء فكريا مناسبا لتسطير أنجع السبل لحضورهم داخل مؤسسات الحزب وفي مختلف السياسات العمومية، وكذلك لانتخاب مجلس فدرالي يسهر على تدبير شؤونهم داخل الحزب.

ومن جانب اَخر، قال وهبي، مخاطبا جموع الحاضرين بدورة المجلس الوطني، “نعلم جيدا أنكم كمنتخبين وكمناضلين لن تؤدوا رسالاتكم النضالية على الوجه الأكمل دون سند قوي من بنية إدارية حزبية ناجعة وفاعلة، تكون رهن إشارة جميع المناضلات والمناضلين على قدم المساواة، ودعم واجهاتهم النضالية المختلفة، وهو الذي لمسناه بشكل واضح في الإدارة والطاقم الإعلامي وإسهامهم البين في النتائج المحققة خلال الاستحقاقات الأخيرة”.

وأضاف في ذات الكلمة، ” غير أن موقع الحزب اليوم الذي اختلف اجتماعيا وترقى سياسيا نتيجة المشاركة لأول مرة في الحكومة، بدأ يطرح علينا رهانات جديدة كفاعلين سياسيين وعلى الإدارة كذلك، لذلك قمنا بتقييم أولي لأداء إدارة حزبنا مركزيا وجهويا وإقليميا، في ارتباط تام مع التجديد الذي يعرفه التنظيم الحزبي إقليميا وجهويا”.

وهو الأمر، حسب الأمين العام، “الذي مكننا من خلخلة بعض البنى الراكدة داخل إدارات حزبنا في بعض الأقاليم والجهات، وإعادة بنائها وفق المعطيات الجديدة، ووفق قيم المبادرة والنجاعة بنفس العزيمة التي تملكتنا لتسوية الوضعية الاجتماعية لجميع مستخدمي وموظفي الحزب رغم ما طرحه ذلك من تحديات مادية جمة، كلها هانت في سبيل تعزيز كرامة الطاقم الإداري وتحريره من سيطرة البعض، وجعله في خدمة جميع المناضلات والمناضلين على السواء، دون تمييز أو إقصاء”.

يوسف العمادي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.